أرشيف صحيفة البلاد

رمضان في باكستان .. يجمعهم في العبادات وعلى مائدة الإفطار

تعددت الألوان والأعراق والألسنة بتعدد البلاد والشعوب، فاختلفت العادات والتقاليد عبر دول العالم الإسلامي التي يجمعهم راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وفي رمضان من كل عام، يتحول المسلمون في شتى ربوع الأرض إلى كتلة واحدة عملاقة، تهيمن عليها روحانيات الشهر الفضيل، فيؤدي الجميع العبادات نفسها من صيام وصلاة وإقبال استثنائي على فعل الخير ونزعة أقوى للتسامح والتواصل مع الآخرين.
مع حلول أول أيام رمضان في باكستان، تكتسي شوارع البلد حلة إيمانية لا مثيل لها، حيث تطغى أجواء الحشمة والوقار، وتختفي مظاهر السفور، ويزداد إقبال النساء على ارتداء الحجاب.
وتبدو أجواء رمضان جلية في الشارع الباكستاني بالأزياء المحتشمة التي ترتديها جميع النساء، بما في ذلك السافرات. ومن عادة السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير متحجبة في العادة.
وتمتنع النساء عن ارتداء الملابس التقليدية بألوانها الزاهية المزركشة حتى رؤية قمر شهر شوال. بينما يلبس الجميع الملابس الجديدة خلال الأيام الأحادية من العشر الأواخر.
ويشتهر الباكستانيون ببرامج الإفطار الجماعي التي تنظمها المؤسسات الخيرية وأثرياء البلد والجمعيات المدنية لفائدة الفقراء والمحتاجين.
وتتميز المائدة الرمضانية عند الباكستانيين بوجبة إفطار ساخنة يتم اقتناؤها جاهزة وهي عبارة عن خليط من البطاطا وطحين الحمص مع التوابل المقلية وبعض السكريات، كما تتميز مائدة الافطار بعصير “روح أفزا” الشعبي المكون من الفواكه المحلية.
المساجد تكتظ دوماً بالمصلين، كما تفتح أبوابها لإقامة موائد الإفطار، حيث يرسل الصائمون بوجبات الإفطار من موائدهم إلى المساجد القريبة منهم بشكل يومي.
ويحرص الباكستانيون عموماً على الإفطار مع الأهل والأصدقاء والجيران، حيث يحبون التجمع في هذه اللحظات الثمينة. ويمكن للعائلة الواحدة أن تقضي الشهر بأكمله في ضيافة أو بمشاركة آخرين على موائد الإفطار.
ولليلة النصف من رمضان أهمية خاصة عند الشعب الباكستاني، مثل ليلة القدر تقريباً.
رمضان يوحد كل باكستان سواء في الماضي أو الحاضر، بحيث تكاد تختفي الفروق بين الأمس واليوم خاصة على المائدة الرمضانية
وتدب الحركة في الشوارع أمام محلات بيع الباكورة وغيرها من المأكولات الباكستانية التي يفضل الناس شراءها من السوق أكثر، أما بالنسبة للسحور فإنه ما زال يشكل وجبة الطعام الرئيسية، ومناسبة اجتماعية مفعمة بالوئام والإيمان، وتكاد بعض الأسر لا تجتمع إلا عليها طوال العام ويدعى لها الأصدقاء والأقارب. ويتبادل الجيران الإفطار حيث تشاهد الصحون مع الأطفال قبيل الإفطار فيها حبات من التمر وتشكيلة الإفطار المعتادة ليعود الصحن في اليوم التالي إلى أهله محملاً بما لذ وطاب من إفطار الجيران.
وما زال المسحراتي يقوم بدوره التاريخي التطوعي، ومعه الطبلة التقليدية التي يعلن بالدق عليها عن قرب وقت السحور، بينما يتناوب سكان الحي في تقديم السحور له ويتقاضى أجرته من زكاة الفطر في آخر الشهر.
كما أن أهل المناطق الريفية من باكستان، يفضلون الحلويات والمشروبات الطبيعية، وكذلك العديد من أنواع الأطعمة مقارنة بالخيارات الواسعة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق المدنية ممن تتاح لهم الخيارات الواسعة من الأطعمة، ومنها «روح أفزا» و»جامي شامين» و»بودينغ رامين» وهي بعض مكونات المائدة الباكستانية خلال جميع أيام رمضان