متابعات

سوق البدو برائحة أجدادنا.. وأكلات أمهاتنا

جدة-مهند قحطان

يشهد سوق البدو في منطقة جدة التاريخية شريان منطقة البلد وقلبها النابض إقبالا كبيرا وزحاما خانقا خلال شهر رمضان المبارك من كل عام، ويعتبر صاحب النكهة التاريخية لأنه يمنحك الأحساس بالماضي وكيف كانت مدينة جدة في السابق وتحديداً ارتبط نبض الحياة في منطقة جدة التاريخية بسوق البدو الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 100 عام، وهو ما يجسّد عبق الماضي لأحد أشهر أسواق المنطقة.

وتنتشر بسطات المأكولات الشعبية الرمضانية، وتصبح خلية نحل لا يتوقف العمل فيها من بعد صلاة العصر حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث تقدم الأكلات الشعبية الشهيرة مثل السمبوسك والفطائر والمعجنات وأنواع من الحلى والسوبيا، وتحظى باهتمام مستمر من المواطنين الذين يجدون في رمضان فرصة للإقبال على الأكلات الشعبية التي لا تتوافر في باقي أيام السنة إذ يعد هذا السوق الذي يجمع بين أزقته الكثير من المحلات من أقدم الاسواق الشعبية التي يقصدها زوار عروس البحر الأحمر منذ قرابة المائة عام. وفي رمضان المبارك وقبل ساعات من آذان المغرب تجد سوق البدو مكتظاً بالكثير من الباحثين عن الاكلات الشعبية في السوق الذي يجمع الكثير من أبناء الجاليات العربية مستعيدين فيه أيام الماضي الجميل.
(البلاد) رصدت خلال جولتها بائعي الأكلات بأنواعها المختلفة ، فكل بائع تجد لديه زبائنه ورواده ، مع تعالي أصوات الكل لجلب الزبائن.

وأكد المواطن خالد السلمي أن سبب تواجده في السوق شراء الخضار مثل الجرجير والبصل والفجل، حيث يكون بشكل طازج وجديدز وأضاف:”تعلمنا من آبائنا على التواجد في شهر الخير والشراء من هذا الموقع لنعيد ذكريات طفولتنا معهم ولهذا السوق رونق مختلف مع وصولنا إلى عام 2018 إلا أنه ظل كما هو برائحته وأشكاله وألوانه متدفقاً من الماضي الجميل وهذا ما يشجعنا أكثر للتواجد به”.

من جهة أخرى أكد المواطن سالم العقيلي أن السوق جميل لكنه بحاجة إلى تنظيم بسبب زحام الزبائن والبسطات، ويزيد من جماليته ترتيبه. وقال العقيلي:”في السابق كانت الأسواق مرتبة وخصوصا سوق البدو من تواجد البسطات على جوانب الطريق وعدم تجاوزها للحدود وعدم وجود العشوائية وكل بائع نعرفه ونعرف أهله، لكن الآن لا نعرفهم وهل هم من النظاميين أم المخالفين، وهل الأكل نظيف أم مواده مجهولة المصدر؟”.
وختم العقيلي بقوله :”برغم من ذلك تبقى رائحة أجدادي في هذا السوق الجميل الذي يعد من أهم معالم وأسواق مدينة جدة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *