دولية

صالح ضحية التصدي لولاية الفقيه واليمنيون يتوعدون بالثأر من وكلاء إيران

جدة- البلاد

وقف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح قبيل اغتياله على أيدي المليشيات الحوثية ضد المشروع الفارسي وولاية الفقيه ودعا مناصريه والمجتمع المدني للوقوف ضده وافشال مخططاته والعودة إلى الحضن العربي ورفض تعليمات ميليشيات الحوثيين التي ظلت تعبث باليمن منذ ثلاث سنوات.

لقد كشف صالح أهداف الحوثيين كوكلاء لتمكين إيران من مفاصل اليمن معلناً استعداده لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وذلك بعد قناعته بحجم الخطأ الذي وقع فيه بالتحالف مع الحوثيين سابقاً. وقد أحدث اغتيال صالح ثورة عارمة في نفوس اليمنيين ودعوات لتشكيل تحالف قوي من كل مكونات المجتمع للتصدي للمليشيات الحوثية واقصائها من المسرح السياسي وهزيمة المشروع الفارسي ولهذا أجمع اليمنيون على العمل الجاد لتخليص البلاد والعباد من الاستعباد المجوسي.

لقد تخلى الرئيس اليمني السابق عن تحالفه مع الحوثيين بعد أن أدرك حقيقة نواياهم وما يضمرونه من سوء لدول الجوار العربية تنفيذاً لطموحات وأطماع إيران في السيطرة على المنطقة من خلال أذرعها الإرهابية وعلى الدول العربية مساندة الشعب اليمني لهزيمة الطائفية والمذهبية وولاية الفقيه حتى يعود اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي تجاوزاً للخلافات والمواقف السياسية التي مكنت المليشيات الإيرانية من استباحة بعض الدول العربية وتهديد أمنها واستقرارها .

وحرصاً من المملكة على علاقاتها التاريخية مع اليمن، وما ظلت تقدمه من دعم ومساندة لشعبه الشقيق والوقوف إلى جانب حكومته الشرعية المعترف بها دولياً وقيادتها للتحالف العربي وجهودها في حل الأزمة سلمياً، فقد إنحازت إلى جانب الشعب اليمني في هذا الظرف العصيب لتحقيق آماله وتطلعاته بعيداً عن سيطرة المليشيات الحوثية المرتبطة بنظام طهران والمنفذة لأجندته.

كما أكدت المملكة على لسان سفيرها في اليمن أنها دوماً مع أشقائها اليمنيين مهما يحدث من جرائم حوثية، وأن ما قام به الحوثي من غدر ونقض للعهود جزء من تربيته الإيرانية.

ومن جانبه رحب التحالف العربي بعرض الرئيس اليمني السابق للحوار ومبادرة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن وانحيازه لشعبه لتخليص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران.

وأكد بيان التحالف وقوفه بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي
أما موقف الحوثيين الذين يتلقون الدعم والمؤازرة من نظام طهران في القتال ضد قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً منذ عام 2014م فقد كان مغايراً ليعجلوا بالثأر المؤجل ضد صالح، قاتل زعيمهم، في حادث بشع أثار استياء العالم أجمع قبل أن يرتكبوا مجازر في صنعاء وغيرها.

وإزاء هذا التصعيد الخطير واغتيال الرئيس السابق أعلن التحالف مجدداً عن مساندته انتفاضة اليمنيين ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية التي أنهكت الشعب اليمني وأن الأوان قد آن للشعب اليمني للتخلص من عملاء إيران وحكم ميليشيات الحوثي المسلحة المستبد.

إن اغتيال الحوثيين للرئيس السابق وتصفية الآلاف من حزبه وقواته وارتكاب المجازر اليومية سوف يشكل بالتأكيد مشهداً جديداً لقيام تحالفات بين مختلف أطياف المجتمع اليمني لمواجهة هذه المليشيات وإنهاء سيطرتها وإقصائها من الحياة السياسية.

إن مواقف المملكة من اليمن الشقيق مبنية على ثوابت ومبادئ لا تؤثر فيها الخلافات السياسية بقدر ما تقوم على رؤى واضحة لبلد شقيق ينتمي إلى محيطه العربي لذلك ليس غريباً تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة، لإنقاذ حياة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد الإصابات التي كان قد تعرض لها جراء تفجير جامع دار الرئاسة في يونيو2011، وتولت المملكة علاجه في مستشفياتها لعدة أشهر حتى تماثل للشفاء من إصاباته كما تدخل التحالف العربي، بقيادة المملكة، لإنقاذ حياته مرة أخرى بعد تدهور صحته فجأة بالسماح بنقل فريق طبي روسي خاص إلى مطار صنعاء للإشراف على حالته.

صالح تحالف مع ألد أعدائه:
النهاية المأساوية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي راح ضحية المشروع الفارسي الإيراني أضافت بعداً جديداً لشخصيته طوال مسيرته العسكرية والسياسية فصالح الذي تحالف مع ألد أعدائه لأسباب سياسية بحتة كان يعلم أن موقفه هذا مخالف لمبادئه ووطنيته وانتمائه العربي الرافض للهيمنة الإيرانية وكل ذلك بسبب التهديدات والضغوط التي مورست عليه ولكن آخر حلفائه لم ينسوا أنه من قتل زعيمهم وأن تحالفه معهم لا يعني أنه يتفق معهم في توجهاتهم وارتباطهم بدولة خارجية تسعى إلى تعزيز سيطرتهم على اليمن الشقيق واستخدامهم في صراعاتها مع دول المنطقة.

لقد دفعت الرغبة الجامحة للحوثيين في الانتقام من خصومهم إلى تجاوز خلافهم موقتاً مع صالح حيث يرون أن تصفية الساحة السياسية وضرب القوات العسكرية والقبلية الموالية لخصومهم، سيمهدان الطريق لهم للوصول إلى السلطة والسيطرة على نظام الحكم.

هذا التحالف بين المغدور صالح والحوثيين جمع الطرفين الناقمين على الأوضاع السياسية لمواجهة التطورات المتسارعة والضغوط المتلاحقة في مرحلة المواجهة مع القوى الأخرى وبالتالي العودة إلى السلطة من جديد.

فبعد أشهر من الحراك الشعبي أعلن علي عبد الله صالح في فبراير 2012 تخليه عن الرئاسة للرئيس عبد ربه منصور هادي بعد 33 عاماً من الحكم وتحالف إثر ذلك مع الحوثيين الذين بدأوا حملة عسكرية في صيف 2014م.

غير أن دخول التحالف العربي بقيادة المملكة خط المواجهة في مارس 2015، لمصلحة الرئيس الشرعي وحكومته وقوات المقاومة التي ينتمي جلها لحزب الإصلاح، أربك حسابات صالح والحوثيين على حد سواء، وأضعف قدراتهما العسكرية .
مسيرة حياة:
لم يتلق علي عبدالله صالح الذي ولد عام 1942 في قرية بيت الأحمر التابعة للعاصمة صنعاء تعليماً نظامياً فقد بدأ دراسته في كتاب قريته وعندما بلغ السادسة عشر انضم إلى القوات المسلحة، وواصل الدراسة أثناء الخدمة في الجيش.

وكان صالح من بين العسكريين الشباب المسؤولين عن التخطيط لانقلاب السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962 وتنفيذه.

وجرت ترقيته في عام 1963 إلى رتبة ملازم ثان ثم تدرج بالمناصب العسكرية وجرح خلال الحرب الأهلية التي وقعت عام 1970 بين الجمهوريين والملكيين.

وشارك صالح في انقلاب عسكري عام 1974، وفي 11 أكتوبر 1977 قتل الرئيس إبراهيم حمدي وشقيقه في ظروف غامضة ثم خلفه أحمد الغشمي في رئاسة الجمهورية لأقل من سنة وقتل بدوره ليصبح صالح رئيسا للجمهورية اليمنية (اليمن الشمالي) في أغسطس عام 1978.

واعتمد صالح على أسرته وأهل الثقة في إدارة أمور البلاد بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في أواخر عام 1979. وأصبح في عام 1982 أمينا عاما للمؤتمر الشعبي العام وهو الحزب الحاكم في اليمن آنذاك.

ومن أهم ما تحقق في فترة حكمه تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وتتوج ذلك باتفاق ترسيم الحدود بين البلدين.

وكانت أزمة الجنوب أخطر الأزمات واجهت صالح عندما كان في الحكم فقد اندلعت حرب أهلية عام 1994 بعد سنوات قليلة من وحدة اليمن.

وتم احتيار صالح رئيسا لليمن الموحد عام 1990 في حين أصبح رئيس اليمن الديمقراطية (الجنوبية) علي سالم البيض نائباً للرئيس. وأعيد انتخابه رئيسا لمجلس الرئاسة في أكتوبر 1993 لكن سرعان ما استفحل الخلاف بين الرئيس ونائبه البيض الذي اعتكف في عدن قبل اندلاع حرب ضارية بين قوات الشطرين الشمالي والجنوبي في صيف عام 1994 انتهت بانتصار صالح.

تعاون أمني:
سمح صالح للقوات الأمريكية بشن هجمات جوية بواسطة طائرات من دون طيار ضد عناصر القاعدة في اليمن، كما قام مدربون أمريكيون بتدريب قوات يمنية خاصة وتقديم الدعم لها في مكافحة الجماعات الارهابية.

في يونيو 2004 قاد عضو البرلمان السابق وعميل إيران حسين الحوثي تمردا مسلحا في محافظة صعدة في الشمال وشهدت المحافظة عدة حروب لاحقا بين قوات الحكومة والحوثيين. وفي 23 أبريل 2011 أعلن الحزب الحاكم موافقته على المبادرة التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي لإنهاء أزمة اليمن. لكن صالح بقي في صنعاء ينسج خيوط التحالف مع الحوثيين الذين حاربهم مرارا ليتحالفا ويسيطرا على صنعاء ومعظم أرجاء البلاد.

وفي مارس 2015 انطلقت عملية “عاصفة الحزم” بشن غارات جوية واسعة على أهداف الحوثيين وقوات صالح وتمكنت القوات الموالية للرئيس الشرعي هادي بمساعدة التحالف العربي من السيطرة على أكثر من نصف مساحة اليمن.

وبعد أن تبين لصالح خطورة تحالفه مع الحوثيين وارتباطهم القوي بدولة معادية لأمته واستهدافهم المتكرر للمملكة العربية السعودية تبرأ منهم في شهر ديسمبر الحالي متعهداً بفتح صفحة جديدة مع دول الجوار واتهم حلفاءه بارتكاب أعمال عدوانية وترهيب المدنيين بصنعاء مؤكداً أن الشعب اليمني تحمل 3 سنوات عجاف من الحوثيين وقد كلفه هذا حياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *