جدة ــ وكالات
يواصل تنظيم الحمدين المضي قدما في مسلسل التطبيع مع إسرائيل، فبعد استضافة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على شاشات الجزيرة على الدوام، واستخدام الدوحة منظمات يهودية لتحسين صورتها المهتزلة لدي الغربة، بسبب دعمها الكيانات الارهابية، فتحت قطرأبوابها للتطبيع الرياضي مع تل أبيب، وهذه المرة عبر السماح لإسرائيل بالمشاركة في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد بفريق للفتيان وآخر للفتيات. وفور الإعلان عن برنامج البطولة، وعن مشاركة الفريقين الإسرائيليين فيها، فيماانتشر على تويتر هاشتاج “طلاب قطر ضد التطبيع”، واتهم مستخدموه الدوحة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأعلن عدد كبير من مواطنى قطر رفضهم للتطبيع الرياضى المستمر في بلادهم، فبعد فضيحة استضافة لاعب تنس إسرائيلي في بطولة قطر المفتوحة للتنس، يأتي الآن دور استضافة فرق رياضية إسرائيلية ضمن بطولة العالم المدرسية لكرة اليد.
وكتب مستخدم في تغريدة “التطبيع الرياضي لا يقل سوءا عن التطبيع السياسي، كلاهما اعتراف بكيان محتل وشرعنة لواقع غير شرعي”، وكتب مستخدم آخر “مسلسل التطبيع يستمر في حلقة جديدة، والتطبيع الرياضي مع الاحتلال الصهيوني على المستوى المدرسي في قطر متجاهل جرائم الاحتلال في غزة والضفة والقدس”.
ومن جهته، ذكر طوم كريتنسين العضو في الاتحاد الدولي للرياضات المدرسية، أن إسرائيل قررت في البداية المشاركة بفريق واحد، لكنها عادت وقررت المشاركة بفريق للفتيات أيضا،
والمتابع لما جرى في الأيام القليلة الماضية وصل إلى قناعة بأن قطر تسعى لاسترضاء إسرائيل في سلسلة من التنازلات قدمها تنظيم الحمدين لحركة الصهيونية العالمية واللوبي الإسرائيلي في أمريكا، إذ نشرت الحركة الصهيونية وثائق تكشف عن 10 اشتراطات تقدمت بها المنظمة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى قطر، على الأخيرة الالتزام بها مقابل تحسين صورتها أمام دوائر صنع القرار في واشنطن.
فيما منح التحالف القطري الاسرائيلي قُبلة الحياة للاستثمارات الجديدة التي تخطط الحكومة الإسرائيلية تطويرها فى ميناء حيفا المطل على شرق البحر المتوسط، نتيجة اعتماد البضائع المستوردة للقطر على الميناء كمحطة ترانزيت.
فكانت تصريحات المسؤولين القطرين المدعومة ببيانات رسمية صادرة عن ميناء حيفا الإسرائيلي، تكشف عن الدور المهم الذي لعبته قطر لإنعاش الميناء الذي تمكن في عام 2017 من تحقيق نمو بنسبة 5% عن العام السابق، وتسجيل رقم قياسي بنقل 1.340 مليون حاوية نمطية لأول مرة في تاريخ الميناء.
ويتزامن هذا النمو مع إعلان وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، صراحة تسيير 4 سفن عملاقة شهرياً لقطر، لكونه أفضل البدائل الحالية المطروحة مقارنةً بالنقل الجوي الأكثر تكلفة وأقل أماناً.
وأسهمت هذه الرحلات البحرية المستمرة عن طريق ميناء حيفا في نمو الصادرات التركية للدوحة خلال العام الماضي بمعدل 50% مقارنة بعام 2016، لتسجل مبلغ 750 مليون دولار، في طريقه للزيادة هذا العام.
وفى السياق أعلن محمد بن أحمد بن توار الكواري، نائب رئيس غرفة قطر، أن حجم التبادل التجاري مع ايران بلغ 1.5 مليار دولار، مؤكداً أن هذا الرقم مرشح للارتفاع بأكثر من 3 مرات ليصل إلى 5 مليارات دولار في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.
وشجع نمو البضائع الايرانية المتجهة لقطر عن طريق حيفا، إسرائيل على تأكيد جدوى خطة ضخ استثمارات تقدر بـ1.7 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الست المقبلة، لتحسين الطريق التجاري، بحسب دراسة أعدها معهد ليفانت الإسرائيلي للدراسات.
هذا فضلاً عن بناء مرفأين تبلغ تكلفة كل منهما مليار دولار أمريكي، وتديرهما شركتان أجنبيتان إحداهما في حيفا والثانية تبعد 80 كيلومتراً جنوباً في أشدود، ومن المتوقع أن يكون مرفأ حيفا الجديد قادراً على استقبال حوالي 1.5 مليون حاوية في السنة أي ما يعادل ضعف سعته الحالية.
وتتخصص شركات شحن إسرائيلية بميناء حيفا للتعاون مع الشركات الايرانية .
وكان سفير الخيانة القطري في قطاع غزة محمد العمادي قد جاهر بالولاء لدولة الاحتلال معلنا تطبيع بلاده تحت ستار القضية الفلسطينية.
وقال العمادي في مقابلة مع رويترز إن قطر تساعد إسرائيل، وتقدم الأموال للفلسطينيين بعلم تل أبيب وواشنطن، من أجل تجنيب إسرائيل حرب جديدة في غزة.
مقابلة العمادي مع رويترز جاءت بعد اجتماعه مع وزير التعاون الإقليمى الإسرائيلى ومسؤولين في الأمن الذي قال فيه: “نقدم المساعدات حتى لا تندلع حرب مقبلة”.
وتابع العمادى وهو أيضا مدير الإغاثة لقطاع غزة قائلا: “العمل الذى نقوم به هو الحفاظ على السلام للبلدين”، مضيفا وقال: “نبلغ واشنطن بالمعلومات بشأن ما نقوم به”، وذكر أنه زار إسرائيل 20 مرة منذ 2014، وكانت الزيارات سرية فى السابق لكنها لم تعد على هذا النحو الآن.
وذكر أن قطر استجابت لطلبات إسرائيلية وتوقفت عن استضافة صالح العاروري نائب زعيم حماس.
بدوره قال المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، إن ما نشرته قطر من أكاذيب أثبتته المقاطعة، موضحا أن الأزمة كشفت للعالم عمق العلاقة بين الدوحة والإخوان وأن الدوحة تتجرع مرارة الحساب الآن.
وكتب القحطاني في تغريدات على موقع “تويتر”، إن “ما كان ينكره ساسة قطر أثبتت المقاطعة صحته، يقولون لا علاقة لنا بجماعة الإخوان فكشفت الأزمة للعالم أجمع عمق العلاقة والتنسيق بينهما. حلفوا الأيمان المغلظة أن لا علاقة لهم بإعلام الظل ولا بمن يسمونهم المعارضة فكشفت الأزمة كذبهم ونفاق سياستهم”.
وتابع: “بالنهاية نقول من جديد:مشكلة قطر صغيرة جدًا جدًا جدًا. لن نعاني بسببها اقتصاديًا ولا اجتماعيًا ولا سياسيًا، وهي ليست من أولوياتنا إطلاقًا، بينما هي الأولوية الوحيدة لديهم. نعم يحزننا فراق أهلنا هناك بسبب سياسة السلطة القطرية الرعناء، ولكن هذا أخف الضررين في نهاية المطاف”.