أرشيف صحيفة البلاد

رمضان يشعل سوق الخادمات… والسماسرة يستغلون الموقف

جدة -وليد الفهمي

يظل ارتفاع رواتب الخادمات خلال شهر رمضان وغيره إلى أرقام فلكية لغزًا له أكثر من مفتاح، ففي كل عام ومع قرب شهر رمضان تشتعل أزمة البحث عن خادمة من قبل العائلات للمساهمة في مساعدة ربة المنزل أو الموظفة في أداء مهامها المنزلية، حيث ترتفع بورصة أسهم مؤشر أسعار الخادمات إلى أعلى مستوياتها عبر سماسرة الخادمات مستغلين الطلب الكبير وحاجة الأسر السعودية .

ارتفاع أسعار مكاتب الاستقدام جعل من استئجار الخادمات الحل الوحيد أمام العائلات، واضطر الكثير من الأسر إلى الاستعانة بسماسرة التأجير عبر تطبيق الواتساب ، والذين استغلوا شهر رمضان لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، حيث تتراوح الأسعار بين 2600 ريال إلى 3500 ريال للشهر، كما يمكن استئجار خادمات بالأجر اليومي ” الساعات ” التي تتراوح فيها الساعة الواحدة للخادمة 30 ريال تقريباً ما بين الفترة الصباحية والمسائية ، حيث تعتمد الأسعار على إجادة العاملة للعمل والسمعة لدى مستخدمات الواتساب مؤكدات، أن سوق تأجير الخادمات تنشط هذه الأيام جراء الطلب المتزايد عليهن من قبل بعض الأسر، التي تفضل تأجيرهن بشكل مؤقت خلال الشهر الكريم الذي تكثر فيه الالتزامات الأسرية.

(البلاد) استطلعت الآراء حول هذا الأمر .. بداية، قال مرزوق الغامدي : تأجير الخادمات بات أمر ضرورياً لبعض الأسر التي تعمل بها ربة المنزل بالقطاع الخاص أو العام وذلك لعدم إمكانية التنسيق في انهاء متطلبات المنزل؛ كالطبخ والغسيل أو الاعتناء بها ، مما يزيل عبئا كبيرا على الأسر بمبلغ مالي مقطوع لشهر واحد فقط” .

فيما ألمحت ابتسام الغامدي وهي موظفة بقطاع حكومي إلى أن استئجارها لخادمة يتم في الحالات الطارئة، كما في رمضان والذي يعتبر موسما في كل حالته للجميع حيث إنها تعمل أيضاً في إنتاج الطبخ وبيعه كالأسر المنتجة مما يزيد مدخولها كموظفة ويسد بلا شك جزءا من مرتب الخادمة ويساعدها في انهاء أمور المنزل؛ كالتنظيف و70% من الأمور الأخرى ، داعية في نفس الوقت إلى ضرورة التماس العذر للمرأة السعودية إذا كانت تعمل، وأنه لا حرج عليها من الاستعانة بخادمة لإعانتها على تدبير شؤون المنزل.

أما عبدالرحمن الصالح أوضح ان عملية استئجار الخادمات يعتبر مرهقاً لبعض الأسر ممن تحب الهياط الاجتماعي، وذلك فقط للظهور أمام الآخرين أو الأقارب أن لديهم خادمة فقط لإنهاء أمور المنزل في موسم رمضان. مبيناً أن حالة “الجشع” على حسب قوله في سوق الخادمات، رفعت بلا شك سوقهن كما أن ارتفاع رسوم الاستقدام إلى 20 ألف ريال تقريباً ، وصعود سعر تفويض العمالة المنزلية إلى 1500 ريال على كل تفويض عبر مكاتب معينة هي جزء من الأسباب .

فيما تساءل آخرون لماذا نجعل من شهر رمضان مشكلة؟ ..مضيفين: فلو رشدنا الطعام وعملنا اللازم فقط لشعرنا أنه لا فرق بين رمضان وغيره، ولما أصبح أزمة لنا وللعاملات فهو شهر الخير.. والعبادة، وليس النوم والكسل”.
إحدى الشركات المخصصة بالاستقدام طرحت في شهر رمضان خدمة ساعات محدّدة وأيام محدّدة عن طريق الاشتراك الشهري ، لاتتطلب إقامة العمالة لدى العميل, يتم خلالها إيصال العمالة للعميل في الوقت المحدد واستلامها حيث تمكن الشركة زيارة بيت العميل لمدة ( ١٢ زيارة ) بالفترة الصباحية بـ ١٥٠٠ ريال.

من جهة أخرى أوضحت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في وقت سابق انها تعكف على تنفيذ القرار الوزاري القاضي بإنشاء إدارة الرقابة والالتزام لمراقبة أداء مكاتب وشركات الاستقدام في جميع مناطق ومحافظات المملكة، والرقابة والالتزام على المكاتب والشركات، وتحويل عدد من الموظفين للعمل مراقبين على أداء المكاتب والشركات المرخص لها؛ للتحقق من قيام هذه المكاتب بتقديم الخدمة وفق الأنظمة والتعليمات وبما يضمن حقوق كافة الأطراف.