أرشيف صحيفة البلاد

رغم المنع والمخاطر(الكِدادَة).. مهنة العاطلين.. بيننا ميثاق في التحميل ولايخلو الموقف من الفكاهة لقتل الروتين

جدة – حماد العبدلي

مهنة جديدة قديمة يلجأ بعض العاطلين عن العمل إليها لسد احتياجاتهم المعيشية ,من خلال تحميل ركاب ,ونقلهم من مكان إلى اخر, وتعارف الكل على تسمية هذه المهنة بـ”الكِدادَة”، من الكد على السيارة طلباً للرزق، وبعضهم يعرفونها بـ”مهنة من لا مهنة له”.

وتقف سيارات النقل الخاصة هذه عادة في أماكن معروفة في المدينة، وينادي صاحب كل سيارة بوجهته التي سيسافر إليها، حتى يكتمل نصاب الرُّكاب، فينطلق بهم إلى المكان المقصود بعد أن اتفق معهم على مبلغ معين. واعترف العاملون في “الكدادة” بمخاطر مهنتهم التي لجأوا إليها مجبرين. أحد الشباب العاملين محمد الغامدي في نقل الركاب بسيارته الخاصة عبر عن مخاوفه من السفر، وقال إنه بحث جاهداً عن وظيفة ولكنه لم يجد سبيلاً للرزق إلا “الكد” على سيارته.

حتى يتحصل على الوظيفة على حد قوله ,واضاف الغامدي ان في المواقف التي نتخذ منها تحميل الركاب لاتخلو من حكايات اغرب من الخيال تصل بعضها الى الفكاهة في حالة عدم وجود ركاب نتحايل على بعضنا باننا مسافرون من اجل الوناسه .واعتبر الغامدي ان كافة الكدادة يساعدون بعضهم من حيث تحميل الركاب حسب الاولوية وهذا شي جميل موضحا ان رجال المرور يمنعون تواجدنا في المواقف.
وعدد آخرون أسباباً أخرى وهي أنهم يوفرون على المسافرين الوقت والمال؛ مقابل الوقت الطويل الذي يستغرقه السفر بالحافلة، وغلاء سيارات الإيجار، وصعوبة الحصول على حجز للسفر جواً مقابل مبلغ معقول وهم سعداء من خلال التنقل عبر سيارات خاصة.
وبالرغم من مخاطر السفر بالسيارات الخاصة التي لا تلتزم أحياناً بالسرعة القانونية، وتتعرض لرصد رجال الأمن نظراً لأنها ليست مرخصة، إلا أن كثيراً من المسافرين بالبر يُقبلون عليها غير آبهين، ويعتبرونها خياراً آخر للسفر.دون تعطيل في الوقت على حد قولهم

ويوضح احمد الشيخي ان عامل السرعة في التوصيل يلعب هو الآخر كعامل مساهم بـ”امتياز” في عمليات جذب الركاب، إلا أن هذا الأمر يعد عامل خوف عند بعض الركاب الذين علموا من خلال خبرتهم في طرق هذه الوسائل منذ زمن ليس بالقصير، بعض الكدادة الذين يصفونهم بالمتهورين في قيادة السيارات بشكل جنوني، فلا يختارونهم، ويعرفونهم لكثر السفر معهم.

ويؤكد عبدالله السفري البالغ من العمر 28 عاماً، شاب جامعي من أولئك الذين تخبطهم السير في الطرقات وطرق أبواب الوظيفة والدوائر الحكومية، فبعد أن أقفلت في وجهه أبواب الوظيفة قبل ثلاث سنوات لجأ إلى نقل الركاب بسيارته الخاصة.
يقول «ليس لعائلتي بعد الله من يعولهم غيري، ويوفر لهم لقمة العيش الكريمة ويقيهم شر الحاجة ومذلة السؤال، وهذا العمل رغم صعوبته ومخاطره فرصة لي في كسب المال، ونقل المعتمرين والزائرين من جدة إلى الحرم المكي في مكة المكرمة».
ويضيف: «أصارع المعاناة والتعب بالخروج من المنزل الصباح ولا أعود إليه إلا مع ساعات الفجر.

ويقف عثمان الزبيدي 55عاما، في المكان نفسه مجاهداً في ظروف ليست بأفضل من ظروف زميله يقول «لا سامح الله الديون وغلاء المعيشة، فهما من جعلاني أعمل بالنقل من جدة إلى مكة المكرمة أو إلى المدينة المنورة، فراتبي الشهري التقاعدي لا يغطي حاجات عائلتي وإيجار المنزل الذي أسكنه واشياء اخرى.

واضاف الزبيدي أحاول جاهداً في طريقٍ تملؤه الصعاب توفير حياة كريمة لأهله، وستر حالهم، والصمود أمام ارتفاع الأسعار في كل لوازم الحياة.
ويشير إلى أن بعض الركاب يفضل الذهاب مع المركبات الصغيرة دون الحافلات الكبيرة، إذ إنها أسرع وصولاً إلى مكة وأكثر راحة، يقول: «إن الذهاب في المركبات الصغيرة لكثير من الناس أكثر راحة إلى مكة المكرمة، حتى وإن زاد سعرها، إذ إنها توفر الوقت والعناء، برغم أن الحافلات الكبيرة أقل كلفة وسعرها للفرد الواحد ، إلا أنها متعبة وتصل متأخرة .
ومن جهته يروي سعد السلمي أن المضايقات التي يتعرضون لها تتعلق غالبا بالجانب التنظيمي، ويستطرد السلمي.

بأن الكدادة أخذت منا اكثر من ما أعطتنا من الجانب الاجتماعي، سرقت منا جلسة وجمعة الأهل والأقارب حيث نقضي أيامنا إما في الطرق وقطع المسافات وعند رجوعنا يكون جلوسنا في البيت للنوم والراحة، وعلى الجانب المادي أرهقتنا القسائم خصوصا من ساهر الذي لم يرحم حاجتنا لهذه المهنة»،

وقال: «لا أطالب بإلغاء القانون ولكن نطالب بالنظر في موضوع مضاعفة الغرامات»، وعن قيمة القسائم المسجلة عليه، ذكر أنها تفوق 7000 آلاف ريال. قابله للزيادة.