أرشيف صحيفة البلاد

طهران تحشد ميليشياتها على تخوم المدينة الحرب على مشارف إدلب .. وتأهب غربي على خطوط النار

إدلب ــ وكالات

أظهرت فيديوهات حشوداً للنظام والميليشيات الإيرانية وحزب الله وهي تنتقل إلى خطوط التماس مع إدلب وذلك تمهيداً لبدء عملية برية.
وكشفت مجموعة صورة التقطت بالأقمار الصناعية أرتالاً متواصلة من الميليشيات العراقية والإيرانية من “لواء الإمام الحسين” انطلقت من دمشق باتجاه إدلب بدءاً من 27 الشهر الماضي.

وأوضحت الفيديوهات أن حوالي 7000 من الميليشيات الإيرانية باتوا مستعدين للمعركة ينتشرون في ريف حلب وهم على تماس مع إدلب، إضافة إلى مئات من قوات المصالحات في الجنوب والقلمون، وينتشرون في معسكرات في الغاب وجبال اللاذقية.

الى ذلك شن اكثر من 100 عنصر من مشاة البحرية الأميركية “المارينز” هجوما جويا عنيفا، مدعوما بقصف مدفعي، في البادية السورية، فيما اعتبر “رسالة قوية” إلى روسيا. ويأتي ذلك وسط تصاعد التوتر على الأرض مع تحضير النظام السوري مدعوما بحليفيه الروسي والإيراني لشن هجوم واسع على محافظة أدلب، التي تعد من أكبر المناطق، التي لاتزال خاضعة لسيطرة المعارضة.

وتهدف الرسالة الأميركية “العنيفة” إلى منع روسيا من إرسال قواتها داخل المناطق المحظورة بالقرب من إحدى القواعد الأميركية ناحية معبر التنف جنوبي سوريا، بحسب ما ذكره مسؤولان في وزارة الدفاع الأميركية. وكانت القوات الروسية في سوريا حذرت القوات الأميركية، في مناسبتين خلال سبتمبر الحالي (يومي 1 و6 سبتمبر) من نواياها شن عملية عسكرية بالقرب من معبر التنف، وهو موقع تتمركز فيه قوات العمليات الخاصة الأميركية، وفي المرتين، طالب الجيش الأميركي من القوات الروسية التراجع عن نواياها.

وقال المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية، ويليام أوربان، في بيان إن الولايات المتحدة “لا تسعى إلى معركة مع الروس، أو الحكومة السورية أو أي جماعة قد توفر الدعم للحكومة السورية في الحرب الأهلية الدائرة هناك”.

وأضاف أوربان “الولايات المتحدة لا تطلب مساعدة في جهودها لتدمير تنظيم داعش”، وفق ما نقلت “فوكس نيوز” عن النقيب أوربان.
وحول القصف الذي شنه عناصر المارينز في جنوب سوريا قال المتحدث باسم القيادة المركزية الوسطى إنه يهدف إلى “استعراض قدرات الانتشار السريع والهجوم على أهداف بالتعاون بين القوات البرية والجوية، وتنفيذ عملية إنقاذ سريع في أي مكان في المناطق الخاضعة لعملية العزم الصلب”، وهو الاسم العسكري للتدخل الأميركي ضد داعش في كل من سوريا والعراق.

وأضاف أن تدريبات وتمرينات مثل هذه ستعزز قدراتنا لهزيمة داعش وتأكيد جاهزيتنا للرد على أي تهديد لقواتنا”. ويعتقد أن التهديد هنا يتعدى ذلك الذي يشكله داعش ليشمل القوات الروسية في سوريا. واستخدمت في “هذا الاستعراض النادر للقوة” بعد شهور على قيام طائرات عسكرية أميركية، بما فيها الطائرة المسلحة الثقيلة “إيه سي-130 والطائرات المقاتلة والقاذفة، قتلت نحو 300 من “مرتزقة روسيا” قرب دير الزور إثر تعرض مجموعة تابعة للقوات الخاصة الأميركية لهجوم في المنطقة.

في غضون ذلك هدد جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، برد أقوي حال استخدام أسلحة كيماوية في إدلب من قبل النظام السوري.
وقال بولتون، في مؤتمر صحفي، إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا اتفقت على أن استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية مرة أخرى سيؤدي إلى رد أقوى.في غضون ذلك قتل 21 عنصرا من قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، في كمين قاتل نصبه مسلحو تنظيم داعش الإرهابي في محافظة السويداء، جنوب شرقي سوريا، في خضم معارك إنهاء وجود التنظيم في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 21 عنصرا على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها قتلوا في كمين نصبه تنظيم داعش ليل الاثنين في منطقة تلول الصفا.
وأضاف أن 8 على الأقل من مسلحي التنظيم قتلوا، فضلا عن إصابة العشرات من الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة خلال الكمين والاشتباكات اللاحقة.
وتعد هذه المنطقة آخر نقطة يتحصن فيها مسلحون داعش في بادية السويداء قرب الحدود الإدارية مع محافظة دمشق.

وارتفعت بذلك حصيلة القتلى الذين سقطوا في المحافظة خلال الأسابيع السبعة الأخيرة، سواء من التنظيم الإرهابي والنظام أو المدنيين إلى 610 قتيلا.
من جانبه، أفاد المرصد السوري بارتفاع وتيرة القتال بين الطرفين خلال الساعات الـ24 الماضية، إثر محاولة قوات النظام والميليشيات التقدم وتضييق الخناق على مسلحي التنظيم، في محاولة لإجباره لاحقا على القبول بشروط الاستسلام.

واندلعت الاشتباكات في محافظة السويداء، التي ظلت بمنأى عن الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا منذ 2010، في أواخر يوليو الماضي، عندما شن تنظيم داعش الإرهابي سلسلة هجمات مباغتة داخل مركز المحافظة وقرى محيطة، الأمر الذي أسفر عن سقوط أكثر من 250 قتيلا، علاوة على اختطاف عدد آخر من المدنيين.
وحسب المرصد السوري، فقد قتل 234 على الأقل عدد عناصر داعش، و116 من قوات النظام والميليشيات الموالية، كما قتل في الفترة ذاتها 142 مدنيا بينهم 38 طفلا، و116 شخصا من المسلحين القرويين.

واعتبرت الهجمات الداعشية محاولة من التنظيم الإرهابي لإثبات وجوده وقدرته على شن اعتداءات، على الرغم من تقليه ضربات قاسية أفقدته 90 بالمئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وتسيطر قوات النظام السوري على كامل محافظة السويداء، فيما يقتصر تواجد مسلحي داعش على منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية، لكنها تقلصت مع شن النظام الهجوم الأخير.