الثقافيـة

سلامة الزيد لــــ (البلاد) : هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا في مؤسسة إبداعية

حاوره : محمد حامد الجحدلي

•• ضيفنا في هذا اللقاء، اعتاد أن يكون فاعلا ومؤثرا ومبدعا، ليس هو بحاجة للإطراء هكذا عرفته وتحاورت معه ، وعندما كان في سدنة استوديوهات الإذاعة ، وذلك المكتب الأنيق ، وإن خرج من أوسع أبواب الأضواء ، إلاَّ أنه ظل عاشقا للمايكروفون الذي يعده متنفسا له، هذا الإعلامي المتوهج بحواسه التي تجعله حاضرا بذكاء وفطنة بأدبيات أبناء الشمال. حاولت أن أستضيفه وهو على رأس العمل ، مديرا عاما لإذاعات جدة الأربع ، فكان الاعتذار بابتسامته المعهودة ، وأعيد المحاولة مرة تلو الأخرى ، حتى استجاب مؤخرا بعد ترجله من مهماته الرسمية ،

وما تركه من أثر لازال عالقا في أذن المستمع وذاكرة زملائه ليقدم لنا بطاقته الشخصية معرفا بنفسه ( سلامة عبدالعزيز الزيد ) أب لثلاثة أبناء وابنتين وزوجة تتقاسم معه عذوبة الحياة الأسرية ومتعة الإعلام ، ترجَّل مؤخرا كأبرز فرسان الإعلام السعودي.

– العمل الإعلامي ليس مجرد وظيفة لأن الوسيلة الإعلامية كائن له روح وتشعر أن ارتباطك به ليس مجرد عمل وإنما حياة بكل ما تعنيه من سنوات و نبض وركض في الحياة و أحلام و طموح و ربما مجد لو وُفِّقت ونجحت في أداء رسالتك.

•• كيف هي علاقتكم بالمستمع عبر مشواركم ؟
– رحلتي الإعلامية ليست إذاعية فقط فقد بدأت صحفية وهذا ربما يجهله الكثير من الناس ثم تلفزيونية والإذاعة كانت المحطة الأخيرة وهي الأطول زمناً، ولازلت أتنفس عبر المايكروفون أسبوعياً وأنا خارج الإدارة والمستمع بلا شك هو البداية وهو النهاية فأنت لا تقدم رسالتك لذاتك وإنما لجمهور تبذل ما تملك من جهد؛ لكي تصل إليه و تبقى في ذاكرته اسماً مضيئاً وذكرى عطرة لا تمحوها الأيام ولا السنين .

•• وماذا عن المحطة الثانية ؟
– محطتي الثانية لم تكن تقليدية بل كانت مغامرة غير محسوبة عبر شاشة جازفت باقتراح برنامج إعدادا وتقديماً ونفذت برنامجاً آخر مختلف بفكرته و زمنه و اسمه دون أن أحيط إدارة التلفزيون بما أفعل لعدم قناعتي بالفكرة التي وافقوا عليها، والحمد لله، جاءت انطلاقة برنامج “أوراق ملونة” الذي كان بوابة لمخرج هو الآن أفضل مخرج دراما سعودي وبوابه لفنانين كانوا بحاجة لمساحة على الشاشة السعودية فانطلق عشرات النجوم يكفي أن أشير إلى أن فكرة ” طاش ما طاش” ولدت من بوابة أوراق ملونة.
•• وما هي أبرز ملامح المحطة الثالثة ؟
– كانت المحطة الثالثة الإذاعة عبر عشرات البرامج و لعلها الأميز والأقوى و التي لا زالت راسخة في وجدان الملايين برنامج ” صوتك وصل” الذي أطلق العنان لبرامج حاولت أن تقتفي أثره في عدد من الفضائيات السعودية والإذاعات، ويبقى صوتك وصل متفرداً بشرف رعاية و متابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله – والذي وجه بذلك على الهواء مباشرةً فأسهم في معالجة الكثير من القضايا الوطنية، وفي مد يد العون لمئات المواطنين بجرأة غير مسبوقة.

•• لنتعرف على أبرز المذيعين الذين عرفتهم عبر مشواركم الإذاعي ؟
– دعني أنطلق من التلفزيون أولاً فأستاذي القامة والقيمة والعنفوان ماجد الشبل- يرحمه الله- هو من أجازني مذيعاً في التلفزيون، واستفدت كثيراً من مجاورة مكتبي لمكتبه فكنا نجلس يومياً لساعات نتحدث عن شئون وشجون الإعلام وهو الاسم الأبرز الذي تأثرت كثيراً بشخصيته لعل بيننا قواسم مشتركه ويكفي أن أقول أن أستاذي أبو راكان لم يعلق بالذاكرة اسمٌ بحجم ماجد الشبل- يرحمه الله.

•• وصف إذاعي حي على الهواء دمعت فيه عيناك لازال مؤثرا في شخصكم ؟
– جميع حلقات برنامج صوتك وصل؛ حتى إنني كنت أطلب فاصلاً أثناء بث الحلقة من المخرج حتى أهدأ قليلاً وأعاود تقديم الحلقة متأثراً من الحالات التي كانت تظهر معي على الهواء ، والموقف الآخر عندما قرأت خبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقدمت برنامجاً مباشراً عنه- يرحمه الله ، أما فالجانب المبهج فلن أنسى تلك اللحظة التي جاءني فيها التوجيه الملكي بالإشراف على ذلك البرنامج وأن الملك يتابعه بنفسه ، وموقفٌ آخر للأمير سلطان- يرحمه الله- معي في نهاية الحلقة عبر اتصال هاتفي من سموه لينقل لكل من شارك البشائر بتحقيق مطالبه وحل مشكلته.

•• سؤالي الأخير ما الذي تختزنه ذاكرتكم عن فترة تشرفكم مديرا عاماً لإذاعات جدة الأربع؟
– لحظة فارقة في مشواري الإعلامي و لعل من المناسب أن أذكر بكل الامتنان الزميل والصديق ” مجري القحطاني” مدير عام جهاز تلفزيون الخليج حالياً الذي كان له الدور الأبرز في ترشيحي لهذا المنصب بينما كنت متمتعاً بإجازة طويلة شمال المملكة دون أن يخطر ببالي ذلك ولن أنسى الثقة والدعم من معالي وزير الثقافة والإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجه الذي دعم هذا الترشيح رغم أن البعض حاول أن يثنيه عن ذلك بل وقالوا له كما أبلغني هو شخصياً في مجلسه بحضور عدد كبير من الشخصيات الإعلامية بحجة أن سلامه الزيد حصان جامح وهي عبارة لم استوعبها حتى اللحظة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *