أرشيف صحيفة البلاد

شيءٌ تـهواهُ مرافئُنـا

تدفعني أنتَ لكي أحيا
وأدافعُ نفسي كي أنساكَ وأنسانِـي
وأقلِّبُ في قلبي الذِكرى
يَنْداحُ حُداؤُكَ في سَمْعِي
وطيوفُك قسْرًا تنقُشُها ما بينَ الدمعِ وأجفانِي!

عجبًا
ما أعذبَ ما تقسو..!!
أتُراك تُبدِّدُ صمتَ الحِسِّ
تُذيبُ صقيعَ مُراهَقَتِي
تقتطعُ هروبًا بينَ الثَّلجِ وبينَ النّارْ
وبِصَدْري
تُسعِرُ وُجْدَانِي..؟؟

أسألُهم حِيْـنًا
عنْكَ
هُنا
الكلُّ – حبيبِي – يَجهلُكا !
قيْسٌ
ما عاد يُقاسمُك العُمْرَ
وما عاد يُنادِمُكا
حتّى لَيْلى
نسِيَتْ آهَكَ
زفراتِ الجمْرِ
مواجِعَكا
والشِّعرُ
يُغنّيكَ خَشِيْبًا
لَكَأنّ الشِّعرَ يُجامِلُكا !

مازلتُ
أفتِّشُ عن وجهِكَ بِطُلولٍ ليسَتْ من عهْدي
أتجاهَلُ صوتَكَ في ذاتِي
يَصرُخُ
في الجَزْرِ وفي المدِّ
يستجدي الهمسةَ
– ما أحلى –
والشجْوَ
وآفاقًا ثكلى
فتّـقَهَا السَّوسَنُ للـْ (وَرْدِ) !
مازلتُ أُفتِّشُ
أوَ تنجو..؟؟؟
أخشَى أنْ تَغْرَقَ في وُدِّي!

شيءٌ
تَهواهُ مرافِئُنا
وقوافلُنا
يَقْتُلُ فينا (ما يقتُلنا)
أنتَ وقلبي مُوتا كمَدًا
لن أمكُثَ في زمنٍ ولَّى!
فـَ مَجالُ الزَّمنِ سيَلفِظُـنا

(كَذِبٌ)
.
.
ما زلتُ أُصاغُ على شفتيكَ
ولازِبُ طينِك في بَذْلِي
يَجبُلُ شِعْري فصْلَ ربيعٍ
وخريفًا
يجهلُ ما فَصْلِي
وأُناغي لثغَتَك السَّكْرى
(طفلاً)
يَخطِفُ غُربةَ شوقي
ويُخبِّئُها
أبحثُ عنها
ما أحمَقَني!!
والطفلُ شَغُوفٌ بالطِّفلِ
(طفلاً)
يَعبَثُ
وبراءتُهُ إسفافٌ بالشِّعرِ الجزْلِ
أتـَهادى بِضِفافِ النَّجوى
تَجْذِبُنِي

نَغْرَقُ في الغزَلِ !
**
الشاعرة د. عبير محمد الحمد