أرشيف صحيفة البلاد

شباب الأعمال بغرفة جدة ينقلون تجربة كوريا إلى المملكة

جدة – سالم بكوش

أبدى مجموعة من شباب أعمال السعودية انبهارهم بالتطور الكبير الذي شهدته المشاريع الصغيرة والمتوسطة في كوريا الجنوبية، والتي باتت تستحوذ على نصيب الأسد في الاقتصاد الوطني وتساهم في توظيف الملايين من الشباب، وأكدوا قدرة المملكةعلى استنساخ النموذج الكوري في خلق الفرص الناشئة والواعدة لرواد ورائدات الأعمال، والسير في اتجاه أحد النمور الآسيوية الكبيرة والبلد رقم 15 في قائمة اقتصاديات العالم.

جاء ذلك خلال ختام زيارة وفد لجنة شباب الأعمال بغرفة جدة برئاسة عبد الله ماجد القصبي إلى العاصمة الكورية سيول أمس الأول الأحد، وإطلاعهم على تجربة تنمية وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث حفلت زيارتهم التي اختتمت أمس، بمجموعة من الفعاليات والنشاطات المكثفة، وأعجب الوفد بالتطور الكبير الذي شهدته الشركات الكورية، والاستثمار الأمثل للتقنية ووسائل التكنولوجيا المختلفة، وكيفة دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال وخلق الفرص الوظيفية.

ونوه الاستاذ خالد عبادي عضو لجنة شباب الاعمال في غرفة جدة وعضو الوفد بكوريا بنجاح الزيارة والاستفادة التي تحققت منها، وقال أنها نجحت في خلق العديد من الشراكات والصفقات المشتركة التي تعزز رؤية السعودية ٢٠٣٠، حيث ضمت 9 من شباب الأعمال، وممثل عن هيئة الاستثمار، واثنان من هيئة الإذاعة والتليفزيون وممثل عن هيئة الترفيه، إضافة إلى مدير المنشأت الصغيرة و المتوسطة بغرفة جدة أ. بندر عرب ، وحظيت بمشاركة بعض الجهات الحكومية، وحقق هدفها بالإطلاع على التجربة الكورية الثرية في مجال المنشآت الصغيرة و الناشئة والتعرف على المشاريع المشتركة بين السعودية وكوريا، لاسيما أن رؤية 2030 اعتمدت النموذج الكوري كأحد الدول الاستراتيجية التي يجري التعاون معها على نطاق واسع .

وأشار إلى أن التطور الكبير الذي شهده قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في كوريا مؤخراً بسبب تغير الهيكل الصناعي لكوريا بشكل مثير، وقال: يمكنا استنساخ الكثير من التجارب الكورية والاستفادة منها بعد أن أصبحت تلك المشاريع جزءًا لا يتجزأ من اقتصاد كوريا، وساهمت في تحويلها من دولة تعاني من التخلف والركود الاقتصادي إلى واحدة من الدول الاقتصادية الكبرى، فمنذ السبعينيات ركزت الحكومة الكورية علي الصناعات الثقيلة والكيماوية بدلا من الصناعات الخفيفة، إلا أن الإهمال الذي شهدته الصناعات الخفيفة التي تعمل علي تغذية الصناعات الكبرى تسبب في إصابة التنمية الاقتصادية في كوريا بالإختناق، ولذلك بدأت الحكومة في تشجيع المشاريع الصغيرة وتوفير العديد من الحوافز لها، والآن أصبح عدد المشاريع الصغيرة يصل إلى أكثر من 3 ملايين منشأة بنسبة 99.8 % من المجموع الكلي للمشاريع، كما أنها توظف نحو 10.48 مليون عامل بنسبة 87 % من مجموع القوي العاملة، هذا بالإضافة إلى تمثيلها% 99 من إجمالي مشاريع الصناعة التحويلية بنحو 52.8 %من إجمالي القيمة المتولدة في هذا القطاع.

يذكر أن السعودية تعد من الشركاء التجاريين الرئيسيين لكوريا، حيث قفز حجم التبادل التجاري ليصل في العام الماضي 2016 م إلى 46 مليار دولار (172 مليار ريال)، حيث تعتبر المملكة أكبر مورد للنفط لكرويا بما يشكل نحو ثلث اجمالي الواردات النفطية في كوريا، وبلادنا مستعدة لتبادل التقنيات والخبرات من أجل مشاريع التنمية، وهناك عدد من الشركات العاملة في صناعة المنتجات عالية الجودة مثل الإلكترونيات ومعدات الاتصال والسيارات التي تعكس تقدم كوريا في مجال العلوم والتكنولوجيا، على الرغم من أن الشركات تعمل بالفعل إلا أن هناك إمكانات ضخمة لتعميق الروابط الاقتصادية بين البلدين .