بغداد ــ وكالات
منذ إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية العراقية، بدأ الحراك سريعاً بين الكتل الفائزة بالانتخابات لتشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان، التي تستطيع أن تمضي بسهولة لتمرير التوليفة الحكومية المقبلة.
وأعلن تيار الحكمة العراقي الذي يتزعمه عمار الحكيم، أن الساعات الـ72 المقبلة ستشهد تشكيل تحالف حكومي يضم 4 ائتلافات شاركت في الانتخابات البرلمانية العراقية قبل أيام
وأكد المتحدث باسم تيار “الحكمة” محمد جميل المياحي، في تصريحات صحفية، أن تحالفا مرتقبا سيعلن عنه خلال الأيام الثلاثة المقبلة بين “الحكمة” وكتلة “سائرون” بزعامة مقتدى الصدر و”النصر” بزعامة حيدر العبادي، و”الفتح” بزعامة هادي العامري.
وأضاف المتحدث أن المباحثات مع زعيم ائتلاف “الوطنية” العراقي إياد علاوي جارية للانضمام إلى التحالف.
وكانت قائمة سائرون التي يقودها الصدر قد فازت، بأكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان العراقي، حيث حصل على 54 مقعداً من أصل 329.
وبين المياحي أن امتلاك الكتل الأربع لغالبية المقاعد البرلمانية دفعها للاجتماع لإيجاد الصيغ المشتركة في رسم ملامح الحكومة القادمة، مشيراً إلى أن هذا ليس بمعنى إبعاد بقية المكونات، بل على العكس نحن نسعى لإشراك جميع الفئات في حكومة أغلبية وطنية ترعى مصالح جميع الفئات.
وأضاف المياحي أن الشيء الأهم في المباحثات هو البرنامج الحكومي وآلية إدارة الدولة وتصحيح المسارات السابقة، لإيجاد الأسس والمبادئ التي ترتقي من خلالها الحكومة لتقديم أفضل الخدمات للمواطن، مشيراً إلى أنه لم يتم ترشيح أي اسم خلال المباحثات لرئاسة الوزراء والكابينة الوزارية المقبلة.
فاللقاءات التي جمعت الصدر خلال الخمسة الأيام الماضية بزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، وآخرها مع هادي العامري زعيم قائمة الفتح، توضح أن المباحثات الجارية تهدف إلى إيجاد المشتركات بين الكتل السياسية.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي حيدر الساعدي إن التغريدة الأخيرة لمقتدى الصدر بعد لقائه العامري، تبين أن التحالف الرباعي قد لا يرى النور، إذ بين الصدر أن السلطة التنفيذية المقبلة يجب أن تكون قريبة من المواطن وبعيدة عن ضجيج الحرب وأزيز الطلقات، مضيفاً أنه لا بد من كسر فوهة البنادق، ما يعني ذلك أن لا تقارب مع الفتح الذي يمثل الجناح السياسي لميليشيات الحشد الشعبي، لا سيما أن قياديي الفتح كانوا أشاروا في مناسبات عديدة حول بقاء القوة العسكرية للحشد كشرط للمفاوضات مع بقية الكتل من أجل بناء التحالفات.
وأضاف الساعدي أنه “وفق حديث الصدر عن سعيه لتشكيل حكومة أبوية ترعى مصالح جميع الفئات فذلك يعني انها بعيدة عن المحاصصة والتحالفات الطائفية، فمن المتوقع أن يتجه الصدر إلى تفاوض مع قوى سنية وكردية خلال الأيام المقبلة”.
وتشهد الساحة السياسية حراكا واسعا بين جميع الأطراف السياسية لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ متطلبات المواطن العراقي وبعيدة عن السياسات المنتهجة من قبل الحكومات السابقة.