لعل من أصدق مشاعر الحُب تلك التي تتدفق من أنامل أب لتصُبّ في نهر فلذة كبده لينمو الحُب وتينع أصدق الأحاسيس وتُقطَف أصدق الكلمات ويتلذذ الورق بــ أبجدية قابله للتداول أزمنةً بعد زمنها ؛ الظاهرة الشاعر حمزة شحاتة ترك في صفحة التاريخ الأدبي هذه الرسالة :
**
«ابنتي شيرين، لا تزالين بيننا، وأظنك في غير حاجة إلى البرهان، فصوتك وضحكاتك تملأ أرجاء البيت، إنّ الفراغ الذي خلّفه لنا بعادك عنا سيتسع ويكبر، وهذا يعني لي مزيداً من القلق والعذاب. إنك دائماً أمامي وصوتك ينساب إلى أذني وقلبي رقيقاً حانياً، وأنفاسك تتردّد على وجهي، فتلطّف حرارة إحساسي بالضنك والمرارة والعذاب».
«تشجعي ولا تقلقي ولا تخافي، وتذكري أنّ الحياة سلسلة من الصدمات لا نتغلب عليها إلا بالمزيد من الصبر والقدرة على التكيف، ولا شيء في الحياة يتحقق بغير جهد وصبر وعراك دائم مع متناقضاتها».
«نعم أنتِ هنا ملء فكري وبصري ونفسي وشعوري وخيالي، وملء أملي واعتزازي، لا تدعيني أقلق عليك، وهذا رجاء أيتها الحبيبة الغالية».
«إنّ قلبي يا صغيرتي يتابع خطواتك وأنفاسك، يرفرف حولك سعيداً بما يحسّه من فرحتك بالحياة، شقياً تعساً بما يخشاه عليكِ حتى من حرارة الجو وبرده، ومن قلق لحظة يعرضك له عارض عابر أو خيال بارق. إلى اللقاء
يا حلمي البهيج، يا كل شيء لي».
المُحرر