كتب: عمرو مهدي
حول احتمال تطور العلاقات الثنائية بين روسيا وجورجيا مع قرب موعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في عام 2014، أوضح قسطنطين سيفكوف، النائب الأول لرئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية، أن هناك اتجاهاً لحالة من الدفء السياسي والاقتصادي بين روسيا وجورجيا حيث يتم السماح بدخول عدد من السلع الجورجية إلى روسيا بعد انتقال السلطة في جورجيا إلى قوى أقل تشدداً.
وأشار إلى أن ذلك لا يتعارض مع اعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية لأنها ملتزمة بحق الأمم في تقرير المصير.
وأوضح – في حوار لبرنامج بانوراما على قناة روسيا اليوم أن الولايات المتحدة اعتبرت نفسها منتصرة في الحرب الباردة عد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1992 وسعت إلى تقليص النفوذ الروسي في العالم كله وخاصة القوقاز, مؤكدا أن القيادة الجورجية لها علاقة وطيدة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن الولايات المتحدة تهدف إلى التشبث بالقوقاز لأنها منطقة مهمة بالنسبة لها لأنها رأس جسر حربي يؤمن الوصول إلى موارد بحر قزوين ويوفر فرصة للسيطرة على المواصلات التي تربط آسيا بالبحر الأبيض المتوسط، كما أنها منطقة يتم من خلالها الضغط علي روسيا.
وقال إن نقل القوات الأمريكية من أفغانستان إلى الولايات المتحدة وإلى جورجيا سيؤدي إلى ترسيخ العلاقات بين الطرفين، حيث ستقوم الولايات المتحدة بدفع أموال إلى المسئولين في جورجيا من أجل ذلك مما سيؤدي إلى زيادة نفوذها أيضاً في الأراضي الجورجية.
ومن ناحية أخرى أكد فلاديمير يفسييف مدير مركز السياسات و الاجتماعية أن استئناف العلاقات الدبلوماسية يحتاج إلى شيء من التدريج حتى يتم استكمالها بين روسيا وجورجيا.
وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى إلى الاحتفاظ بنفوذها في منطقة آسيا الوسطي من خلال تأسيس مراكز تدريب للعسكريين، كما أنها لن تقوم بسحب الآليات العسكرية الثقيلة من أفغانستان إلى الولايات المتحدة مرة أخرى ولكنها ستعمل على تدميرها قبل الانسحاب عام 2014, مشيراً إلى أن هناك زيارات مستمرة من قبل مسئولين جورجيين إلى الولايات المتحدة ولذلك فإنها ستسعى إلى تحسين العلاقات مع جورجيا خلال الفترة القادمة.
وأكد أن أهمية جورجيا بالنسبة للولايات المتحدة تزداد مع مرور الوقت لأنها ستؤدي إلى تعزيز تواجدها في عدد من المناطق العسكرية حتى لو كانت من خلال الترانزيت, موضحاً أن روسيا يجب عليه أن تنشر قوات إضافية في طاجيكستان من أجل إغلاق الحدود الروسية أمام حركة طالبان بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.