جدة

شواهد جدة عبر التاريخ .. (١)

د. عدنان عبدالبديع اليافي

جُدَّة بوابة الحرمين… والميناء الرئيس لوطننا الغالي المملكة العربية السعودية.. هي مدينة عريقة يعود تاريخها إلى عصور موغلة في القدم حتى أنه قيل: إنها كانت مسرحاً لحياة أم البشر السيدة حواء رحمها الله وأنها حاضنة لرفاتها. وهو امر يصعب نفيه و يصعب أيضا إثباته.
كما أن كثير من المصادر تذكر أن قضاعة وثمود وغيرهم من العرب سكنوا في جُدَّة في فترات زمنية مختلفة .
وهناك دلائل مادية وأخرى تاريخية تدل على سُكنى ثمود بجُدَّة وكذلك على استيطان قضاعة وغيرهم فيها .
ومن مؤشرات سُكنى ثمود بجُدَّة إكتشاف رسوم قديمة في جُدَّة تدل على ذلك . منها نقش ثمودي تم العثور عليه في “وادي بويب” قرب جُدَّة وكان به تضرع لناقشه الثمودي إلى الله سبحانة وتعالى أن يمن عليه بالكمال والود والسلام , ويذكر فيه هذا الناقش الثمودي واسمه ” ساكت بن يعيشن” , أن زوجه ” جمأت” أو “جمعة” أصيبت بالحمى ويدعو لها بالشفاء
ومن هذا وغيره يستنتج الأستاذ الأنصاري – رحمه الله – – وغيره – أن الثموديين نزلوا جُدَّة قبل قضاعة أو معها أو بعدها . وأن سُكناهم بمنطقتها التي منها وادي بويب، قد تكون سكنى استقرار وإقامة دائمة .
ومن المعروف أن قضاعة سكنت جُدَّة بعد استقرار طائفة من الـ ” حواتين ” قديماً في جُدَّة .. اتخذوا العرائش مساكن متواضعة لهم، ليأووا إليها بعد رحلات صيدهم في عرض البحر .
ثم جاء قضاعة وأبناؤه وهم معد بن عدنان، على رأي، فأقاموا بهذه المنطقة وعرفوها وعُرفت بهم حتى أن أحد أبنائهم سُمى بها، وهو جُدَّة بن جرم بن رِبَان ” بكسر الراء ” وبعدها ” باء مفتوحة مخففة فألف فنون ” ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة .
وقضاعة هو الابن الثاني لمعد بن عدنان على رأي بعض المؤرخين . وبين معد ورسول الله صلى الله عليه وسلم، تسعة عشر أباً . فإذا جعلنا معدل عمر كل واحد منهم أربعين عاماً فإن ذلك يعني أن جُدَّة كانت معروفة ومأهولة منذ القرن الثاني قبل الميلاد أو نحو ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *