اقتصاد

سعت للخروج من عزلتها بشراء حلفاء في آسيا.. بعد 5 أشهر من المقاطعة.. ملايين قطر تتبخر وآمالها تتبدد

جدة ـ البلاد

تعاظمت الخسائر على الاقتصاد القطري، مع دخول المقاطعة العربية شهرها الخامس بسبب تمسك الدوحة بدعم التنظيمات الإرهابية، وللخروج من عزلتها سعت قطر لشراء حلفاء والبحث لها عن دور إقليمي، وذلك من خلال انتهاج سياستها المفضلة وهي “استراتيجية دفتر الشيكات” في ظل استمرار مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

وسلطت وسائل إعلام أجنبية الضوء على معاناة الاقتصادي القطري، وقالت ان تعنت الدوحة وعدم تلبية مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، افقد اقتصادها 51 مليار دولار منذ بداية الأزمة.

وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الاجمالي لقطر خلال العام الجاري بواقع 0.9% ليسجل 2.5%، مقابل توقعاته السابقة عند 3.4%.
كما خفض معهد التمويل الدولي تقديراته لنمو الاقتصاد القطري الى 1.3% بالعام الجاري بدلا من توقعاته السابقة عند 2.2%.

فيما اشارت تقارير اقتصادية دولية الى توقف رؤوس الأموال الاستثمارية عن استكمال خططها ومشاريعها في قطر ما دفع الدوحة نحو الاقتراض، وطرح مزيد من ادوات الدين في السوق العالمية، على الرغم من ارتفاع حجم الدين الخارجي الذي بلغ ما نسبته 150% من الناتج المحلي الإجمالي.

وحسب وكالات انباء عالمية فان الدوحة تعتزم جمع تمويل تبلغ قيمته نحو 9 مليارات دولار على الأقل من بيع الصكوك، ما ينبئ بزيادة جديدة في حجم الدين الخارجي الذي يهدد الاقتصاد القطري.

وقامت كبرى مؤسسات الائتمان العالمية منذ اليوم الأول للمقاطعة بخفض تقييمها لعدد من المؤسسات القطرية المهمة فخفضت موديز نظرتها المستقبلية لـ9 بنوك قطرية الى سلبية.

واودعت حكومة قطر نحو 7 مليارات دولار بالبنوك المحلية في يوليو لتعويض استمرار التدفقات النازحة من الجهاز المصرفي القطري.

وهبطت الاحتياطيات الدولية والسيولة بالعملة الأجنبية في مصرف قطر المركزي في الربع الثالث من 2017 بنسبة 11.4% تقدر بـ16.7 مليار ريال (4.6 مليار دولار).

واظهرت بيانات مصرف قطر المركزي ان اجمالي الاحتياطيات الدولية والسيولة سجلت في سبتمبر 129.6 مليار ريال (35.6 مليار دولار)، وهو أدنى مستوى في 6 سنوات، مقابل قيمتها في نهاية يونيو السابق عند 146.3 مليار ريال (40.2 مليار دولار).

ادى تراجع ثقة المستثمرين بالاقتصاد القطري إلى هبوط صافي ربح 44 شركة مدرجة في البورصة خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وحسب احصائية بلغت ارباح الشركات الـ44 في الربع الثالث من 2017 نحو 9.30 مليار ريال ، مقابل ارباح تلك الأسهم بالفترة المناظرة من العام الماضي البالغة 9.32 مليار ريال

وهبطت تداولات بورصة قطر في شهر أكتوبر الماضي، محققة 10.5 مليار ريال (2.8 مليار دولار) خسائر سوقية.

جاء ذلك بعد قلق المستثمرين من التعامل على الأسهم القطرية نتيجة تراجع مؤشرات الاقتصاد والتصنيفات السلبية الممنوحة للبلد.

وتقلصت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة بنسبة 2.31% لتسجل بنهاية أكتوبر 444.1 مليار ريال، مقابل 454.6 مليار ريال في ختام سبتمبر السابق.

وسحبت دولة قطر نحو 20 مليار دولار من صندوقها السيادي لمحاولة تخفيف تبعات المقاطعة وسد شح السيولة في المصارف.

وقال وزير المالية القطري علي شريف العمادي، في تصريحات لصحيفة “فاينانشال تايمز”، إن بلاده لجأت لودائع الصندوق لتوفير سيولة بالبنوك القطرية؛ حيث تراجعت ودائع الأجانب بنحو 30 مليار دولار.

وكان العمادي قد اعلن ان 20 مليار دولار أخرى سيتم ضخها في السوق القطرية قريبا من صندوق الثروة السيادي، بخلاف ضخ أموال سائلة في النظام البنكي القطري.

وباع الصندوق السيادي القطري في الفترة الأخيرة حصصه في كل من مصرفي “كريدي سويس” و”ذا سويس بنك” وشركة “روسنفت” الروسية للطاقة و”تيفاني آند كو”.

وهبطت استثمارات الحكومة القطرية في سندات وأذون الخزانة الأمريكية بنهاية شهر اغسطس الماضي الى 203 ملايين دولار، متراجعة بنسبة 85% (1.2 مليار دولار)، آخر 3 أشهر؛ حيث كانت 1.38 مليار دولار بنهاية مايو الماضي، بما يعني تسييل 85% من رصيدها.

وبذلك تكون حيازة قطر من سندات الخزانة الأمريكية قد تراجعت خلال شهر أغسطس بنسبة 57% (270 مليون دولار)، حيث كانت 473 مليون دولار في نهاية يوليو الماضي اي انها سيلت 57% من رصيدها في شهر.وانكمشت ودائع العملاء الأجانب لدى البنوك في قطر في اغسطس، وغالبيتها العظمى في صورة ودائع بالعملة الأجنبية، إلى 157.2 مليار ريال (43.2 مليار دولار) مقارنة مع 170.6 مليار ريال في يوليو.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن مصارف قطر تواجه ازمة حادة في الوقت الراهن نتيجة نزوح الودائع الأجنبية ما أثر على حجم السيولة المتداولة.وتتوقع الصحيفة الأمريكية أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من تراجع أرصدة الودائع الأجنبية بمصارف قطر، نظرا لاستبعاد المحللين تجديد العملاء فترة إيداع أموالهم عند حلول موعد استحقاقها.

وبعد موجة إنفاق عسكري خلال الأشهر الأخيرة، اتجهت الدولة الخليجية الصغيرة شرقاً لتوثيق علاقتها بدول شرق آسيا، حيث اتفقت شركة الخطوط الجوية القطرية على حيازة حصة في شركة الطيران الوطنية في هونج كونج “كاثي باسيفيك إيرويز المحدودة”، حسب مقال نشرته وكالة “بلومبرج” الأمريكية لمحررها الاقتصادي ديفيد فليكينج.

ومن المقرر أن تشتري الناقل الجوية الشرق أوسطية 9.6% “كاثي باسيفيك” من شركة “كينجبورد كيميكال هولدينجز” المحدودة التي تتخذ من هونج كونج مقراً لها، وشركات أخرى شقيقة بقيمة 5.16 مليار دولار هونج كونج (662 مليون دولار).

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر إن هذا الاستثمار “يدعم استراتيجية الاستثمار في الخطوط الجوية القطرية”.

واوضح أن 15٪ فقط من أسهم كاثاي يتم تداولها، حيث تمتلك مجموعة “سواير” وشركة الطيران الوطنية الصينية “آير تشاينا” المحدودة 45٪ و30٪ من الأسهم على التوالي، وانخفضت الأسهم التي يجري تداولها بنسبة 4.9% في هونج كونج، وتراجعت لأسوأ أداء في 6 أشهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *