الطائف – البلاد
دشن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كتابه “الخيال الممكن” , مهدياً نسخة من الكتاب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- .
وقال سموه خلال مؤتمر صحفي أعد لهذه المناسبة بقاعة التشريفات في جامعة الطائف :” أهدي النسخة الأولى من الكتاب لوالدي ووالد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، ووالدتي، وأهديه أيضا للوطن الذي لن نوفيه حقه طول العمر، كما أهديه للملك فهد ـ رحمه الله ـ الذي كلفني برئاسة الهيئة، والملك عبدالله ـ رحمه الله ـ , والأمير سلطان ـ رحمه الله ـ الذي هو معلمي الأول ومن سميت عليه، كما أهدي نسخة لسمو الأمير خالد الفيصل وهو المدرسة الذي تعلمت منه الكثير, ونسخة اهداء لأمراء المناطق الذي كنا نعمل معهم”, مؤكداً أن الكتاب ليس سيرة ذاتية أو تجربة شخصية بل توثيق لتجربة إدارية بكل تحدياتها وفصولها.
* تجربة إدارية:
وقال: “الكتاب لم يقصد فيه ابدا قصة تمجيد لشخص أو مجموعة أو جهة , بل يهدف إلى عرض تجربة إدارية بكل ما فيها من نجاحات وتحديات وقصص معقدة، أبرز ما فيها قصة تحول المواطنين للسياحة، والسياحة لو وجدت المساحات والدعم في البدايات لكانت المملكة العربية السعودية من أوائل الدول السياحية على مستوى مطقتنا وأنا أستطيع أن أثبت ذلك بالأرقام والمشاريع”.
وأبان سموه أن الكتاب فيه قصص كثيرة ومرتبة وهناك موقع الكتروني للكتاب الذي استمر العمل فيه لمدة خمس سنوات، وقال: “لم أعمل لوحدي على الكتاب فقد كتبت جزئيات كبيرة من الكتاب ولكن هناك من عمل معي , وكل معلومة وردت بهذا الكتاب فهي موثقة”.
وفي تمهيده للكتاب قال سموه: “لقد حرصت أن يضم هذا الكتاب في ثناياه المواقف الإدارية والقرارات والأحداث التي خاضتها الهيئة منذ تأسيسها وكيف عملنا على الاستفادة من الفرص ومحاولة إيجادها احيانا من لا شيء، وحاولت قدر الإمكان أن أعرض التجربة بأسلوب يحاكي الجميع من منطلق أن الجميع هم شركاؤنا في تحقيق الانجاز وتخطي التحديات والصعوبات. ومن المهم أن أشير إلى أن طبيعة مهام الهيئة منذ تأسيسها تضمنت عددا كبيرا من القضايا والمهام المتشعبة والمعقدة التي قد يصعب أحيانا تصديقها دون وجود دلائل أو قرائن تجسد وصف الأحداث , كما قد يصعب أيضا ذكر كل من أسهم في تلك الأحداث أشخاص أو مؤسسات”.
واستطرد سموه: “لقد قامت تجربتنا في الهيئة على مرتكزات ومبادئ أهمها الشراكة الفعالة , والحرص على مصلحة الوطن , والتركيز على المواطن لكونه المعني والاساس لكل ما نقوم به , والعمل دون كلل أو ملل مع كافة أفراد المجتمع في مواقعهم , وإحداث التحول الفكري لدى الشركاء وفهمهم للقضية التي سيصبحون جزءًا أساسا من بنائها, كما تميزت تجربة الهيئة أيضا بكونها تجربة تطويرية جريئة للمنهجيات والأدوات المعتادة في العمل الحكومي التنموي , إذ اعتمدت منهج التحديث الإداري الشمولي المنفتح على بناء الجسور مع الشركاء والمجتمع , وهذه المبادئ هي ما أسست عليه هذه الدولة المباركة منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثمائة عام”.
* خطة التحول الوطني:
وتابع: “يكمن العمق الحقيقي لتجربة الهيئة في التأسيس ولتطوير في كونها تجربة تحول وطنية بالدرجة الأساس، متعددة الأبعاد اجتماعية وإدارية واقتصادية , ولكل بعد أهمية كبيرة وعلاقة وثيقة بالمرحلة الحالية التي تشهدها المملكة , وتشتمل على مبادرات ذات اهمية استراتيجية , وتأثير كبير في مسيرة التنمية الوطنية , والغاية من عرص تفاصيل هذه التجربة هو ايضاح الصورة الكاملة عما أردنا أن ننجزه للنهوض بالسياحة والتراث الحضاري الوطني كصناعة متكاملة ومستدامة , ولجعل السياحة الوطنية الخيار الأول للمواطن , وأحد أهم خياراته لفرص العمل والاستثمار , وأن يكون تاريخ وحضارة بلاده حاضرين في وجدانه وحياته , وأن يتحول ليكون أول حام لإرثه الحضاري وتراث بلاده العريق”.
وأضاف سموه قائلاً ” إن أهمية التجربة بأبعادها وتفاصيل حيثياتها لا تقتصر على ما قطعته الهيئة من أشواط وما حققته من انجازات , فهذا حكم نتركه للمهتمين وللتاريخ , وإنما في الدروس والعبر التي تحملها في طياتها عن التحديات التي واجهتنا , وكيف تعاملنا معها مؤسسيا ،