واشنطن- الدوحة – وكالات
تلقى نظام الحمدين ضربة قاصمة بقرار الرئيس الأمريكي ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران ، وبدأت قطر تستشعر ثمن الخطأ الفادح بارتمائها في أحضان طهران ، فبعد أن تعرض لمقاطعة من محيطه العربي؛ بسبب دعمه الصريح للإرهاب وللنظام الإيراني، ومليشياته، التي تهدد الأمن العربي، جاء انسحاب الولايات من الاتفاق النووي كالصاعقة على النظام القطري، الذي لا يمل من فضائح تآمره والفشل في كل مواقفه الدولية، وبحسب المعارضة القطرية، فإن تميم بن حمد، حاول في زيارته الأخيرة لواشنطن إثناء الرئيس ترامب عن قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما قوبل بالفشل بعد الموقف الأمريكي الأخير.
ونتيجة غرق نظام الملالي في أزمات إيران مع العالم وارتداداتها الداخلية ، أصبحت قطر تستعر الخطر ، حيث يواجه نظام الدوحة مخاطر وأزمات اقتصادية طاحنة تنهش في قدراته المتآكلة ، ليبلغ ذروة ضعفه بعد القرار الأمريكي بفرض عقوبات مشددة على إيران والدول الداعمة لها، فالنظام القطري الذي يواصل يوما بعد يوم توطيد العلاقات مع نظام الملالي على حساب الجوار الخليجي العربي، أصبح يعتمد عليها بصورة شبه كلية في كل احتياجاته وتعاملاته واستثماراته حتى دخلت مجددا في نفق العقوبات والغضب الأمريكي والإقليمي.
فرغم الإجماع العربي والخليجي بالترحيب بقرار ترامب، إلا أن الدوحة كالعادة خالفت الموقف وغردت خارج السرب العربي، فدعت إلى الحوار مع إيران بشأن الاتفاق النووي رغم تأييد الدول العربية لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق. لكن مراقبين يرون أن الموقف القطري بات خارج السيطرة بعد سيطرة مليشيا الحرس الثوري الإيراني على بعض الأمور فى الدوحة وحماية تميم حتى أصبح الاستمرار في التعنت والخروج عن الصف العربي سمة من سمات دبلوماسية تنظيم الحمدين.
ورغم العلاقات القطرية الأمريكية الواضحة ووجود قاعدة” العديد” العسكرية الأمريكية غرب الدوحة، والزيارات الأخيرة للأمير القطري تميم بن حمد إلى واشنطن إلا أنه يبدو أن العلاقة والحبل السري الذي يربط بين تنظيم الحمدين والمليشيات الإيرانية الإرهابية أقوى من علاقة قطر بواشنطن.
فالموقف القطري المريب والعجيب من قرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران، لم يكن مستغربا، حيث اعتادت الدوحة أن تكون في نقطة أخرى خارج الصف العربي، وهذا ما ظهر في كثير من المواقف وخاصة التي يكون النظام الملالي طرفا فيها. وكان آخر تلك التصرفات التي تؤكد أن قطر إمارة مارقة تغرد خارج السرب العربي تحاشي تنظم الحمدين ذكر إيران في بيانها التمويهي بخصوص قطع المغرب علاقاته مع نظام الملالي الذي يدعم جبهة البوليساريو الانفصالية.
•خزانة الشر
على ضوء النفق الجديد الذي دخلته ايران واقتصادها المتداعي ، توقع مسؤولون أمريكيون أن أحد أهداف التقارب الإيراني من قطر أن تكون الأخيرة الخزينة التي تمد طهران بالدولارات لتمويل مليشياتها في اليمن ولبنان ودول أخرى بالمنطقة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن هؤلاء المسؤولين قولهم: إنه بالنسبة لواشنطن فإن إيران هي الخطر الحقيقي في أزمة قطر مع دول الخليج. ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم قلقون من أن ذلك يسهل لطهران تمويل حزب الله في لبنان ومليشيا الحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة الارهابية الأخرى في المنطقة.
والحديث عن التمويل القطري لمليشيات إيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن ليس بجديد، فهو ثابت وموثق، وإن جاء في صورة أعمال خيرية أو فدية تحرير رهائن، ولكن التصريحات الأمريكية تشير إلى توقعات بأن إيران ستزيد من استنزاف الخزينة القطرية في هذا الاتجاه في الفترة المقبلة، مقابلها دعم قطر ضد دول الخليج.
فقد فتح تنظيم الحمدين الأراضي القطرية لتكون ساحة انطلاق لمشروع إيران وأذنابها وشجع رجال الأعمال الإيرانيين على الاستثمار في قطر، كما بات يعتمد عليها في إمداداته من الغذاء والبضائع، منذ المقاطعة العربية، للدوحة، مطلع يونيو الماضي، على خلفية دعمها للإرهاب، وأصبح يعتمد عليها كليا في محاولة لتدبير احتياجات سوقه المحلية.
وتدرك الولايات المتحدة أن منابع الإرهاب في المنطقة تعود إلى دولة قطر، وبحسب تصريحات سابقة لمستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي الجنرال إتش أر مكماستر، فإن “قطر رعاة الإرهاب والفكر المتطرف في المنطقة” وشدد مكماستر على ضرورة استخدام جميع الأدوات من تشريعات وعقوبات وتقارير استخباراتية وتحقيقات اقتصادية، لوقف تمويل الجماعات الإرهابية.