صنعاء – وكالات
انكشف وجه انقلابيي اليمن القبيح الفاسد، وسقطت ورقة التوت، بعدما اتضح للجميع أن كل من كانوا يتشدقون زيفا وكذبا، وتبين لأبناء الشعب اليمني، كيف أعاد الانقلاب الحوثي البائد اليمن خطوات للوراء، بتعزيزه الطبقية وجلبه الفقر والأمراض والأوبئة، وقيادة اليمن بعيداً عن عروبته الى حيث المشروع الكهنوتي الإيراني البغيض، باستخدام مليشيات تنتهج الطائفية والارهاب عرفاً ودستوراً.
وفي تطور كاشف يؤكد انهيار الانقلاب في اليمن، ويؤذن بعودة صنعاء الى حضنها العربي، أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، امس “السبت” ، حربه بشكل رسمي ضد ميليشيا الحوثي، في الوقت الذي تحدث عن تطهير عدة مناطق من قبضة الحوثيين.
وفي أول كلمة له بعد التقدم الذي أحرزته قواته ضد مليشيا الحوثي اتهم صالح الاخيرة بإرهاب المواطنين بأفعال عدوانية سافرة بكافة أنواع الأسلحة، داعيا اليمنيين للانتفاض ضدها.
وكرر مطالبته للقوات المسلحة وقوات الأمن بعدم الاستجابة لأي أوامر من الحوثيين، قائلا إن مرجعية الجيش وقوات الأمن لحزب المؤتمر التابع له، ودعا صالح إلى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار تمهيدا للحوار.
فيما قال حزبه في بيان نشره موقعه الرسمي ندعو أبناء الشعب اليمني العظيم في كل مناطق ومحافظات الوطن، وفي المقدمة رجال القبائل الشرفاء بأن يهبوا للدفاع عن أنفسهم وعن وطنهم وجمهوريتهم .
وحمل البيان الحوثيين مسألة تجويع اليمنيين وإفقارهم عبر ابتزاز التجار وإخفاء السلع الضرورية ورفع الأسعار واختلاس المال وعرقة وصول المساعدات الإنسانية.
وتماشيا مع هذا البيان، قال كامل الخوداني، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي إن الثورة ضد الحوثيين انطلقت شرارتها، وانكسر حاجز الخوف لدى الناس، ولا تراجع عن مواجهة الحوثيين.
وأضاف أن الغضب من الحوثيين لا يقتصر على حزب المؤتمر الشعبي ، لكنه غضبي شعبي واسع من مشروعهم الكهنوتي الإيراني البغيض، ومن تجويعهم للناس، ومتاجرتهم بالدين والوطن والدماء ومحاولة تقديس أنفسهم وتخوين كل ما لا يتفق مع مشروعهم وتعاملهم مع هذا الشعب الذي سيطروا على زمام حكمه في لحظة استغفال تاريخية تتعرض اليوم لأخطر مؤامرة يحيكها الحوثيون.
ويأتي هذا في الوقت الذي استمرت فيه المواجهات بين الطرفيين في عدة أحياء من الجهة الجنوبية لصنعاء
وفي سياق متصل، أشار حزب صالح نقلاً عن مصدر أمني مسؤول فيه، إلى أنه تم تطهير العديد من المديريات في محافظة صنعاء من المليشيات الحوثية، لافتاً إلى أن هذه المديريات هي بنى الحارث، سنحان، بني بهلول، بني حشيش، بلاد الروس بني مطر، حراز، والحيمتين.هذا بالإضافة الى السيطرة على عدد كبير من الوزارات ومنها الدفاع والداخلية.
كما أضاف المصدر لموقع الحزب الرسمي أنه تم تطهير مدينة ذمار(مركز محافظة ذمار الواقعة جنوبي العاصمة صنعاء بحوالي أكثر من 100 كم) بالإضافة إلى عدة مديريات في المحافظة من بينها مديرية آنس.
إلى ذلك، أفادت مصادر أن قوات صالح سيطرت على مبنى التلفزيون في صنعاء، وعلى معسكر كزيز جنوب العاصمة، وألقت القبض فيه على قيادي حوثي. وحاصرت مقر صالح العماد في القصر الجمهوري.
هزائم :
وترددت أنباء عن انسحاب مليشيا الحوثي من مواقع عدة في صنعاء، خاصة معسكر 48 أحد أكبر معسكرات المدينة، بعد تقدم القبائل الموالية لصالح لإغلاق منافذ صنعاء.
واصلت القوات الموالية لصالح سيطرتها على مواقع حكومية ومناطق حيوية في صنعاء
وترددت أنباء عن سيطرة قوات صالح على مبنى التلفزيون اليمني، وعلى مطار صنعاء، وذلك في مقابل محاولة الحوثي الاستيلاء على مقر قناة “اليمن اليوم” التابعة لصالح لكنها فشلت.
كما سيطرت قوات صالح على نقطة سيطرة الحوثيين على المدخل الجنوبي لأمانة العاصمة صنعاء
وفي الناحية المقابلة، اقر القيادي الحوثي، عبدالرحمن الأهنومي، بمقتل 40 عنصراً من عناصر المليشيا في العاصمة صنعاء على يد قوات صالح، محملا الأخير مسؤولية أية تداعيات جديدة.
وتحدث شهود عيان عن أن حركة المرور في شوارع صنعاء متوقفة؛ خوفا من المواجهات، فيما ترك عشرات العائلات منازلها خاصة في المناطق الجنوبية بالمدينة.
وسط لهيب الأجواء الذي يزداد اشتعاله في صنعاء، ترددت أنباء، عن قيام الرئيس السابق بمشاورات لتشكيل مجلس عسكري برئاسة نجله طارق صالح.
وطردت قوات حزب المؤتمر الشعبي العام، موظفي مليشيا الحوثي من سفارات السعودية والإمارات والسودان بصنعاء.
وكانت مليشيا الحوثي سيطرت على تلك المقار بالقوة، ضمن سيطرتها الانقلابية على صنعاء في أحداث عام 2015 وما بعدها.
وفي الوقت ذاته، تواصل قوات حزب المؤتمر طرد عناصر الحوثي من مقار محافظات ومديريات وهيئات حكومية في إطار حملة تطهير واسعة.
فقد تسلمت قوات حزب المؤتمر مقر محافظة إب بعد خروج مليشيا الحوثي بوساطة قبلية، وكذلك خرجت من مواقع بمحافظة حجة والمحويت.
استنجاد :
وفي أول بيان رسمي لها منذ تصاعد المواجهات مع قوات صالح ، استنجدت مليشيا الحوثي بسكان صنعاء بعد سيطرة قوات الاول على أهم المناطق الاستراتيجية فيها، خاصة التلفزيون ومبنى وزارة الدفاع ودار الرئاسة وجهاز الأمن القومي والمطار ومواقع عسكرية أخرى، إضافة إلى البنك المركزي ووزارة المالية، كما فرضت سيطرتها على مداخل العاصمة.
ووجه ناطق الحوثيين استغاثة للسكان بأن يتعاونوا مع المليشيا للحفاظ على الأمن والاستقرار.
فيما ألقت قوات صالح القبض على رئيس “الاستخبارات” الحوثية، وفق ما نقلته تقارير إعلامية.
وكان الحوثيون عينوا، في أغسطس ، اللواء عبدالله يحيى الحاكم رئيسا جديداً لما يسمى بـ”هيئة الاستخبارات” في وزارة الدفاع بالحكومة الانقلابية التابعة لهم بصنعاء، دون موافقة صالح.
ومثّلت هذه الخطوة حينها مقدمة مهمة للصراع الدامي المتصاعد منذ يومين.
والحاكم المعروف بـ”أبو علي الحاكم” من أبرز القادة الميدانيين في جماعة “الحوثي”، وسبق أن شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الرابعة (عدن، الضالع، لحج، أبين، وتعز)، كما يعرف بـ”القائد العسكري للجماعة”.
وفرض مجلس الأمن الدولي أواخر العام 2014، عقوبات على “الحاكم” وشقيق زعيم جماعة الحوثي عبدالخالق الحوثي، بتهم عرقلة التسوية السياسية في اليمن.
التحالف يتابع :
فيما أكدت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها تراقب عن كثب أحداث اختلاف طرفي الانقلاب الجارية في صنعاء وكافة محافظات اليمن، التي تظهر وبجلاء الضغوط التي كانت تمارسها الميليشيات الحوثية التابعة لإيران ، وسيطرتها بقوة السلاح على قرارات ومصير ومقدرات الشعب اليمني العزيز مما أدى إلى انفجار الوضع بين طرفي الانقلاب.
وقالت قيادة التحالف في بيان امس “السبت” : إن التحالف يدرك أن الشرفاء من أبناء حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته وأبناء الشعب اليمني الأصيل الذين أجبرتهم الظروف للبقاء تحت سلطة المليشيات الإيرانية الطائفية قد مروا بفترات عصيبة ، وينظر التحالف إلى أن هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية بما فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران وإنهاء عهد من التنكيل والتهديد بالقتل والاقصاء وتفجير الدور والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة .
وأكد البيان ثقة التحالف بأن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية، وعودة يمن الحكمة إلى محيطه الطبيعي العربي الخالص، مؤكداً وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي .حفظ الله اليمن من كل مكروه.
اليمن يعود للصف العربي :
المعطيات السابقة تشير إلى أن الوجود الإيراني في اليمن بدأ بالانهيار؛ حيث طالب صالح بفتح قنوات جديدة مع دول الجوار، الأمر الذي يمهد لعودة اليمن إلى الحضن العربي بعد ما يقرب من 4 سنوات من نهش إيران في الجسد اليمني.
ويرى المراقبون أن صالح سيحاول إصلاح ما أفسده الحوثيون وإيران بشأن العلاقات اليمنية العربية، الأمر الذي سيسهم في الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط، إضافة إلى أن الضغوط التي كانت تمارس على اليمنيين فجرت تلك الموجة من الانتفاضات التي تطالب بإنهاء الوجود الإيراني-الحوثي في اليمن تحت شعار “صنعاء العروبة تنتفض”.
“صنعاء عربية”.. أول كلمة صدح بها السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، احتفاءً باندحار مليشيات الحوثي الموالية لإيران في صنعاء.
وفي تغريدة قال آل جابر: “صنعاء تنتفض ضد مليشيات إيران الحوثية.