علي محمد الحسون
•• يوم – الزلزال – هذا ما تعورف عليه يومها في المدينة المنورة.. كنا مجموعة من الأصدقاء تعودنا الجلوس في ذلك المقهى في شارع – المناخة – الشهير في المدينة المنورة كان جلوسنا يبدأ من بعد صلاة العشاء شبه يومي وذلك – القهوجي – ضخم الجثة – لكنه سريع الحركة لممارسته – كرة القدم – في نادي أحد يرحب بنا ترحيباً خاصاً اسمه “عوض”.
لكن في تلك الليلة فجأة طلبت من الإخوة الأصدقاء الذهاب الى مقهى – الطوال – في عروة وبالفعل ذهبنا الى هناك، وعند الساعة الثالثة صباحاً عدنا لنفاجأ بذلك الزحام من الناس الصارخين وتلك السيارات المتوقفة على مدخل – شارع السحيمي – وعلى مسارات شارع المناخة.. لم نعرف “لوهلة” ماذا حدث وبعد لحظة اعتقد انها طالت تذكرنا بأن هناك كانت توجد عمارة.. وكان تحتها ذلك – المقهى – الذي اعتدنا الجلوس فيه.. تبادلنا نظراتنا في ذهول.
كان ذلك في شهر شعبان من عام 1385هـ ، وعلى ما أذكر في الثلث الأخير من الشهر عندما سقطت تلك العمارة الشامخة بأدوارها السبعة والتي كان بها بعض المكاتب كعيادة للأسنان للدكتور عبدالعزيز خريص الذي كان يسامر بعض أصدقائه، واتى اليه أحد الأصدقاء ليخرجه لعلاج زوجته التي تشكو من ألم الضرس اللعين ليذهب معهما الى عيادته تلك لتسقط العمارة، ويذهبوا الى رحمه الله ومكتب جريدة المدينة وبعض الشقق التي كان يشغلها بعض طلبة الجامعة الإسلامية..
كان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز لم يكمل الشهر ان من توليه مسؤولية امارة المدينة المنورة.. ليباشر شخصياً متابعة انقاذ من هم تحت الركام.. فاتت شركة شعشعاه الفرنسية بمعداتها الضخمة لنشل من هو تحت الركام.
الطريف أن حارس العمارة وهو من الجنسية اليمانية.. عندما تم امتلاء خزان المياه الكبير لأول مرة في اعلى العمارة شعر بأن بعض التشققات أخذت في الظهور فكان أن سارع لتنبيه السكان وهو يصرخ صاعداً في “السلم” العمارة تريد تطيح الى أن بلغ السطوح قفز في وسط الخزان لينزل سالماً في وسط الماء.
إنه الزلزال الذي ماد بالعمارة الذي أطلقه البعض على سقوطها أو انهيارها.. وما هو الا زلزال الفساد الذي ظهر فيما بعد.