دولية

سياسي كندي ينتقد تدخلات بلاده في شئون المملكة وموسكو ترفض تسييس حقوق الإنسان

عواصم ـ وكالات

انتقد معلق سياسي كندي بشدة سياسات حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو في التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة ، محذراً من آثارها الخطيرة على الاقتصاد الكندي، وأكد أن ترودو متعاطف مع إيران ولا ينتقدها لأن سياسته تتفق معها.

وأشاد المعلق الكندي الملقب بـ فيريد “fred”، خلال تعليقه في قناة”سي سي إن كروس كندا نيوز”، بسياسات المملكة، مؤكداً أن ما تتخذه من إجراءات هو حماية لأمنها الداخلي ممن يسمهيم رئيس الوزراء الكندي بنشطاء المجتمع المدني وهذا المصطلح -بحسب قوله- مرتبط بالتخريب في أي بلد يدخل فيها، والدليل على ذلك الاضطرابات التي أحدثوها في دول ما يسمى بالربيع العربي، والتي ما زالت تعاني من آثاره حتى الآن. وحول الآثار الاقتصادية لهذا القرار قال المعلق السياسي، إن كندا تستورد 700 ألف برميل يومياً وقرابة ٢٥٠ مليون برميل نفط خام من المملكة سنوياً، لمصفاة “إرفنج أويل”، وهي أكبر مصفاة في كندا

وتوفر “وارفنج أويل” الطاقة للحركة البحرية، ولكثير من نواحي مقاطعتي “كيبيك” و”أونتاريو” وأجزاء من الساحل الشرقي الأمريكي، ويمكن أن نرى الارتفاع الذي يحدث في أسعار النفطـ وزيادة الضرائب وخسارة الكثير من الوظائف.

وتابع فيريد: “شكراً كثيراً لجاستن ترودو، وكريستينا فريلاند وزيرة الخارجية على التطفل في شؤون دولة أخرى، فيما كان الواجب النأي عن ذلك وإبقاء فمكما مغلقين!”. وأضاف أن المملكة تحارب الإرهاب في كل مكان، فهي تحارب القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الإرهابية.

وأشاد المعلق الكندي برؤية المملكة 2030 وما تبعها من خطوات في مجال حقوق المرأة والتمكين، وحقوق الأسرة والطفل، ومواجهة الفكر المتطرف، وإنشاء هيئة الترفيه السعودية، التي قدمت في المملكة لأول مرة العروض المسرحية، وعروض المصارعة الحرة.

كما تحدث فيريد عن سعي المملكة في إطار برنامج التحول الوطني 2020 إلى تعزيز النمو الاقتصادي، من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية واستقطاب فئةٍ معينة من المقيمين، ليكون لهم دور في تنمية اقتصاد المملكة، وذلك من خلال تبسيط الإجراءات وتقديم التسهيلات لهؤلاء.

من جهة أخرى وفي أول تعليق روسي رسمي على الخلاف السعودي الكندي، أكدت الخارجية الروسية رفض موسكو تسييس قضايا حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن للسعودية الحق في تحديد مسار إصلاحاتها الداخلية بنفسها.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان لها نشر على موقع الوزارة: “نؤيد بحزم وثبات مراعاة حقوق الإنسان العامة، مع ضرورة أخذ الخصائص والتقاليد القومية للدول، والتي تبلورت على مدار فترة تاريخية طويلة، في الاعتبار”، مضيفة أن روسيا رفضت دائما ولا تزال ترفض محاولات تسييس قضايا حقوق الإنسان”.

وتابعت: “نعتقد أن السعودية التي سلكت طريق التحولات الاجتماعية والاقتصادية الضخمة، تتمتع بكامل حقها السيادي في تحديد كيفية المضي قدما في هذا المجال الهام. وقد تتطلب هذه المسائل نصائح بناءة ومساعدة، ولكن ليس نبرة آمرة من موقع التفوق الأخلاقي المزعوم بأي حال من الأحوال”.

كما أعلنت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بجامعة الدول العربية،أمس الأربعاء، رفضها لما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية، بشأن ما أسمته نشطاء المجتمع المدني، مشددة على أن ذلك بعيد عن المهنية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وقال رئيس اللجنة أمجد شموط إن حكومات بعض الدول الغربية والأوربية اعتادت على التدخل في شؤون الغير، وخاصة في المنطقة العربية تحت مظلة حقوق الإنسان والديمقراطية.

وشدد على ضرورة عدم تعارض موضوع حقوق الإنسان مع السيادة الوطنية للدول، مبينا “إذا كان هناك انتقادات، فيجب ألا تكون من خلال تدخل دول في الشؤون الداخلية لدول أخرى”.

وأكد على أن السعودية تعمل على المشاركة مع جميع الآليات الخاصة بالحماية الدولية لحقوق الإنسان، ومنها التقرير الدولي الشامل الذي يقدم في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف.

وأوضح أن المملكة مصادقة على الميثاق العربي لحقوق الإنسان، وملتزمة بتقديم تقريرها حول حقوق الإنسان بموجب الميثاق.

تضامن دولي واسع:
واستهجنت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الليبية ما وصفته بـ«تجرؤ» بعض الدول وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول أخرى، في إشارة للأزمة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وكندا .

وقالت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الليبية في بيان أصدرته أمس، إن ليبيا من الدول التي اكتوت من مثل هذه الإجراءات والسياسات والممارسات والتصريحات التي من شأنها المساس بسيادة واستقرار الدول، مؤكدة وقوفها إلى جانب المملكة فيما تعرضت له مؤخرًا، من تدخلات في شؤونها الداخلية .

ومن بيروت دعا سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان إلى التضامن مع المملكة العربية السعودية في الإجراءات التي اتخذتها تجاه التدخل الكندي في شؤونها الداخلية .

وجدّد المفتي دريان في تصريح أمس ما سبق وأكده أمام زوّاره وهو الوقوف إلى جانب المملكة في موقفها الرافض في التدخّل في شؤونها الداخلية أو في الشأن العربي.وشدد على أنّ المملكة ودول المنطقة أدرى بمصالحها وحقوق شعوبها التي كفلتها الدساتير والأنظمة المرعية.

فيما أكد سياسيون أردنيون وقوفهم إلى جانب المملكة العربية السعودية وحقها في تنفيذ قوانينها وأنظمتها ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية .
وعد عضو مجلس النواب الأردني النائب حابس الفايز ما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية وسفارة كندا بالرياض تدخلًا صارخًا في الشؤون الداخلية للمملكة وانتهاكًا للعرف الدبلوماسي ، مؤكدًا أن الأصل في العلاقات الدولية بين الدول أن تبنى على الاحترام والتقدير وأهم مبدأ في ذلك عدم التدخل في شؤون الغير .

وأشار الفايز إلى أن المملكة تحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي ولها كامل السيادة على شؤونها الداخلية ، مبينًا أن مثل هذه التصريحات الصادرة عن الخارجية الكندية وسفارتها في الرياض تعد سقطة دبلوماسية كبيرة، وتتنافى مع مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية .

وأكد وزير الأوقاف الأردني الأسبق الدكتور هايل داؤود من جانبه، حق المملكة العربية السعودية في اتخاذ ما تراه مناسبًا للحفاظ على أمنها واستقرارها ، معبرًا عن استنكاره لما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية وسفارة كندا في الرياض بوصفه تصرفًا يُمثل خرقًا لمواثيق الأمم المتحدة .

وأشار داؤود إلى أن التدخل وإبداء الرأي من سفير بلد أجنبي تجاه المملكة يعد أمرًا مخالفًا للقوانين الدولية وغير مقبول في العرف الدبلوماسي والعلاقات الدولية، خصوصًا وأنه مبني على أساس زائف بالدفاع عن حقوق الإنسان .

من جهته، أكد النائب السابق في البرلمان الأردني أستاذ العلوم السياسية الدكتور محمد القطاطشة، أن ما تضمنته تلك التصريحات من ادعاءات غير صحيحة وتجافي الواقع وتمثل خروجًا على الأعراف الدبلوماسية الدولية ، وتعد تدخلاً سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية ومخالفة صريحة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة .

وندد القطاطشة بما صدر عن وزيرة الخارجية الكندية وسفارة كندا بالرياض بشأن ما أسمته نشطاء المجتمع المدني ، ووصف هذا التدخل بأنه مستغرب ، مبينًا أن الأولى في كندا إذا كان همها حقوق الإنسان أن تلتفت إلى قضايا الروهينجا والفلسطينيين المشاركين في المسيرات السلمية التي تتم على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة وما يتعرضوا له من اعتداءات مخالفة لحقوق الإنسان .

كما أعرب مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، عن استنكاره ورفضه بشدة التصريحات الصادرة من وزارة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في الرياض .

وأكد رئيس مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية الشيخ أحمد بن علي الصيفي أن التصريحات الكندية تضمنت ادعاءات غير صحيحة ومجافية للواقع ، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات تعد خروجًا عن الأعراف الدبلوماسية الدولية، وتدخلًا سافرًا وغير مقبول في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية .

وقال الصيفي: ” إننا إذ ندين هذا الموقف غير المسؤول، فإننا نقف مع المملكة العربية السعودية صفًا واحدًا، رافضين التدخلات الخارجية في شؤون المملكة، وضد كل من يحاول المساس بسيادتها، ونعرب عن تضامننا الكامل في الإجراءات التي تتخذها المملكة لضمان أمنها واستقرارها، وحرصها الدائم على أن يتم ذلك في احترام لحقوق الإنسان وكرامته “.

ودعا الله أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لما يحب ويرضى .

انتهاك صارخ للاتفاقيات والأعراف الدولية:
واستنكرت هيئة حقوق الإنسان تدخل الحكومة الكندية في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، وأشارت إلى أن ذلك يعد انتهاكاً صارخاً للاتفاقيات والأعراف الدولية ذات الصلة.

وأوضحت الهيئة أن المساس باستقلال السلطة القضائية في المملكة وإجراءاتها العدلية أمر مستهجن ومرفوض وغير مقبول على الإطلاق، وأكدت أن إجراءات التحقيق والمحاكمة في المملكة توفر للمتهم جميع الضمانات المكفولة له وفقًا للأنظمة المرعية في المملكة والاتفاقيات الدولية التي أصبحت المملكة طرفًاً فيها، وهذا ما عكسته التقارير الدورية التي قدمتها المملكة بكل شفافية ووضوح أمام الهيئات التعاقديّة في الأمم المتحدة.

وشددت على أن المملكة، وهي تؤكد على أهمية حماية حقوق الانسان وتعزيزها، فإنها ترفض في الوقت ذاته تسييس حقوق الإنسان وانتقائيتها، وتؤكد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتطبيقاً لهذا المبدأ الدولي المستقر، فإنها لا تقبل ولن تقبل التدخل في شؤونها الداخلية والمساس بسيادتها الوطنية، بما في ذلك سلطتها القضائية المستقلة، وأنظمتها العدلية، وإجراءاتها الجزائية تحت أي ذريعة كانت.

كما أكد الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد بن عبدالله العيسى أن الملحقية الثقافية بدأت بشكل سريع في تشكيل لجنة طوارئ لمساعدة المبتعثين، يرأسها مدير مساعد الملحق للشؤون الدراسية الدكتور علي بن محمد الفريحي، ومديرة قسم البرامج الطبية الدكتورة هديل الصالح، ومدير إدارة الاعتماد والتوثيق الأكاديمي الدكتور نشمي الرشيدي، بهدف مساعدة الطلاب المبتعثين والمبتعثات في كندا لضمان انتقالهم بشكل سريع للولايات المتحدة الأمريكية .

وأوضح الدكتور العيسى في تصريح لوكالة الأنباء السعودية اليوم، أن الجزء المهم من المبتعثين في كندا ممن يصعب إحلالهم هم الأطباء والطبيبات، حيث يوجد أكثر من ألف طبيب وطبيبة في كندا الآن، وتحاول الملحقية قدر الإمكان مساعدتهم بإحلالهم في برامج طبية في الولايات المتحدة الأمريكية .

وثمّن الدكتور العيسى، جهود المشرف التنفيذي العام للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور ماجد بن إبراهيم الفياض، ونائب المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية والتدريب بالمستشفى الدكتور سعود الشنيفي، في تسهيل ونقل مبتعثي المستشفى التخصصي وجميع المبتعثين من الجهات الحكومية إلى الولايات المتحدة الأمريكية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *