يكتبها : صالح الشملاني
تقول الخنساء شاعرة العرب بالجاهلية والإسلام في رثاء اخيها (صخراً) .. قبل اسلامها طبعاً :
يذكرني طلوع الشمس صخرا
واذكره كل غروب شمسي ؟!
فلولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي!
امتداد الصورة عند سيدة الشاعرات الخنساء (تماضر بنت عمرو السلمية ) محدودة جداً في خيالها فقط ، لايمكن ان تسهب في فكرها اكثر .. مهما وصلت من شاعرية عظيمة ، بالرغم من انها مخضرمة ادركت الجاهلية والإسلام . هذه السيدة قدمت للتاريخ اعظم القصائد وملأت عكاظ مشاعرها بكل أدب واخلاق وحشمة ، وهي صحابية جليلة رحمها الله أبت أن تتزوج الكثير من سادات العرب ، عظيمة في علوَ منزلتها وعزتها لنفسها ، ويقال انها رفضت الزواج من ابن (جشعم مالك ) خوفاً من ان يحولها الى جارية ! اذاً المرأة الشاعرة لها حدود بالنظر داخل إطار القصيدة فقط ،
اعتقد كذلك بالنص ليست اكثر رحابة من الشاعر الذكر ، واكثر رؤية واوسع خيالا ، ربما يكمن السر في طبيعة تكوين الرجل وعقليته الأكثر انفتاحاً وتحرر وتدحرجاً في ملكوت الله وفي الفلوات ربما ، وبالرغم من ان عاطفة الأنثى أقوى وأعمق ، وشعورها عظيم عندما يتسع ويتسكع خيالها بالموهبة والادوات الادبية والشعرية وثقافتها العالية وخاصة بالرسم لا الشعر ! نتفق جميعاً ان الاسهاب والعمق يقتل الوعي داخل النص الحديث ويقلل من جمال الصور! هنا عندما نأتي ونسأل اي انثئ ماذا تشاهدين على الشاطي؟ تقول : اشاهد البحر وتتجاهل التربه والطين والأحجار والسماء والطيور والأشياء الاخرى الأدق ، وهنا دليل على حدود خيالها ونظرتها البسيطة داخل مخيلتها العاطفيه. العاطفه تسرقها اكثر من أدق التفاصيل التي لايمكن أن تشاهدها بعين الرجل المجردة. لكن الكارثه لو أطلنا النظر على نوافذ شاعرات تويتر والشناب شات … والخ ،، تجاوزن في اسهابهن وعمقهن حتى (الخنساء) !!
اولاً: الشعر خلق ليكون بالانثى وليس للأنثى الشعر ليس وطنً تسكنه الانثى وتتكلم لغته ابداً ، كثرة الشاعرات بلا تميز بالساحة لا أعلم أهي موضه ؟ أم أصبحت ماركة كالحقائب المقلدة ؟ بالرغم من ان الموهبة الحقيقية لابد ان تسلك مسار خاص حتى لو بعد حين من الشعر،، الكتابة مقصلة الأضناء والفقد والوجع التي هي اشد وطأ من وقع الحسام المهند تتبلور به احاسيسنا الدافئة والارواح الطاهرة الاكثر احساساً ؛ بالرغم من ان الشعر يعيش حالة تسيب وجوع ابدي بسبب غياب الرؤية النقدية الأكثر وعياً وانصافاً وانعدام الذائقة وعدم وجود حرس على ابواب الساحة الشعبية للشعر طبعاً .. كثير من شاعرات ( شناب شات ) تتبخر من بحر شاعر غائب والكثير تكتب لخيالات الضوء ومساحيق التصفيق والتطبيل،
حاليا لم نرى شاعرة حقيقية بدات من حَيْث انتهى الاخرون ، لاتسيرها القصايد كما تفعل بالبقية من الشاعرات ومع الأسف ان وجدنا نكتشف ان خلف هذا الحرف المخملي شنب شات !!،، تجاربنا الكادحه بالشعر والكتابة صنعت منا شريطي يعرف المسمكر من الابيات والمعدل واللي خارج من رئة .. شاعر اربعيني مدخن!!.