تمنيت أني لم أفق مُنذ ميلادي الأول ولم أحتفيّ بهذهِ الحياة ولم أتنفّس هذهِ الأوجه أمامي
كأول مشهد يأتيّ قُبالة عيني الصغيرة ,أول بُكاء شرِس أطلقته كانَ خـوف
كانَ جسدي بارد جداً وكانت أمي تسقيني من ثديها ماءً أبيض لنُمو الطفلة ومعاشها ..
قررّت أن ابتدي عُمري وأنا لا افقّه شيءً بهذه الحياة ولم أتجاوز العام الأول
إلا وبدأت أول صَوتْ \" مـامـا , بـابـا \"
علِمت أن كُل الأسماء الجميلة تعني الأُم والأبّ وأن الوطن هُمـا ,
الحياة مُنذ العام الأول فـرح وشوق لأن يحملني الجميع
وأنا ارسُم على شفتايّ ابتسامه عريضة جداً ,
صدّقت الكذبة الأولى أن ليس هُناك صبيّة مستعارة بعد طفولتها
وهاأنا آنذاك فقتُ من براءة العُمر الصغير العُمر الذي ليس عليّ ذنب اكترثهُ في ربِيعه
أصبحت الآن مُشرنقة وأغضب جداً واُخطيّ تارة وتارةً أعود لمُزاولة الخطأ بِ خطأ آخر
إذن أنا الآن صبيّة بلغت من البؤس ما الله بهِ عليم ,
لازِلت أرى الكِبارَ أطفالا والأطفال وُرودً , أنا ابنة تمُوز وصديقة فبراير
وأنا أغنيه سقطت من حُنجرة نشِزهة ..
أعلم أنّ هذا النص بِ رائحة الموتى وأنّي أفكر كثيرا
كيف لـ صبّيـة ًكمايْ ترحل من عملها لـ تعمل بائعة للورد في الطريق الوعرّ .
أتنفسُ ألمـاً وأمنية حتىّ الآن لم يحين اجلها ,
رُبما أنها ليست لي ّ ورُبما أنها خُلقت لأكتب عنها
أنا بلغتُ من العُمر عتيّا وشابّ رأسي وبدأت أول عُكاز اهتري بهِ
في عقلي .. \" نسيان \" الأحداث
لن أقول هذهِ المرة زهايمر ولكن زهرة في رأسي ماتَ نُموها ففقدت الذاكرة
برائحة الأشياء الجميلة ,
أعلنت الانسحاب وانيّ في الغياب أحد أفراد السراب ,
ربما تُشرق شمسيّ بـ دُعائكم ..
نوف بنت عبدالكريم