أرشيف صحيفة البلاد

رمضان في سلطنة بروناي .. عادات واحتفالات

جدة – عبدالله صقر

برونــاي، ومعناها بالعربية “دار السلام” وهي سلطنة، تعتبر من أغني دول العالم؛ لتمتع أفرادها بمستوي معيشي مرتفع، ويعد السلطان حسن البلقية الحاكم التاسع والعشرون للسلطنة،

وهي دولة إسلامية صغيرة تقع على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا.

تنقسم بروناي إلى منطقتين، تفصلهما بلدة لمبانج التابعة لولاية سراوق الماليزية التي تحيط ببروناي بشكل كامل باسثناء ساحل بروناي الشمالي المطل على بحر الصين الجنوبي.

بروناي هي الدولة المستقلة الوحيدة على جزيرة بورنيو، حيث تتقاسم ماليزيا وإندونيسيا بقية الجزيرة .

اللغة الرسمية للدولة هي لغة الملايو، ودر سري بكاوان هي العاصمة، وأكبر مدينة فيها ، تبلغ مساحة بروناي 5,766 كم2 ويقدرمجموع سكانها حوالي 428,000 نسمة …الإسلام هو الدين الرسمي لبروناي .

بروناي تعتبر الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي تطبق الشريعة الاسلامية’

بعد اعلان السلطات أن الشريعة الإسلامية ستطبق تدريجيا في البلاد ، فسنت قوانين في هذا الإطار؛ منها عدم شرب الخمور حتى في الفنادق، كما تلاحظ عمارة اسلامية تتسم بالفخامة الفائقة في بناء المساجد المتواجدة بوفرة في كل الأماكن حتى فوق الماء.

وسلطنة بروناي تتمسك بالعادات الاسلامية ، بخاصه الاحتفال بشهر رمضان الذي تتخذ الدولة من أول أيامه أجازة رسمية، وعادة ما يتحرى رؤية هلاله عبر تليسكوب خارج العاصمة .

وتشهد بروناي مظاهر احتفالية كبيرة خاصة بشهر رمضان؛ حيث تقوم الأسر بتجهيز المنازل قبل دخول الشهر، وفور ثبوت الرؤية يخرج السكان بالشوارع مهللين وتعلق الزينات وتضاء الفوانيس الكهربائية أمام المنازل، كما يسهر الساهرون بعد أداء الصلوات لتناول وجبة السحور، ثم أداء صلاة الفجر بالمساجد

ومن أهم التقاليد الرمضانيه الموروثة في هذا الشهر الفضيل هو حضور السلطان إلى المسجد الكبير للاستمتاع بالإحتفالات الدينيه مع وزارئه، وعامة الشعب، كما يقوم بالمشاركة في إعداد طعام السحور للمصلين.

أما عن استعداد حكومه بروناي لاستقبال الشهر الفضيل فتقوم الحكومة بتخفيض ساعات العمل، وتغلق جميع المطاعم أثناء النهار، وتفتح بعد آذان المغرب.

وعن أهم العادات الشعبية لأهل بروناي في شهر رمضان، فيقومون بتناول إفطار خفيف، ثم يذهبون لأداء صلاه المغرب وصلاة التراويح، ويعودون للمنزل لتناول الإفطار الرئيسي، وهو إما أن يكون الأرز مع اللحم أو الأرز مع أنواع مختلفة من الأسماك مع طبق الشوربة الذي يتوسط المائدة.

وعلي غرار مدفع رمضان في بعض البلدان مثل مصر، فيوجد في بروناي طبل كبير يتم الطرق عليه، ثم تطلق شعلة ذات صوت مدوٍ، وعندها يؤذن للصلاة في المساجد،

وبدل المسحراتي يوجد مدفع للسحور يطلق تنبيها فيوقظ النائمين، وتقوم الأسر بدعوات بعضها البعض ويتم قراءة القرآن وأداء الدروس الدينية عند الصلوات، وتعطل المدارس يوم 27 رمضان احتفالا بمناسبة نزول القرآن.

وفي شوارعها يحمل الأطفال الفوانيس بألوانها الجميلة كما تذهب المرأة لأداء العبادات في المساجد مع اهتمامها بالأسرة وشئون المنزل، كما أنها تتأهب لاستقبال رمضان وعيد الفطر

وتقوم بتجهيز الأطعمة الخاصة وإعداد الكعك، كما يتم شراء الملابس الجديدة للأطفال، ويحرص المسلمون علي أداء فريضة الزكاة وتقديم الصدقات والأطعمة للفقراء والمحتاجين.

ويتميز رمضان في بروناي بشكل عام بهدوء الأجواء وصفائها وإنتشار الروح الدينيه والإجتماعية، في جو يستبق فيه الجميع لعمل الخير والوصول لمرضاه الله- عز وجل.