متابعات

طعام وملابس وعناية تكلف آلاف الريالات.. تربية القطط ..هوس جديد لأسر جدة

جدة – ليلى باعطية

ظواهر جديدة انتشرت بين الأسر السعودية في السنوات الأخيرة، منها اقتناء وتربية الحيوانات ، خاصة ” القطط ” ، الظاهرة يعتبرها البعض حباً ورفقاً بالمخلوقات الضعيفة ، والبعض يراها موضةً واستعراضاً ،

خاصة عندما تقترن بالانفاق ببذخ وشراء أغلى الملابس والاكسسوارات للقطط ، ” البلاد ” تفقدت محال لبيع القطط، ووجدت سعر صغار قطط الهملايا تتراوح بين 1500 و 3000 ريال، وقطط الشيرازي 1500ريال ، وقطط الشيرازي الأمريكية سعرها 3000 ريال، بينما الاستحمام والعناية يكلف 75 ريال يومياً، والتزاوج 50 ريال، أما الفندقة فتكلفة المبيت اليومي للقط الواحد 50ريالا .

“البلاد” توجهت إلى عدد من مقتني ” القطط ” لمعرفة بداياتهم مع تربيتها، وأسبابهم والمبالغ المنفقة على العناية بها، وهل تمثّل ارهاقاً لميزانيات الأسر السعودية؟.

• قتل للفراغ
” منى الحربي ” – 53 سنة – لديها 10 قطط، بدأ حبها لتربية القطط ، منذ كانت في الـ 10من عمرها، حيث كانت تذهب لأي مطعم ، وتقوم بإطعام القطط التي تمر بجانبها من “الصحن” الذي تتناول منه الطعام ، وعندما أصبح عمرها 12 سنة ، اقتنت أول قطه لتبدأ بعدها حياتها برفقتهم إلى الوقت الراهن.

تقول الحربي : أحب تربية القطط لأني بشكل عام أحب الحيوانات جميعها، قد يكون سبب حبي لها ؛ قتل الفراغ لأنه ليس لديّ أطفال، ووجودهم جانبي يعطيني شعور بالراحة بالإضافة الى المتعة ؛ نتيجة وجود نوع من التواصل، رغم ملاحظتي غضب بعض الناس مني بسبب ذلك ، وتشبه الحربي الحيوان الاليف بالطفل الصغير ؛ في حاجته للرعاية والطعام والاهتمام.

• 12000 ريال .. التكلفة سنويا
وتضيف الحربي أن تكلفة تربية القطط شهريا ما بين 500 و 600 ريال ؛ تشمل فقط الطعام والتراب بدون الزيارات البيطرية والأدوية و التطعيمات والتحاليل والاشعة، وتصل المصاريف السنوية إلى 12000 ريال تقريبا ، مشيرةً إلى أن مصاريفهم باهظة ومرهقة، مما اضطرها إلى استبدال البسكويت بوجبات اللحم، وتكتفي بوجبة لحم واحدة فقط في اليوم.

• بيت وملابس وألعاب
الصحفية ” عيشة فريد ” – 25 سنة – تربي العديد من القطط منذ 8 سنوات ، حباً لهذه المخلوقات اللطيفة ، وحالياً لديها قطٌ واحد فقط توليه عنايةً واهتماماً، وعندما كان لديها أكثر من قط استلزم الأمر منها مصروفات كثيرة، لكن حالياً أصبح الأمر تحت السيطرة، خصوصاً وأنها تحب تدليل القط ؛ فلا تقتصر المصروفات على الطعام والرمل ، وإنما تجلب الألعاب والملابس وتنوع في الأطعمة ، مما يتطلب مصاريف زيادة،

وأيضاً تشتري الملابس له، وفي بعض الاحيان يصل ثمن القطعة الواحدة من الملابس الى 75 ريال، إضافةً إلى شراء أطواق الرقبة بأشكال والوان مختلفة والإكسسوار ، والبيت الخاص به لينام ويرتاح داخله، مشيرةً إلى أنه رغم شراءها منزلين للقط، إلا أنه يتركهما ، وينام جانبها أو قربها على “الكنبة” ، وتختتم فريد بأن قطها يكلفها مصروفات سنوية تتجاوز6000 ريال.

• الفحص الطبي مرتين في السنة
وترى السيدة ” سوزان شهاب ” في القطط التي تربيها منذ الطفولة ؛ رمزٌ للبراءة التي تفتقر وجودها في البشر، بالإضافة الى الأجر الذي تناله من خلال رفقها بهم، وحالياً لدى ” سوزان ” قطتان؛ أنثى وذكر، حيث تبلغ مصاريفهما الشهرية 600 ريال، بينما يكلفها الفحص الطبي 1000 ريال ، وتجريه مرتين في السنة.

• الأكل من طعام الأسرة
الشاعرة ” بدور الغامدي ” كان لديها قطة أنجبت لها عدداً من القطط، فقامت بتوزيعهم على الأقارب والأصدقاء، وتحتفظ فقط بالأم، منوهة إلى أن صغار القطة عندما كانوا في رعايتها، كانت المصروفات كبيرة تتجاوز 700 ريال شهريا، وحاليا الأم تكلفها 200 ريال شهريا ، وتعود التكلفة البسيطة إلى أن القطة اعتادت غالبا الأكل من طعام الأسرة .

• 3000 ريال شهريا
” غادة السبحي ” تعشق القطط منذ طفولتها ، واستمر معها هذا الشعور لليوم ، ليصل عدد القط في منزلها إلى 12 قطة، وتراهم السبحي : يملئون المنزل لعباً وركضاً منذ الصباح الباكر ، الأمر الذي يبعث في نفسها السعادة والفرح و الابتسامة، ويخففون من الضغط والتوتر ، وتبلغ مصروفات القطط الشهرية 3000 ريال تشمل الطعام والعناية الطبية والنظافة.

• مبادرة”تعايش معي”
من منطلق الرحمة والرأفة بالحيوان، ونشر الطريقة الإسلامية الإنسانية الصحيحة للتعامل مع الحيوانات ، دشن مجموعة من الشباب مبادرة ” تعايش معي ” ؛ الهادفة نشر فكرة تبني وتربية الحيوانات؛ للقضاء على الاستغلال اللإنساني ، والتجارة بها و”رميها ” في الشوارع بعد الملل منها، والدعوة لأن تفتح العوائل قلوبها وبيوتها لها، ووضحت ” رباب عوضين ” عضوة بالمبادرة ، أنه يتم من خلال المبادرة عرض الحيوانات للتبني عن طريق المشاركة في حملات توعوية بالمدارس والمعارض والمهرجانات ، وتوعية وتثقيف جميع الفئات العمرية بوجوب الرفق بالحيوان والاحسان اليهم، وتربية الأجيال الجديدة على احترام وتقدير كل ذَا روح من نبات أو حيوان.

• استغلال تجار الحيوانات
وتشعر عوضين بالأسف عندما يسلمهم بعض الأشخاص قططاً تعاني سوء التغذية والاهمال والهزال ، مؤكدة أن 70% من أفراد المجتمع متقبلون للفكرة ، ويبادرون بمساعدتهم أيضا، وتكشف أن ” تجار الحيوانات ” كانوا ينتقدونهم ويتصيدون لهم الأخطاء ، وحاولوا استغلالهم ، واستلام الحيوانات الغالية والنادرة منهم ، لإعادة تربيتها وبيع الإنتاج الجديد ، لكنهم في المبادرة اكتشفوا الأمر ، ورفضوا التعامل معهم ، وتؤكد عوضين أن المبادرة ضد تجارة الحيوان والتعامل معه كسلعة أو منتج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *