جدة – حماد العبدلي
تذمر مواطنون من سكان حي الروابي من مراكز الرعاية الصحية الاولية في جدة لمخالفتها روح نظام الخدمة الصحية ،وقالوا إن هذه المراكز لها اوقات دوام غريبة وعجيبة، ويجب على المرضى ان يتكيفوا مع ظروفها تلك، والا فإن عليهم ان يتعالجوا على نفقتهم الخاصة في المصحات الاهلية، التي زادت من الرسوم العلاجية حيث وصلت الكشفية الاقل 150ريالا ناهيك عن استغلال المريض في الزامه بعمل فحوصات اخرى كعينة للدم وبالتالي يتم خروجه وقد دفع 1000 ريال في حين ان وزارة الصحة والحكومة من خلفها تنفق اموالاً كثيرة على هذه المراكز.
ولكن نظراً لان المشكلة هي ادارية من اساسها، فان الحال التعيس لتلك المراكز ظل ومازال كما هو من سنوات بعيدة، فيما وزارة الصحة تتفرج وكأن الامر لا يعنيها من قريب او بعيد، رغم ما يضج به الشاكون من شكاوي واستغاثات بالوزارة، لا تلبث ان تموت في الهواء، وكأن الجهات المعنية لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم.
ويرى احمد الزهراني احد سكان الروابي ان المركز لايقدم سوى خدمة متواضعة هزيلة، وربما ينتزعها المراجع انتزاعاً وكأنها صدقة ثم ان عليه ان يراجعها في اوقاتها المحددة، والتي تخالف ظروف اوقات المواطن، حيث يبدأ عملها من السابعة والنصف صباحاً، وحتى الخامسة عصرا، ثم تغلق ابوابها حتى صباح اليوم التالي، اما يوما الجمعة والسبت فانها كما يقولون في (سابع نومة) لأنها تأخذ اجازتها في نهاية الاسبوع مثل موظفي الدولة الحكوميين، ومن يحتاج اليها في عطلة نهاية الاسبوع عليه أن يتوجه ترافقه المعناه الى المستوصف الاهلي المجاور ويصرف الكثير من المال، الذي يشكل عبئاً مادياً دون شك على اصحاب الدخول المحدودة.
كما استغرب عبدالله الغامدي بقوله ليس هناك تبرير منطقي لهذا الدوام العجيب للمراكز الصحية في جدة خصوصاً، حيث انه في مناطق اخرى، تفتح ابوابها للطوارئ حتى الثانية عشرة ليلاً.. وثانياً لان الوزارة فيما يبدو لا تحس بمعاناة الناس وقيمة الوقت وأهميته عندهم، والا ما معنى ان يظل المركز الصحي يعمل بدوام واحد متواصل، وان على الموظفين ان يغادروا وظائفهم الى بيوتهم لأخذ المرضى من الاطفال والنساء والشيوخ لمراجعة المستوصف الذي يعمل وقت الدوام المتزامن مع المرافق الرسمية، ثم لا يفتح ابوابه مساء مثل المستوصفات الاهلية المجاورة لها، والتي تعمل من 5 – 9 مساء.
وكان المنطقي ان تعمل مراكز جدة خصوصاً وهي المدينة الحارة والرطبة طيلة العام تقريباً، ان تعمل على دوامين صباحي ومسائي، مثل المستوصفات الاهلية التي تنتشر حولها، وتعمل مساء من 5 – 9 مساء، ويكون ذلك وقتاً جيداً للناس ان يراجعوا في لحظات وظروف تناسب أولاً مناخ المدينة، وتتناسب مع ظروفهم الوظيفية، مع العناية المستمرة بالمراقبة الادارية للعمل داخل هذه المراكز، وانتقاء المديرين الاكفاء الذين يكونون على قدر كبير من الضبط والحزم، والزام موظفيهم بالاداء المهني الجيد للوظيفة، بدلا من هذه المزاجية في الأداء سواء من الاطباء او الصيادلة او بقية الموظفين، والتي تكمن شكوى من عدد من المراجعين كلما زرت مركزاً من مراكز الرعاية في جدة.
وقال في ذات السياق بركات احمد ان المركز الصحي المتواجد حاليا لايرقى الى ان يقدم خمات صحية لشريحة كبيرة من الناس والمبني مستاجر تضيق ممراته واشبه بالدهاليز وتغيب عنه بعض الاقسام المهمة الحيوية التي يحتاجها المراجع وبالتالي ليس امام المراجعين الا الذهاب الى المستوصفات الخاصة التي لاترحم في فواتيرها ، أو التوجه إلى المستوصفات المناوبة التي تعمل في المحافظة واماكنها بعيدة خاصة في ظل الزحام الشديد التي تشهده جدة ، لذلك نتطلع الى اعادة هيكلة المستوصفات في الدوام الواحد وان يراعي في هذا الجانب الكثافة السكانية.
حول ذلك اوضحت صحة جدة أن هناك مستوصفات تعمل في ساعات محتلفه من 8ساعات الى 16 ساعة و24 ساعة ، وهي :مركز صحي السليمانية 24 ساعة مركز صحي غليل 24 ساعة مركز صحي 505 ابحر 24 ساعة وهناك مراكز صحية اخرى تعمل بمدار 16 ساعة.