الأرشيف الثقافيـة

ركز على إعطاء الأولوية لحقوق المواطنة المتساوية والعدالة .. مؤتمر مؤسسة آل البيت الملكية يدعو لرفض الصراع الطائفي والفكر التكفيري

كتب: إبراهيم عبد اللاه
في إطار العمل على توضيح صورة الإسلام الصحيحة، اختتمت أعمال المؤتمر السادس عشر لمؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، حيث ركز المشاركون فيه على ضرورة إيلاء الأولوية لحقوق المواطنة المتساوية والعدالة، باعتبارها متطلبات أساسية لاستمرار الدول والأنظمة بشكل مستدام.
وقد سلط المؤتمر الذي عقد تحت عنوان: \"مشروع دولة إسلامية حديثة قابلة للاستمرار ومستدامة\" الضوء على الموقف الإسلامي المعاصر من القضايا التي تواجه العالم العربي والإسلامي، خاصة لما تمر به دول العالم العربي والإسلامي في الوقت الحالي، وضرورة تقديم رؤية عصرية لمفهوم مشروع الدولة الحديثة في الإسلام.
ففي أولى جلسات المؤتمر التي أدارها سماحة الشيخ عبد الله بن بيه طرح سماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية ورقة بعنوان: \"حقوق وواجبات غير المسلمين في الدول الإسلامية\"، وطرح أ.د هشام نشابة ورقة بعنوان: \"أية ديمقراطية في العالم الإسلامي\"، وقدم أ.د. عز الدين عمرو موسى وقته التي جاءت بعنوان: \"منظمات المجتمع المدني والفكر الإسلامي\".
كما ضمت الجلسة الثانية التي ترأسها فضيلة العلامة مفتي الديار المصرية السابق أ.د. علي جمعة كلاً من: أ.د محمد المختار ولد أباه الذي قدم ورقة تحت عنوان: \"مفاهيم الدولة الحديثة ومفهوم الدولة الإسلامية\"، وفضيلة الحبيب عمر بن حفيظ وقد كان بحثه بعنوان: \"حقوق الإنسان في الإسلام\"، وقدم الحبيب علي الجفري ورقة بعنوان: \"الخطاب الإسلامي وأثره على مفهوم الدولة\"، كما قدم أ.د. يحيى بن جنيد ورقة بعنوان: \"دور الوقف في بناء الدولة الإسلامية (استلهام التراث والتماهي مع تجارب العالم المعاصر)\".
وتمثلت توصيات المؤتمر في إعادة صياغة العقلية الإسلامية، وتحديد عوامل أزمة الأمة المسلمة، واقتراح منهجية لحل المشاكل بوسائل السلم والحوار والتفاهم وترسيخ التعاون بين علماء المذاهب الإسلامية لتحقيق أقصى مدى للتقريب بينهم، بعيداً عن استخدام الصراع الطائفي والحض عليه في حل المشاكل التي تواجه العالم العربي والإسلامي.
وقد جاء اجتماع علماء الأمة في المؤتمر للتأكيد على أهمية الدور الذي يقومون به للتدارس وبحث مواضيع فكرية شتى وإجماعهم على حل ما يواجه العالم الإسلامي من تحديات معضلات فكرية ألقت بظلالها على الدول العربية والإسلامية جمعاء، فضلاً عن أهمية إعادة مشاعر الألفة والمودة والتراحم بين مكوناتها المذهبية المختلفة.
كما حرص العلماء والمفكرون الإسلاميون المشاركون في أعمال المؤتمر على توحيد الصف ورأب الصدع وجمع الكلمة، من خلال أوراق عمل قدموا فيها تصوراً معيناً لمفهوم الدولة الإسلامية المعاصرة التي تستمد أسباب استمراريتها من خدمة شعبها ومواطنيها، إضافة إلى طرح وجهة النظر الفكرية الإسلامية حول هذا الموضوع، ومقارنة بين المفاهيم الغربية الإسلامية، وسط إجماعهم على أن دول العالم العربي والإسلامي جميعها لها خلفيات واحدة وتجارب متشابهة.
وقد قدم المشاركون تصوراً بأن وجود دولة إسلامية حديثة لا يكون إلا بالهدي الرباني، دون التقيد بالتأويلات الفكرية والتطبيقات التاريخية الماضية مع الانفتاح على التجارب الحديثة والاستفادة منها، والعمل على إبراز تصور إسلامي معاصر لقيم المجتمع ومواجهة قضايا العصر ومشكلاته وتحدياته بمواقف وحلول علمية إسلامية من هدي الكتاب والسنّة.
المؤتمر الذي يعقد بصورة دورية كل ثلاثة أعوام، خلص إلى الدعوة لرفض الطائفية والفكر التكفيري في الصراع السياسي، مؤكداً على حرية الرأي والمعتقد وحرمة دم الإنسان ورفض التوجه التكفيري واستعماله في الصراع السياسي، على أن تحترم إرادة الشعوب في التعبير عن آرائها وأفكارها ضمن القوانين والقيم والمعايير المتبعة.
كما تم ضمن فعاليات المؤتمر تكريم الشيخ الأستاذ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى، بمعية الدكتور الهادي البكوش والإمام الصادق المهدي وسام الكوكبي .
كما منح وسام الاستقلال من الدرجة الأولى لكل من سماحة المفتي السابق الدكتور على جمعة والإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب، ومنح جلالة الملك الأردني وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الأولى لكل من الدكتور عبد الكبير العربي العلوي المدغري، والدكتور مصطفى تسيريتس، والشيخ شكر الله شكر بن همت باشا زادة، والحبيب على زين العابدين بن عبد الرحمن الجفري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *