أرشيف صحيفة البلاد

شباب وشابات في مهب الريح

كانت الاسر قديماً تسمح للشاب بأن يدرس في الكتاب \" المدارس التقليدية \" اما الفتاة فكانت تمنع من حقها في التعليم ..وعندما بدأت تبرز اهمية التعليم للفتاة صارت هناك معلمة تدرس الفتيات وتعلمها مبادئ القراءة والكتابة وبالاخص قراءة القرآن الى جانب ما يتعلمنه من فنون الطبخ وادارة المنزل على ايدي امهاتهن ..وعندما افتتحت المدارس الحكومية ودخل الاولاد منعت البنات من تلقي التعليم من قبل الاباء ..رويدا رويداً اصبحت الاسر تطالب بجرعة تعليم تقدم لفتياتهن اسوة باخوانهن من الشباب لئلا يهضم حق هؤلاء على حساب
أولئك ..
اما في الوقت الحاضر فحكومتنا الرشيدة لم تقصر في فتح المدارس والكليات التي تستوعب هذا الجيل من شباب المستقبل وتخرج كم هائل من الايدي الوطنية المتخصصة والمدربة في كل مجال ..ومازال العطاء مستمرا ومازال وعي الاسر في تطور وتقدم مستمر ايضا، فالجميع يطمح ويتمنى ان يرد الجميل لهذا الوطن الخير المعطاء ويشغل وظيفة يخدم من خلالها وطنه وابناء وطنه ..كل شاب وكل فتاة تجد في اعينهم حلما اوحد عند التخرج وهو وظيفة يستطيع عن طريقها تفجير طاقاته الكامنة وتفريغ ابداعاته المستترة ولكن هيهات
هيهات فالاستقدام المبالغ فيه حطم كل الآمال وسيطر على كل التوقعات بغد مشرق وشركة وطنية تدار بأيد سعودية ..لم يعد ذلك ممكناً بعد ان ركن الخريجون الى بيوتهم من مدرسين ومهندسين واطباء ..وبعد ان تحركت دفة الاستقدام من الخارج لشغل الوظائف ذاتها .. فأين شباب الوطن من هؤلاء؟ لماذا لا تترك لهم الفرصة لخوض غمار التخصصات ودخول ساحة التنافس الشريف مع المستقدمين والعمل
مع مختلف الجنسيات يداً بيد .. هاهم فتيات الباحة يشتكين من وجود خريجات من كليات المعلمات وهن الآن قابعات في بيوتهن ..بينما مدارس الباحة تستوعب
وبشكل جيد كل المدرسات والمعلمات والمشرفات والموجهات من كل الجنسيات الاخرى وكافة دول العالم ..وهاهم الاطباء السعوديون بعضهم يجلس مكتوف الايدي ضمن قائمة اطباء الاحتياط ولا يعلمون ما مصيرهم حتى الآن ..هنااسمحوا لي ان اناشد المسؤولين واسترحمهم واستعطفهم بأن يرحموا شباب وشابات الوطن وان يحتووا طاقاتهم المهدرة ..اتمنى ان يمدوا لهم يد العون ..اتمنى ان يمهدوا لهم الطريق وسيرون أنهم قادرون بإذن الله على المسير المكلل بالنجاح ..هذا ونسأل الله التوفيق للجميع .
حنان محمد الغامدي