دولية

صالح الصماد .. نهاية عادلة لصانع مأساة اليمن

جدة ــ البلاد

مثّل اعتراف ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً بمصرع القيادي البارز، ورئيس ما يسمى المجلس السياسي للانقلاب، صالح الصماد، في غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي، استهدفته في الحديدة غرب اليمن ضربة قاصمة للإنقلابيين.

وبإعلان الميليشيا الرسمي، يسقط أحد أبرز قادتها، الذي جاء في المرتبة الثانية في قائمة الـ 40 إرهابيا حوثيا، التي أعلنتها المملكة ، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات، تفضي إلى القبض عليه، أو تحديد مكان تواجده.

لكن من هو صالح الصماد، الذي شغل رئيس المجلس السياسي للانقلاب، ورئيس المكتب السياسي لميليشيا الحوثي.

ولد الصماد، الذي برز على المشهد اليمني عقب انقلابهم المسلح بدعم إيراني على السلطة الشرعية عام 1979 في منطقة بنى معاذ بمديرية سحار بمحافظة صعدة، معقلهم الرئيس أقصى شمال اليمن، وعمل مدرسا في أحد مدارسها، عقب تخرجه من جامعة صنعاء، في حين تنفي مصادر أخرى حصوله على شهادة علمية، وأنه تلقى تعليما دينيا على يد بدر الدين الحوثي، وربطته علاقات بنجله حسين مؤسس مليشيات الحوثي، وكذلك عبدالملك زعيم المليشيات.

برز اسم الصماد كقيادي ميداني للمرة الأولى أواخر عام 2005 خلال الحرب الثالثة في صعدة بين الحكومة والحوثيين، حيث قاد جبهة قتال داخل منطقته ضد القوات الحكومية، وورد اسمه ضمن قائمة تضم 55 مطلوباً من الحوثيين أعلنتها الداخلية اليمنية عام 2009م، وعمل ضمن لجان وساطة ممثلا للحوثيين مع الحكومة وأطراف أخرى.

وفي السنوات الأخيرة، شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحوثيين، خلفاً لسلفه صالح هبرة.

وعقب اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء، فرضت جماعة الحوثي على الرئيس اليمني تعيينه ضمن هيئة مستشاريه كممثل عنها، قبل أن تطلب تصعيده نائبا له، وتعيين عشرات الحوثيين في مناصب قيادية، وهو ما رفضه هادي.

وترأس صالح الصماد أول وفد علني للحوثيين يزور إيران مطلع مارس 2015م، بعد استكمال انقلابهم على السلطة الشرعية بالإعلان الدستوري، ووقع خلال زيارته اتفاقيات تتولى طهران من خلالها دعم سلطة الحوثيين، وفتح رحلات مباشرة للطيران الإيراني وبمعدل رحلتين يوميا إلى صنعاء، أعقبها تصريحات إيرانية رسمية بأن صنعاء رابع عاصمة عربية تسقط في قبضتهم.

أوفدت مليشيات الحوثي بعد انطلاق عمليات “عاصفة الحزم” بقيادة المملكة ، الصماد إلى العاصمة العمانية مسقط، لإجراء لقاءات مع دبلوماسيين دوليين في شهر مايو 2015م، بعدها استبعدته من المشاورات، التي رعتها لاحقا الأمم المتحدة، لأسباب غير معروفة.

وظل الصماد يمارس بعدها دورا غير بارز، حتى 28 يوليو 2016م، حين وقع طرفا الانقلاب سابقا، الحوثيون، والرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي فض شراكته معهم رسميا في ديسمبر الماضي، ما أدى إلى مقتله على أيديهم، اتفاق شراكة لإدارة سلطة الأمر الواقع، واختير رئيسا لما سمي المجلس السياسي الأعلى، كأعلى سلطة (شكلية) لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لكن يبقى زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي، هو بمثابة المرشد الأعلى، حيث لا يتم اتخاذ أي قرار دون الرجوع إليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *