أرشيف صحيفة البلاد

صيادون يشعلون نار الأسعار في بنقلة جدة

جدة- حماد العبدلي

(ولعت الأسعار) هذا هو حال سوق السمك المركزي في محافظة جدة حيث لسكانها ارتباط سيكولوجي مع صيد البحر بكافة أنواعه ومسمياته ويعتبر السمك من الوجبات الرئيسية على الطبق الجداوي على مدار العام.

وفي رصدنا للأسعار من داخل السوق مع المشترين والباعة تبين أن الغلاء هو العنوان الأبرز كما قال المواطن خالد الحربي:” عشقنا للبحر أبدي ومنذ الصغر تعلمنا الصيد من آبائنا وكما تشاهدون الأن الوضع تغير وأصبحت المراكب الحديثة تجوب البحر وما كنا في الزمن الماضي نأتي به من خلال المركب الخشبي قد يتضاعف خلال عشر دقائق بأدوات الصيد الحديثة.”

وأشار الحربي إلى أن مهنة صيد الأسماك فيها المخاطر والتعب لكن لمن عشقها يعتبرها الأفضل ولن يرضى بغيرها. وحول ارتفاع الأسعار قال:” ليس هناك ارتفاع وإنما هناك نوعية من الأسماك سعرها يختلف عن الأنواع الأخرى وكل شيء له سعره وكل الأسماك في متناول الجميع الكل يشترى حسب رغبته من الصنف الذي يريده”.

 

نلبي طلبات الزبائن:
ومن جانبه قال عابد الأحمدي :” نحرص من خلال تواجدنا في سوق السمك ان نلبي طلبات الزبائن سواء كانوا أفراداً أو أصحاب مطاعم من السمك الذي يرغبونه ولنا زبائن معروفين وليس هناك أي ارتفاع في الأسعار كما حدث في السلع الاستهلاكية الأخرى”.
وحول أفضل أنواع الأسماك قال الأحمدي:” حسب رغبة المستهلكين البعض يفضل الناجل والبياض (القز) والعمالة الوافدة من آسيا لهم اسماك معينة يفضلون شراءها وجميع الأسماك متوفرة في السوق المركزي.” وأضاف:”ذروة البيع الخميس والجمعة كونها عطلة أسبوعية ونحرص على مضاعفة الجهد في تلبية رغبات المستهلكين”.

 

السوق المركزي ملاذنا:
وقال عيضة الزهراني أحرص على شراء السمك الطازج من السوق المركزي بدلاً من المحلات في الأحياء حيث الفارق كبير في الأسعار وحتى الجودة. وأشار الزهراني بأن الأسعار معقولة ولم تشهد ارتفاعاً إلا في نوعية السمك كما هو معروف منذ فترة قبل موجة الغلاء مشيداً بالدور الرقابي الجيد في السوق وحسن التنظيم والنظافة التي تقدم للمستهلك. وأكد أن متوسط أسعار البيع يحكمه المزاد اليومي للأسماك مضافاً إليه هامش الربح لتاجر التجزئة دون أن يتعدي حاجز 10 % وأن غالبية تجار التجزئة ترفع قليلاً من السعر لتترك مساحة للزبون للفصال حتى يصل إلى السعر الذي يربح منه ويشعر الزبون أنه باع بخسارة وأن الزبون بشطارته في الفصال قد انتصر عليه.

وبين أن الثروة السمكية شهدت تطوراً ملحوظاً من حيث الانتاج رغم الزيادة السكانية والطلب على الأسماك. والسمك المحلي بلا شك هو في قائمة الطلب لجودته.

 

الخميس والجمعة:
وقال سيد محمد (مصري):” في هذا السوق المركزي جميع أنواع الأسماك وبأسعار جيدة واعجبني التعامل اللطيف مع البائعين وكذلك النظافة داخل السوق أما أنواع السمك فأحرص على سمك القرش والجمبري بأنواعه وأفضل التسوق يومي الخميس والجمعة لكثرة الأسماك نظراً للاقبال على السوق من كافة شرائح المجتمع.” وأضاف أن الأسماك لم يرتفع سعرها كباقي المواد الاستهلاكية.
وقال بدر الجدعاني تاجر سمك:” إن الاقبال كبير جدًا على شراء السمك وهو شيء متوقع خاصة أن الأسعار في المحلات التجارية نار ولكن هذا العام كل الناس مقبلة على الأسماك بشكل غير طبيعي، وطبعًا غلاء أسعار اللحوم سواء الضان أو العادية، جعلت كثيرًا من الناس تتجه لشراء الأسماك”.
وأضاف كمال أبو الطحان، تاجر أسماك قائلاً:” لن نكذب ونقول إننا لم نرفع الأسعار مع غلاء أسعار اللحوم، ولكننا رفعناها بشكل بسيط” مشيرا إلى أن الأسعار تبدأ بالتدريج حسب نوعية السمك والأغلى بلاشك الهامور والناجل والضيراك.
وقال مسفر القرني:” أسعار الأسماك ارتفعت بشكل مفاجئ ودون مبرّر خلال أسبوع والتجار ليس لديهم أسباب مقنعة لهذا الارتفاع ولا يوجد سبب مقنع إلا أن السبب الرئيسي يرجع إلى ضعف الرقابة على تجار السوق وترك الأمور يُسيّرها بعض المحتكرين كيفما تحقق لهم مصالحهم” .
وطالب القرني جمعية حماية المستهلك بمحاسبة المسؤولين عن هذا الارتفاع والبحث عن المتسببين فيه ومحاسبتهم، فالتلاعب بالسلع الاستهلاكية والغذائية لا بد أن يواجه بكثير من الحزم، مؤكدًا أن العرض من الأسماك يفوق الطلب فكيف ترتفع أسعارها في الوقت الذي نتوقع فيه أن تكون الأسماك هي أحد أرخص السلع. وتساءل عن الأسباب التي تجعل الأسعار مرتفعة مضيفاً :”الأسماك تعتبر الوجبة الأساسية لنا ولا يوجد عليها رقابة بالشكل الذي يمنع بعض التجار من التحكم في الأسعار والكميات المطروحة منه بهذا الشكل”.