جدة ــ البلاد
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير أمس الأربعاء” الضوء على الأموال التي ألقى بها تنظيم الحمدين الإرهابي في الأرض من أجل استضافة كأس العالم 2022.
وقالت إن قطر سارعت بجنون إلى إنفاق المليارات، في محاولة يائسة لتحويل نفسها إلى لاعب كبير في كرة القدم بالعالم، ولكسب عقول وقلوب المشجعين.
وترى الصحيفة الأمريكية أنه “من محاولة استعراض العضلات باستضافة مونديال 2022 إلى ورطة حقيقية، باتت جرأة الدوحة وإظهارها القوة والسلطة أمرا بعيد المنال حتى الآن”.
وبـ”وهم بين” ظنت قطر أنها تمتلك “قوة ناعمة” حول العالم، فسارعت بجنون إلى إضاعة المليارات من أموال القطريين، في محاولة يائسة لتحويل نفسها إلى لاعب كبير في كرة القدم، ولكسب عقول وقلوب المشجعين، غير أن السحر انقلب على تنظيم الحمدين، لتنفضح أمام دول العالم بـ”قوة” لم تثمر شيئا.
وأضافت “نيويورك تايمز” أنه “على الأرض، حاولت الدوحة التوسع أفقيا عبر مجموعة من منظمات العمل من الباطن، فأطلقت منظمة “أسباير”، المالكة لعدة نواد صغيرة، ثم حاولت توسيع قنوات “بي إن سبورتس” الرياضية الاحتكارية، إلى محطة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.. كل ذلك كان المواطن القطري -ولا يزال- يتكبده من ماله الخاص”.
ومنذ 8 سنوات أكد الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السابق جوزيف بلاتر، أمام مؤتمر في زيوريخ، فوز قطر على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، غير أن ” الفيفا بل والدوحة نفسها يشعران بشكوك حول مدى إمكانية استحقاق قطر تنظيم البطولة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذ انهالت اتهامات الفساد والرشوة والنصب على الفيفا والدوحة، قبل أن تطال الاتهامات “بلاتر” نفسه بفضيحة فساد كبرى أطاحت به وإدارته بالكامل، ثم إدانة وحبس عددٍ من مسؤولي الفيفا الذي يدعي أنه تغير بعد تلك الأحداث، إلا أن قضيته غير مقنعة بجانب أن الوصمة لا تزال موجودة بل وقد لا تختفي إلى الأبد.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن البطولة الكروية لم تحرز تقدما في إظهار قطر كقوة، وذلك مع استمرار منظمات حقوق الإنسان في الإبلاغ عن الإساءات الشنيعة في حق العمال المهاجرين، الذين يعمل أغلبهم هناك في مشروعات متعلقة بتنظيم كأس العالم.
وتجمع تقارير المنظمات الحقوقية الدولية على أن هؤلاء العمال وقعوا ضحايا هوس قطر بكرة القدم، وتحملوا أضرارا جانبية في لعبة السلطة، فمن ناحية يعيشون في ظروف مروعة ويتقاضون رواتب بالكاد تكفي للنجاة، ومن ناحية أخرى يعملون تحت ظروف مميتة.
لكن يبدو أن الهوس عند قطر ليس بالرياضة نفسها بل باستغلالها كأداة، فما يغري الدوحة هو مسرح كأس العالم واستعراض الثروة والاستهلاكية المتجلية، وفي المقابل بدت كرة القدم نفسها دائما أمرا ثانويا بالنسبة إلى قطر التي تعتبر أن ما يحدث في الملعب أقل أهمية من جمال الاستاد.
وفى سياق منفصل أكدت دراسة لمؤسسة أمريكية مختصة في قياس الجمهور تراجع مشاهدي قناة الجزيرة القطرية من 43 مليون مشاهد يوميًا إلى 6 ملايين.
وأرجعت الدراسة التراجع في مشاهدة الجزيرة إلى عدم الفصل بين الأجندة السياسية لدولة قطر والخط التحريري للقناة، التي حاولت كثيرًا تقديم نفسها على أنها قناة مستقلة ولم تنجح.
وكثيرًا ما طالبت دول المنطقة بإغلاق قناة الجزيرة لما تقدمه من فتن وأكاذيب على شاشتها تستهدف بها العرب وتحابي إيران والاحتلال الإسرائيلي، حيث حادت عن مسارها الإعلامي وتحولت إلى منصات، هجرتها الجماهير الشرفاء والإعلاميون المحترفون؛ لتؤوي أصحاب الأقلام المأجورة.