دولية

سياسيون يمنيون يشكرون التحالف .. مقتل الصماد يعجل بنهاية الانقلاب .. ارتباك وطوارئ حوثية في صنعاء

جدة ــ وكالات

تعيش مليشيا الحوثي الانقلابية، حالة الارتباك منذ الكشف عن مقتل رئيس، ما يسمى بالمجلس السياسي، الإرهابي صالح الصماد، بغارات جوية للتحالف العربي، ، فيما فرضت الميليشيا أمس “الثلاثاء” حالة طوارئ غير معلنة داخل العاصمة صنعاء ومداخلها.

وأفادت وسائل إعلام يمنية بأن المليشيا استحدثت عشرات الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش في شوارع العاصمة صنعاء، وعليها مسلحون بعضهم بالزي الشعبي، والبعض الآخر بالأزياء العسكرية.
وأشارت إلى أن حواجز التفتيش امتدت هذه المرة إلى تقاطع الشوارع مع الأحياء السكنية الكبرى والصغرى، حيث يتم تفتيش جميع السيارات ووسائل المواصلات.

وخلافاً لقادة عسكريين بارزين، سقطوا بنيران مقاتلات التحالف والجيش اليمني، شكل مقتل الصماد ارتباكاً غير مسبوق في صفوف المليشيا التي كانت تصفه بـ”الرئيس”.
وينحدر الصماد من محافظة صعدة، معقل الانقلاب، وكان من أبرز المقربين لزعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي منذ الصغر، وذلك بنشأتهم على الأفكار الإيرانية.
وبمقتل الصماد، طوى التحالف صفحة ثاني المطلوبين للتحالف العربي، الذي تم رصد مبلغ 20 مليون دولار لمن يقتله أو يدلي بمعلومات عن مقتله، ليقترب الحبل من رأس الأفعى ومدبر الانقلاب، عبدالملك الحوثي، المطلوب الأول.
وكانت حكومة الانقلاب قد عقدت مساء أمس اجتماعا طارئا لتدارس الأمن الأمنية، وحذرت من أي استغلال أمني؛ خشية من انتفاضة جديدة قد تشهدها العاصمة صنعاء.

وذكرت وسائل إعلام حوثية، أن اجتماع الحكومة غير المعترف بها، برئاسة عبدالعزيز بن حبتور، شدد على ضرورة تكريس الأمن الداخلي، وذلك خشية من الانهيارات لهم في جبهات القتال.
وشددت المليشيا من حراستها على منازل القيادات الحوثية البارزة؛ تحسبا لأي أعمال تصفية أو اغتيالات قد تطالهم.

ولم تكشف مليشيا الحوثي عن موعد دفن الصماد، فيما لا يزال مصير عدد من الوزراء والقادة العسكريين مجهولا، بعد أن كانوا رفقته في ذات الموكب، فيما أكدت مصادر عسكرية مقتل 3 وزراء وتفحم جثثهم.
وعلى صعيد العمليات العسكرية قالت مصادر ميدانية لـ”قناة العربية”: إن ارتباكا كبيرا تعيشه المليشيا في عدد من الجبهات، وخصوصا في الساحل الغربي الذي يشهد عملية عسكرية كبرى، تخوضها المقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، وإسناد من قوات التحالف العربي.

وباتت المقاومة الوطنية على بعد خطوات من الاستعادة الكاملة لمفرق مدينة المخا وقطع خط الإمداد الكامل للمليشيا بين محافظتي تعز والحديدة.
وشنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع المليشيا في عدد من المحافظات، ووفقا لمصادر محلية، فقد استهدف الطيران معسكر تدريبي للانقلابيين في مديرية “أرحب”، شمالي صنعاء.
فيما توجه عدد من السياسيين اليمنيين بالشكر لقوات التحالف العربي بعد نجاحها في قتل الصماد، مؤكدين أن التحالف والجيش اليمني يقتربون من الانتصار علي إرهاب الحوثي المدعوم من إيران.

ويرى القيادي بحزب المؤتمر الشعبي وسكرتير الرئيس الرئيس الراحل علي عبد الله صالح محمد الفقيه ، أن مقتل الصمادي يعجل بنهاية تنظيم الحوثي الإرهابي المدعوم من إيران بهدف تدمير اليمن واستهداف الأمن القومي العربي.
وأكد الفقيه في تصريح نقلته وسائل اعلام محلية أن الشعب اليمني لن ينسي الجهد الذي تقوم به دول التحالف العربي بقيادة المملكة لاستعادة اليمن من سيطرة الإرهاب الإيراني، وإعادة إعماره بعد الدمار الذي لحق به علي يد جماعة الحوثي الإرهابية.

وتابع الفقيه، أن الشعب اليمني يقدر الدور الذي تقوم به قوات التحالف في مساندة الجيش الوطني، ويدعمها بكل قوة ويعلق آماله عليها لتطهير ما يتبقي من أرض اليمن من مليشيات إيران.
بدوره رحب القيادي المؤتمري عادل الشجاع بمقتل الصماد وأكد أن من يريد معرفة حجم الانهيار الذي وصلت إليه عصابة الحوثي عليه فقط متابعة اللجان التي ترسلها إلى المديريات والقرى لمساومة ضباط وأفراد القوات المسلحة وتخييرهم بين العودة إلى العمل تحت قيادة هذه العصابة أو التنازل عن رتبهم وأرقامهم العسكرية.

وأكد الشجاع أن كل ما يشغل الشعب اليمني في هذه الأيام هو تعمق الشعور الذاتي باستعجال شروق شمس الغد التي يحلمون بها لتأكيد انتصار الشعب ضد الفاشية وهزيمة هذه العصابة بشكل جذري ونهائي..
واتفق المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر مع ما ذهب إليه الفقيه والشجاع قائلا: إن مقتل الصماد ضربة قوية في رأس تنظيم الحوثي الإرهابي، وتؤكد علي خلل واضح في التنظيم.
وأضاف الطاهر، أن غياب الصماد سيكون له تأثير كبير على معنويات الحوثيين الذين يواجهون ضغطا شديدا في الجبهات خاصة في الساحل الغربي بظهور العميد طارق صالح وفي صعدة والبيضاء.

وفى السياق، كشف مدير المركز الوطني لمكافحة الألغام، العميد الركن أمين العقيلي، إن إجمالي الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية الإيرانية في المدن اليمنية تجاوز نصف مليون لغم.
وأضاف العقيلي في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن اليمن تعرض لأكبر عملية لزرع الألغام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وأكد أن اليمن “هو البلد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تعرض لكارثة انتشار الألغام”، مشيرا إلى أن “هذه الكمية المهولة لا تزال تشكل خطرا مستداما على حياة المدنيين”.

وذكرت الوكالة أن الجيش الوطني اليمني مكن خلال العامين الماضيين من انتزاع 300 ألف لغم زرعتها الميليشيا الانقلابية في المناطق المحررة.
ونقلت الوكالة عن العقيلي قوله إن الفرق الهندسية للجيش الوطني انتزعت من جبهات محافظة مأرب شرقي صنعاء وحدها 40 ألف لغم، و16 ألف لغم من جزيرة ميون في باب المندب.
وأعلنت قوات الشرعية اليمنية، نهاية يناير الماضي، أن فرقها الهندسية أزالت نحو 5800 لغم في المناطق المحررة من ميليشيات الحوثي الإيرانية بمنطقة ميدي بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية.

وفي ديسمبر 2017، انتزعت فرق الهندسة التابعة لقوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي، مئات الألغام من مناطق في الساحل الغربي، خصوصا في مديرية الخوخة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *