يا سيدي :
دعنا من سفر الأشواق
ومن غربة الصمت
ومن أنين اللحظات
ومن فقدان الاتجاهات بوصلة الحياة
ومن ظلمة المكان
ومن آسر الثواني
وقيود التشتت
وأرصفة التداعي
وانشطار الذاكرة
وتداعي الحنين
ومن موج الحرقة الآسر
ومن الضياع الذي يحتوي كل شيء
ومن نداءات الفقد
ومن عتمة الليالي
ورحيل الود
وغرق مراكب الفرح
وتحطم المشاعر
ومن الجراح النازفة التي تودعنا سجن البعد
وتحطم كل أشرعة الحنين
سافر بنا صوب أحساس يبحر في مدن التوهج
وعطر يفوح أريجاً
يحيط الوقت
لتغرد لنا البلابل
ونحجب غيوم الغربة
وإلى مدن يزهر فيها الأمل
وتشع شمس الدفء في حناياها
لنغرق في أفياء الحنان
لتمطرنا الدقائق بالبهجة
وننسى كل أحساس شارد
خذنا معك
صوب واحات يغرد فيها النسيم
وترفرف رايات الفر ح
ويغمر الشوق كل مدى
وتمتزج كل المعاني
دعنا نرتبط في سماء العطاء
تدفعنا شلالات الحب
ليكتسي كل شيء الاخضرار
ويحل الربيع بالأزمنة
ليضيء منارات الحلم
وتشع شمس البهجة
في كل المسارات الباحثة عن الدفء
يا سيدي : المستوطن في واحات الغربة
ها هي الأيادي تمتد لك تبحث عن دفئك
وعن موج حنانك الغامر
وشلالات حبك الندية
وروعة همسك الساحر
ونداءات الحنين التي ترقص على شفاهك
وتغريدك النابض الذي يحملنا للبعيد
لنحلق في رحابك
يحتوينا الندى
ويغشانا سحاب شوقك
لتمطر الدقائق بهاء
فتتدفق كل الشلالات
فتبقى أنت نبع وقلب مليء بالحنان
يمنحنا ألق الحياة
•• عازف شجن
السعودية
