الأرشيف الثقافيـة

زاويتي الضيقة

[ALIGN=LEFT]امل المرزوق[/ALIGN]

وحده ( …) الذي يعرفني في وقت جدّي، تحدق شاشة الكمبيوتر إلي ممتعضة ..
وتهتف حروف \" الكيبورد \" : إنطلقي
في تلك الزاوية الضيقة : أرمي بعض أثقال الحياة،
وأنثر فيها عبقا ً جديداً من الذكرى ..
صوري المعلقة على الجدران،
إبتسامة الطفولة في صورتي القديمة،
ونظرة الثبات في الحديثة
آه ما أغرب الحياة ..كنت طفلة أود أن أكبر
وصرت شابة أبحث عن الطفولة بداخلي !
تشاركني زاويتي العديد من الأسرار،
أتظاهر بأنني لا أحبها فهي تجعلني أمشي طويلاً حتى أصل خارج القسم وفي الواقع أنني أحبها أكثر من كل زوايا العالم ..
ففيها أتناول فطوري اليومي
وأحياناً وجبة الغداء أيضاً ،
في زاويتي أصنع أخباري الصحافية
وفيها أبكي عندما أشعر بالضيق ..
في زاويتي :
أرمي وجهي لئلا أنظر للعابسين من حولي،
مستائة ومستاء
مستائون في شتى الأشكال .
وحدها زاويتي التي تجمع مقولات شكسبير الرومانسية
وعبارات برنارد شو الساخرة،
فعندما أغيب في إجازة لظروفي الدراسية أو لأخرى مرضية : أحن إليها !
أفتقدها بشدة
تلك الطابعة الكبيرة
وكومة الأوراق التي لا تنتهي
ضحكات الفتيات في القسم ..
وحكاياتنا مع المصادر !
كلها أجدها وأنا هناك في ( مكتبي )
فوحده الذي يعرفني في شتى أوقاتي
٭ شاعرة بحرينية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *