متابعات

زيارة ولي العهد تعزز الدور السعودي المصري لمصلحة قضايا الشرق الأوسط

القاهرة – عمر رأفت – الرياض-واس
بترحاب رسمي وشعبي وإعلامي كبير استقبلت مصر ضيفها الكبير صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، في ثالث محطة له ضمن جولته الخارجية التي شملت دولة الإمارات العربية ومملكة البحرين ، كما يزور سموه تونس والجزائر قبيل مشاركته في قمة مجموعة العشرين.

وكان فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل سمو الأمير محمد بن سلمان في مطار القاهرة ، وهي الزيارة الثانية لسموه خلال عام واحد، مما يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين وحجم التعاون القائم بينهما، إضافة الى التنسيق والتشاور المتبادل في مواجهة التحديات المشتركة وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسِّلم الدوليين.
من ناحية أخرى، أكدت سفارة المملكة العربية السعودية بالقاهرة، ان المملكة تواصل جهودها في محاربة الإرهاب جريمة وفكرًا، ساعية عبر العديد من الوسائل الحديثة إلى اجتثاث بذرة هذا الفكر الضال من جذورها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يروجها الإرهابيون، وتحصين الشباب عبر برامج وقائية وعلاجية متنوعة كتلك التي يقوم بها مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع السعودية.
وقالت في بيان لها الثلاثاء، ان المركز الذي يرأس مجلس أمنائه سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، انطلق في 30 أبريل 2017م، برسائل تنويرية عبر شبكات التواصل الاجتماعية بغية شرح أهدافه التي أنشئ من أجلها باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية.
وفي هذا قال محمد حامد، الخبير بالشأن الدولي، إن زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر تأتي في توقيت مهم لبحث قضايا المنطقة ، مؤكدا أن الرياض والقاهرة حجر الأساس لاستقرار الشرق الأوسط بجانب الامارات العربية المتحدة.
كما قال الدبلوماسي المصري السابق، محمد المنيسي، إن الزيارة تأتي أيضًا في توقيت هام بالنسبة للبلدين، واعتبر أن محمد بن سلمان يزور بلده الثاني، وأن المملكة تعرف قدر مصر على الصعيد العربي والدولي ، مؤكدا أن العلاقات بين القاهرة والرياض تمر بفترة مميزة للغاية، خاصة بعد الزيارات المتبادلة بين البلدين، والتي تؤكد مكانتهما وتقدير كل منهما للدور المشترك.
• علاقات متميزة •
تتميز العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية بمكانة عالية لما تتمتعان به من موقع على الخريطة السياسية والجغرافية جسد ثقلها على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية .
كما تمتاز المواقف بين البلدين الشقيقين بتطابق الرؤى واتفاق حول القضايا الإقليمية باختلاف جوانبها، وبما تشكله من علاقات عميقة وقوية وتاريخية واستراتيجية، لا تشوبها شائبة، وتزداد متانة وقوة وصلابة في المستقبل – بعون الله – في أفضل حالاتها بدعم من قيادتي البلدين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وفي السياق التاريخي فقد شهد جبل رضوى شمال غرب المملكة أول لقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – تغمده الله بواسع رحمته – بالملك فاروق ملك مصر، عام 1364هـ الموافق 1945م، وضعت خلاله السياسة الثابتة لمستقبل العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر، حيث تطابقت وجهات النظر بين الملك عبد العزيز والملك فاروق تجاه الجامعة العربية، ووافق الملك عبد العزيز على بروتوكول الإسكندرية، وتمخض لقاؤهما عن موافقة الملك عبدالعزيز بشكل نهائي على انضمام المملكة العربية السعودية للجامعة العربية.
وفي 27 أكتوبر عام 1955م وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ .
وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتؤكد الزيارات والاتصالات المتبادلة بين قيادتي البلدين عمق العلاقات بين البلدين وشعبيهما نحو مزيد من التقدم والنمو وتحقيق التطلعات.
وتؤكد الزيارات المتبادلة بين القيادتين في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ففي 16 /3 / 1987 م قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – حينما كان أميراً لمنطقة الرياض آنذاك بزيارة لجمهورية مصر العربية لافتتاح معرض المملكة بين الأمس واليوم في القاهرة.
وعقب توليه مقاليد الحكم ـ رعاه الله ـ توالت اللقاءات الرسمية بين القيادتين، حيث عقد في 10 جمادى الأولى 1436 هـ مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، والتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة ومصر، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات.
وفي 08 جمادى الآخرة 1436 هـ زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مترئسًا – أيده الله- وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية والتقى لدى وصوله فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي .
وفي 13 رجب 1436هـ استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.
وفي 15 شوال 1436 هـ أكد خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في اتصال هاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية (إعلان القاهرة) وما يحمله من مضامين عليا ومهمة للأمتين الإسلامية والعربية وأن العلاقة بين البلدين الشقيقين استراتيجية وتكاملية.
وفي 29 محرم 1437 هـ استقبل خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – بمقر مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
وجرى توقيع محضر إنشاء مجلس تنسيق سعودي / مصري، لتنفيذ إعلان القاهرة، والملحق التنفيذي المرافق للمحضر، ووقعه معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، وعن الجانب المصري معالي وزير الخارجية الأستاذ سامح شكري.
وفي 29 محرم 1437هـ وجّه خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – الخطوط الجوية العربية السعودية باستمرار تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ من الرياض وجدة دعماً للسياحة في جمهورية مصر العربية الشقيقة، مؤكداً – حفظه الله – ثقته التامة بالأمن المصري والجيش المصري وحكومة مصر في حماية أمن واستقرار جمهورية مصر العربية الشقيقة تحت قيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وفي 1 جمادى الآخرة 1437 هـ عقد خادم الحرمين الشريفين اجتماعاً مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش المناورة الختامية لتمرين “رعد الشمال” التي أقيمت بحفر الباطن وشارك فيها عدد من الدول الشقيقة.
وفي 29 جمادى الآخرة 1437 هـ عبرت الرئاسة المصرية عن ترحيبها الكبير قيادةً وحكومةً وشعباً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – ومواقفه المُقدّرة والمشرفة إزاء مصر وشعبها، التي تعكس خصوصية العلاقات السعودية المصرية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة وتاريخ مشتركٍ ومصيرٍ واحد.
وفي الأول من شهر رجب 1437 هـ قلد فخامة رئيس جمهورية مصر العربية بقصر الاتحادية أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قلادة النيل.. أرفع الأوسمة تقديرا له – حفظه الله – لما قدم من خدماته إنسانية جليلة.
وعبر الملك المفدى عن أهمية زيارته لمصر بكلمة جاء فيها (( لقد حرص الملك المؤسس عبد العزيز – رحمه الله – على ترسيخ أساس صلب للعلاقات السعودية – المصرية، وكانت زيارته إلى مصر عام 1946م هي الزيارة الخارجية الوحيدة التي قام بها طيلة فترة توليه الحكم، ما أكد الأهمية الكبيرة التي كان يوليها – رحمه الله – لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة، ولقد وقفت المملكة العربية السعودية منذ ذلك التاريخ إلى جانب شقيقتها جمهورية مصر العربية بكل إمكاناتها وفي مختلف الظروف، ما جعل بلدينا حصناً منيعاً لأمتنا العربية والإسلامية)).
وقد شهد خادم الحرمين الشريفين خلال تلك الزيارة وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، شملت اتفاقيات قروض مشروعات تنموية في مجالات الطاقة والتنمية والكهرباء وتجنب الازدواج الضريبي، والصحة، والنقل البحري والموانئ والزراعة والإسكان والتجارة والصناعة ومكافحة الفساد والتعاون التعليمي والثقافي بالإضافة إلى تعيين الحدود البحرية بين البلدين.
وفي 02 رجب 1437 هـ زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – جامع الأزهر، واطلع على تصاميم وعناصر مشروع إعادة تأهيل جامع ومشيخة الأزهر الأثرية الذي بدأ العمل فيه بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – ووضع أيده الله خلال الزيارة حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية لطلبة الأزهر. كما شهد خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر عابدين في القاهرة توقيع مجموعة من الاتفاقيات شملت إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار برأسمال (60) مليار ريال بين صندوق الاستثمارات والكيانات التابعة له والمتفقة معه والحكومة المصرية والكيانات التابعة لها والمتفقة معها، ومذكرة تفاهم صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية ووزارة التعاون الدولي في جمهورية مصر العربية لإنشاء منطقة اقتصادية حرة في شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين وزارة التعاون الدولي في جمهورية مصر العربية والصندوق السعودي للتنمية ، وهذه الاتفاقيات ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبة جزيرة سيناء.
وأكدت زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر في يوليو 2015، حرصه ـ رعاه الله ـ ، منذ توليه مقاليد الحكم على استمرار تكامل العلاقات السعودية المصرية ، وتأتي تتويجًا لهذه العلاقة بين البلدين الشقيقين وزيادة في توافق التوجهات في مجمل القضايا العربية وتكاملها تحقيقًا للآمال العربية والإسلامية بفضل هذا المستوى من التنسيق الدائم.
وفي شهر جمادى الآخرة 1439 هـ، وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بزيارة لجمهورية مصر العربية، وذلك استجابة للدعوة المقدمة لسموه من فخامة رئيس جمهورية مصر العربية التقى خلالها بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وقد شهدت الزيارة توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم استثمارية، شملت مجال حماية البيئة والحد من التلوث، وإنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وتفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وبرنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في جمهورية مصر العربية، والهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية.
وقد صدر بيان مشترك في ختام الزيارة شدد على الروابط العميقة التي تجمع بين البلدين وبين شعبيهما الشقيقين، والوشائج الأخوية الراسخة التي تربط بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وتعزيزاً للعلاقات العريقة الاستراتيجية والمتميزة بين البلدين.
وتؤكد الحقب الزمنية المتتالية التي شهدت قفزات متسارعة في العلاقات بين البلدين أن ما أسس تلك العلاقات كان هو الإيمان الراسخ من قيادتيهما بضرورة تفعيل أواصر الأخوة في الدين والعروبة.
وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – وفخامة الرئيس المصري، ستتواصل تلك القفزات لتصل إلى مراحل مهمة تحقق لشعبي البلدين ما يصبون إليه من تطلعات ورقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *