عواصم ــ وكالات
على الرغم من حالة الاستنفار العالية، بين روسيا والولايات المتحدة؛ بسبب الملف السوري، عمدت روسيا إلى تليين لهجتها قدر الإمكان بعد الردود المتبادلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والمتحدثة باسم الخارجية الروسية؛ إذ دعا فلاديمير بوتين، إلى تغليب لغة العقل في تسوية الخلافات الدولية.
إلا أنه بعيداً عن حروب التصريحات “النارية” تارة والمهادنة طوراً، ووسط هذا الاستنفار العسكري الدولي غير المسبوق بشأن سوريا، والتهديد الأميركي بتوجيه ضربات صاروخية، أظهرت صور حديثة التقطت عبر الأقمار الصناعية لقاعدة طرطوس العسكرية نقل روسيا 11 بارجة حربية.
وأظهرت الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية حديثاً، أن جميع السفن الحربية تقريباً المتواجدة في القاعدة البحرية الروسية في طرطوس بسوريا، غادرت مواقعها، وذلك قبيل الحديث الأميركي عن توجيه أميركا ضربات إلى مواقع عسكرية سورية.
وكشفت التحليلات والصور التي نشرتها شركة ISI (Image Satellite Internacional ) مغادرة معظم السفن الحربية الروسية التي تتواجد عادة في تلك القاعدة، التي تستأجرها روسيا من النظام السوري بموجب عقد يمتد لـ 74 عاما.
فيما قال الرئيس دونالد ترامب أمس الخميس: إنه لم يتحدث قط عن موعد الهجوم الذي توعد به سورية .
وكتب في تغريدة أن الضربة الأميركية قد “تتم قريبا جدا، أو ربما بعد حين”، مضيفا: إنه “في أي حال، الولايات المتحدة في ظل إدارتي، قامت بعمل ممتاز لتخليص المنطقة من داعش”.
وكان ترامب قد قال في تغريدة الأربعاء إن “على روسيا الاستعداد لأن الصواريخ قادمة (إلى سورية) وستكون جديدة وذكية”.
واشتعل هذا التوتر والاستنفار العسكري، بعد تقارير أفادت بأن النظام السوري قد يكون استعمل غازات سامة وأسلحة كيمياوية في استهداف مدينة دوما في الغوطة الشرقية السبت الماضي.
وكانت صحف غربية، رجحت أن يتم استهداف بعض القواعد العسكرية في سوريا، لا سيما في حمص ودمشق وطرطوس وحماه ودير الزور والرقة والحسكة.
وأفادت تقارير بأن واشنطن حددت 22 هدفا، وقد حدثت الإدارة الأميركية قوائم الأهداف المحتملة في سوريا منذ العام الماضي لتشمل المطارات التابعة للأسد ومستودعات الذخيرة ومقار القيادة، بهدف منع النظام السوري من استخدام مطاراته في المستقبل لشن هجمات كيمياوية.
وذكرت مجلة “لونوفل أوبسيرفاتير” الفرنسية أنه بعد سنوات من الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة، عادت أجواء التوتر بينهما مجدداً ولكن في مواجهات ساخنة في سوريا، مشيرة إلى أن استخدام الكيماوي ضد الشعب السوري من قبل الأسد وحلفيته روسيا، فتح صفحة جديدة من الصراع بين واشنطن وموسكو، الأمر الذي ينذر بحرب عالمية ثالثة مسرحها سوريا.
وفي ظل توالي التصريحات الغربية الفرنسية والبريطانية، والأمريكية، أشارت المجلة إلى أن العالم على حافة الدخول في حرب عالمية ثالثة، مسرحها “سوريا”، بين روسيا وإيران من جانب، والدول الغربية من جانب آخر.
ولفتت المجلة إلى أنه بتلك التهديدات الغربية، في مواجهة روسيا، فإن الأمر لم يعد مجرد التفوق والهيمنة على سوريا، إنما امتد إلى أبعد من ذلك، لأبعاد جيوسياسية بين موسكو وواشنطن.
وفي هذه الحرب، يظل الخطر قائما بأن نشهد معارك بين الجنود الروس والأمريكيين تبدأ بمناوشات، ثم معارك، ولكن الخوف هنا من حالة “التصعيد” فإذا لم تضرب الولايات المتحدة وحلفاؤها بقوة، لقطع رأس الثعبان (الأسد وحلفائه)، فإنه سيزداد قوة بأعمال انتقامية يكون ضحيتها الشعب السوري”.
إلى ذلك ، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن القرار النهائي بشأن توجيه الضربة عسكرية في سوريا، لم يتخذ بعد مشيرة إلى أن كل الخيارات لا تزال مطروحة.
وجاء هذا بالتزامن مع نشر صحيفة ديلي تيلغراف أنباء عن تحريك بريطانيا غواصات باتجاه المنطقة استعدادا لضربات محتملة.