الأرشيف وسط البلد

سعيد آل خبتي .. يروي تجربته مع \"الزير\": الشباب يطالبون بإدخال (الأورج) في العرضة وأنا أرفض

جدة – بخيت طالع
تصوير: محمد الأهدل :

الزير.. هو الضلع الثالث المهم في مكونات العرضة الجنوبية، بعد الشاعر والعراضّة.. ولذلك لا يمكن أن تكون هناك عرضة من دون حضور هذه الاضلاع الثلاثة مجتمعة.. ولقد تطور الزير مع الزمن، وأخذ نصيبه من مواكبة العصر مثله مثل غيره من مفردات حياتنا العامة، ولنا أن نرى ذلك واقعاً معاشاً، ونحن نحضر حفلات العرضة، لنرى كيف استطاع الزير أن يتقدم خطوات إلى الأمام، وهنا تقرير لـ(البلاد) ولقاء مع واحد من أشهر العازفين أو الطارقين على الزير، فماذا قال لنا؟

الزير يتطور
يقول سعيد آل خبتي وهو كما قدمنا هنا من أشهر ا لشباب العازفين أو الطارقين على الزيرن وقد التقينا في حفلة عرضة جنوبية في جدة: إن الزير كواحد من المفردات المهمة في العرضة الجنوبية، لم يكن لتخلف عن التطوير والتحديث الذي طرأ على العرضة، فكما أن الشاعر قد طوّر ألحانه ومفرداته وكلماته وأساليبه، وكذلك العراضّة الذين يمارسون أداء العرضة قد طوروا أساليبهم، فإن الزير هو الآخر قد تطور، واستطاع أن يصنع موسيقى العرضة في قالب جميل، ساهم في صناعة جاذبية واسعة نحو العرضة.

أدوات الزير
وأضاف سعيد آل خبتي قائلاً: أنا مثلاً كونت فرقة للزير مكونة مني ومن اخوي الاثنين عبدالله ومحمد آل خبتي، ومعنا زميلين آخرين فهد الغامدي ومحمد المالكي، ونحن في الواقع خمسة أشخاص نشكل فرقة الزير، ومعنا كما ترى أربع أدوات هي (الأساس) وهو الزير الرئيسي الذي أتولى أنا الطرق عليه بعصاتين صغيرتين.. و(المردات) وهما زيران إضافيان يكونان مجاورين للزير الرئيسي، ومعنا كذلك (الدف) كعنصر رابع.. ونقوم بأداء عملنا في ايقاعات واحدة متناسقة موحدة، تمنح فضاء العرضة موسيقاها ونغماتها الجميلة، بحيث يؤدي ذلك إلى أطرب كل من في الحفلة بدءاً من الشاعر، إلى العراضّة في الميدان، ثم إلى الجمهور المحتشد الذي يحضر للاستمتاع بحفلات العرضة.

قديماً وحديثاً
وأضاف سعيد آل خبتي قائلاً: ويمكن أن يضاف إلى كل ما تقدم آلة اسمها الزلفة وهي بوق يصدر صوتاً معيناً وكذلك المزمار، وهذا يكون بحسب طلب صاحب الحفلة، وبذلك نرى أن كل هذه الأدوات هي نوع واضح من التطوير الذي طرأ على الزير المصاحب للعرضات، وهنا يكمن العزف بين الحاضر والماضي، حيث لم يكن في الماضي إلا أداة واحدة هي ا لزير الذي يدق أو يطرق عليه شخص واحد فقط، وأحياناً يكون هناك صعوبة حتى في الحصول على الزير قديماً، وقد لا يكون الجلد المصنوع منه من النوع الجيد، أما الآن فإن الأنواع والأصناف قد تطورت كماً وكيفاً، وصار هناك فرق خاصة جاهزة ومدربة للزير، وهناك يكون الفرق بين زمان والآن.

الدفّ والزلفة
وأضاف سعيد آل خبتي يقول: هناك من أصحاب الحفلات الذين يدعوننا من يطلب أن نضيف له دفان مثلاً بدل الدفّ الواحد، لأن الدفّ أو الطار يصنع نغمات إضافية جمالية، وهناك من يطلب أن نضيف له آلة (الزلفة) وهي شبيهة بالزير، ولكن الطارق عليها لا يضعها على الأرض مثل الزير، بل على بطنه بعد أن يربطها في وسطه ثم يطرق عليها بيديه وليس بعصاتين.
الأورج في العرضة
ثم قال لي سعيد آل خبتي في ختام هذا الحوار السريع معه: إن هناك من يطالبنا بادخال آلة (الأورج) غلى فرقة ومجموعة الزير، لاعتقاده أن ذلك يضيف إلى نغمات الزير والعرضة مجالاً آخر، وهؤلاء الذين يطالبون بـ(الأورج) وهو آلة موسيقية غربية كما هو معروف هم من الشباب.. لكنني في حقيقة الأمر أرفض ذلك لسبب بسيط وبديهي، وهو أن ادخال آلات موسيقية إلى فرقة الزير سوف يخرجها حتماً عن معنى الأصالة الذي امتازت به وتفردت به دائماً، والزير كما هو معروف من الآلات التراثية الأصيلة المتوارثة والمصاحبة للعرضة، ولا أرى في حقيقة الأمر أن نفتح الباب لادخال أدوات موسيقية عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *