جدة- رانيا الوجيه
عانت مدينة جدة، ومازالت تعاني في الفترة الأخيرة من ظاهرة انتشار الفئران مختلفة الأحجام والأنواع في معظم الأحياء وبنسب متفاوتة، مهددة السكان بنقل الأمراض الخطيرة، في وقت أكدت فيه أمانة جدة قيامها بحملات المكافحة والمتابعة. واشتكى السكان من انتشار الفئران وتنقلها بشكل مخيف وانتشار الامراض مطالبين المسئولين بالتحرك لتدارك الأمر قبل استفحاله وبالتدخل العملي والجذري بطرق ووسائل غير تقليدية، مثل المصائد البدائية حيث إن الفئران من النوع الأسود والذي يجيد تسلق الجدران ومواسير المجاري ويتسلل إلى الشقق في جميع الأدوار ويمر من جميع النوافذ سريع الحركة ويجيد الاختباء ويأكل كل شيء من طعام وملابس ومفروشات وخشب وغيرها. مما أرق حياتهم وهدد صحتهم وصحة أطفالهم. فإلى تفاصيل الجولة .
حالات من معاناة السكان:
البداية مع المواطن عمر عبدالعظيم، الذي يصف معاناته مع الفئران موضحا بقوله:” وصلت المعاناة مع الفئران الى تواجدهم داخل المنزل وبداخل خزانة الملابس مما يجعلنا نتلف أغلب الملابس، وهذه الفئران تخرج من تحت الأرض وتقوم بالحفر إلى أن تصل إلى منازلنا. وقد حاولنا سد ومكافحة فتحات الفئران ولكن دون جدوى، ومؤخرا حين تسربت مياه الصرف الصحي الى المنزل جاءت البلدية لتكشف غرفة التفتيش ووجدت المواسير مسدودة بالتراب والسبب الفئران.
فقدان العدالة بين الأحياء:
وقال المواطن أيمن أبو حسان : ” موضوع مكافحة الفئران موضوع كبير يؤرق حياتنا ويهدد صحتنا واليوم منزلنا مليئا بالحفر في كل مكان، والفئران لا تتواجد فقط في أحياء جنوب جدة بل أيضا في شواطئ جدة وخاصة المناطق المخصصة للصيد، بالإضافة إلى أن أحجام الفئران كبيرة ، وتقوم بتقطيع أسلاك السيارات.” ويتساءل أيمن، ماهي مشكلة الأحياء في جنوب جدة التي تعيق البلدية من نشر وتوزيع السموم في هذه المناطق؛ كما يحدث في أحياء شمال جدة؟
الفئران تقتحم المياه والطعام وتهدد الصحة:
كما تحدث عمران بخاري، أحد سكان حي الكندرة الذين يعانون من معضلة الفئران ذات الأحجام الكبيرة والاعداد الهائلة؛ حيث أوضح بقوله : “تقتحم الفئران المنازل من خلال تسلقها على جدرانها ودخولها من السطح نزولا الى المنزل، أو تقوم بالدخول من فتحات البيارة وتقوم بسرقة الطعام من المطبخ أو بالحفر من خارج المنزل والدخول إلى الغرف ووصلت إلى أن نسمع أصواتهم من تحت الأرضية . وهناك جار لنا عانى من الفئران حين وصلوا إلى خزان المياه الخاص بمنزله، وهذه المياه تستخدم للاستحمام والوضوء ومع الوقت، بدأ أهل البيت بشم رائحة نتنة في المياه وحين تم فتح الخزان وتصفية المياه وجدوا فئرانا ميتة بداخله، وهذا الأمر أصبح لا يطاق والأعداد في تزايد”.
الأمانة: مكافحة القوارض حسب كثافتها
تواصلت (البلاد) مع المركز الإعلامي لأمانة جدة ، الذي أوضح بقوله: ” حول انتشار الفئران ومكافحتها، عليه نفيدكم أن الأمانة تقوم بأعمال المكافحة للآفات المستهدفة حسب البرامج المعدة للمكافحة ومن خلال خطط التشغيل على مدار الأسبوع وتستهدف الآفات الضارة مثل الكلاب والفئران وتتمثل هذه الأعمال في المكافحة control ، وذلك لخفض الكثافات إلى المعدلات الطبيعية العالمية، والتي لا تسبب مشاكل في البيئة.
والأعمال تبدأ من خلال القيام باستكشاف ورصد بؤر التوالد والانتشار . وبناء على نتائج هذه الأعمال يتم تصنيف الأحياء إلى ثلاثة أقسام، حسب كثافة القوارض، ويكون التقسم كالتالي: (عالية الكثافة، متوسطة الكثافة، ومنخفضة الكثافة).
وتستخدم هذه البيانات لبناء خطة تشغيلية تتم من خلالها زيارة احياء محافظة جدة مع مراعاة التصنيف. كما خصصت فرقا ثابتة للقيام بأعمال الاستكشاف والمكافحة على الواجهة البحرية تحديدًا. علمًا بأن أعمال المكافحة تتم باستخدام المصائد والطعوم”.
الفئران الناقل الرئيس للأمراض والأوبئة:
الناشط والخبير البيئي دكتور فهد تركستاني استاذ مشارك كلية العلوم التطبيقية قسم كيمياء بجامعة أم القرى، أوضح مدى خطورة انتشار الفئران بالأحياء السكنية قائلا :” الفئران يعرف عنها منذ القدم أنها من الحيوانات القارضة الناقلة للأمراض، حيث إنها تتعامل مع النفايات وينتشر ذلك بالفعل في الاحياء الشعبية الواقعة بجنوب جدة، ويعود ذلك إلى انتشار نسبة كبيرة من النفايات ولابد ان تقوم أمانة جدة بإزالة تلك القوارض من الفئران أولا بأول ، وبشكل نهائي حتى لا يتم تكاثر البكتيريا والفطريات و الوباء ، وانتشار الأمراض من خلال الفئران التي تتجول بين الأطعمة المكشوفة في البيت وأدوات المطبخ وأيضا تقتحم الخزانات بالمنزل، ولا تعلم ربة المنزل إذا مر الفأر داخل المنزل، وهو حامل للبكتريا والأمراض، ومن أهم الأمراض المهددة، أمراض الجهاز الهضمي بشكل رئيس” .
