للمقاهي طابع خاص في رمضان يختلف عن باقي العام
جدة – وليد الفهمي
المقاهي مكان لقضاء الوقت والتسلية ؛ بحيث لا يكاد ينتهي الإفطار خلال شهر رمضان المبارك ، إلا واكتظت المقاهي بروادها كل ومزاجه وغايته ، متنفسا للشباب بعيداً عن ضغوط الحياة المختلفة ، رغم استنزافها الجيوب والرواتب.
وتختلف أسماء تلك المتنفسات في أوساط الشباب ، بين ” القهوة ” و “الكازينو ” و ” الكافي شوب ” ، وأثناء تجوالك في أحياء وشوارع عروس البحر الأحمر ، ستجد المقاهي ؛ بعضها بسيط الديكور والمفروشات وأخرى فيها صالات مكيفة صيفاً وشتاء وشاشات عرض لمشاهدة المباريات ، التي تطيل مكوث الشباب لشرب المعسل والشيشة او المشروبات بمختلف نكهاتها فيما يرفض العديد من الشباب الإدمان عليها.
” البلاد “خلال جولتها في أحد المقاهي المشهورة شمال جدة التقت بروادها للحديث عن اجواء رمضان بها ، والأسعار وأسباب ارتيادهم للمقاهي .
تعديل المزاج
قال تركي المحضار أنه ينفق 900 ريال شهريا من راتبه في المقهى ، في سبيل تعديل مزاجه حسب قوله ، إلا أن التصميم والعزيمة جعلته يقلع عن التدخين ؛ بعدما تعرض لوعكة صحية بسبب الدخان .
وأوضح كل من خالد العوفي وصالح السهلي ومحمد اليوبي ، أنه ليس كل يذهب للمقاهي لتناول المعسل ، وإنما للترويح عن النفوس من ضغوط العمل ومشاهدة بعض مباريات كرة القدم للقنوات المشفرة ، ولتناول المشروبات الساخنة والباردة ، ولعب الورق ، مشيرين إلى ان ما ينفقه الشخص لا يتعدى 800 ريال شهريا، وهو مبلغ بسيط بالنسبة لهم كونهم موظفين لدى احدى الشركات الكبرى .
طابع خاص في رمضان
بينما قال ياسر الزهـراني أن ليالي رمضان تجعل للمقاهي طابعاً ومذاقاً خاصاً ، و تعتبر اماكن يطيب فيها السهر للعديدين الذين يجدون فيها خلال شهر رمضان إحساساً مختلفاً وجواً لا يشبه أجواء المقاهي على مدار السنة ؛ نظراً للاجتماع مع الاصدقاء لتبادل أطراف الحديث و التسامر والتمتع بمشروبات وحلويات تخص الشهر الكريم وتميزه عن سائر أشهر السنة ، مبيناً ان اسعار المقاهي جيده نوعاً ما كونها المتنفس الوحيد لنا .
تكلفة المواد الخام وإيجاز المكان .. سبب ارتفاع الأسعار
وأرجع عمار رمضان مالك سابق لـ ” كافيه” ارتفاع الاسعار إلى عدة عوامل أهمها ؛ ارتفاع تكلفة المواد الخام كالشاي والقهوة والمشروبات وايجار المكان وكذلك رواتب الموظفين العاملين بالكافيه ، منوهاً إلى أنه بتطبيق الضريبة الانتقالية على الكافيهات لمنتجات التبغ ومشروبات الطاقة سوف تعود الفائدة بلا شك على الجهات العلاجية ، مما يسهم في علاج المرضى ممن تضرروا من تلك المنتجات المضرة .
ويرى عمار رمضان ان المقاهي لا تستنزف الدخل والرواتب ؛ اختلاف الأسعار يفرق بين المقاهي الشعبية والراقية واسلوب تقديم الخدمات لمرتاديها .
واختتم بأن لكل شيء في رمضان طابع خاص وروحانية من صفاء القلوب والمحبة والتسامح ، تختلف عن باقي أشهر السنة ، الأمر تجده بكافة نفوس الناس في العالم ، وليس في المملكة فقط .