الأرشيف شذرات

رسائل خريجات الكلية المتوسطة

منذ أن تواصلت الجهود المتعلقة بمتابعة معاملتهن وبالتحديد منذ وصولها لنوافذ النور أعني الديوان ورسائل التفاؤل تملأ كلماتهن رغم مرارة البطالة طول تلك السنوات فإحداهن قالت بعد أن علمت بوصول المعاملة للديوان الحمد لله فالفرح آتٍ رغم ألم الانتظار ويشهد الله أن فرحة أطفالي الأيتام ستكون أكبر من فرحتي لذلك هم كل لحظة يترقبون خبر تعيين خريجات الكلية المتوسطة ؛ في حين تقول أخرى إخوتي الصغار والذين لاعائل لهم بعد مرض أبي غير راتبي الذي لا يتجاوز 850 ريالاً من مستوصف أهلي مازالو يحدقون في شاشة التلفاز أملاً بأن يُعلن خبر مُتعلق بتعيين خريجات المتوسطة خصوصاً بعد أن طرقنا كل وسائل الإعلام والجميع ولله الحمد وقف معنا ؛ في حين تُقسم إحدى الخريجات من خلال رسالتها بأن خبر التعيين أصبح ذلك الربيع الفجّ الذي أنبت الفرحة في منزلي وهو تماماً كيوم العيد الذي يمحو كل هموم العام بحلوله ؛ وتقول رابعة منذ أن شاعت الأخبار الإيجابية عن ماوصلت له معاملتنا الخاصة بالتعيين وأنا كل يوم ازداد تفاؤلاً على تفاؤل وكيف لا أكون كذلك وأوراقنا تصل إلى صاحب القلب الحنون سيدي وأبي وقائدنا خادم الحرمين الشريفين وأقسمت أني سوف أطبع خبر التعيين إن شاء الله بعد صدوره بشكل رسمي وسأزين به غرفتي التي ظلت شهادتي بارزة ومسمّرة في جدارها على مدار عشرين عاماً من الإنتظار .
في السطور أعلاه نقلت نموذجاً من العديد من النماذج التي تصلني على مدار الساعة وتحتضن كلمات تلتهب حزناً وتختلط بمشاعر ( فرح بفرجٍ قريب ممزوج بخوف من إنتظار يطول) لكن لم أجد شيئاً مؤلم بحق كتلك المواطنة التي تكابلت عليها كل الظروف الأسرية والمادية وأجبرتها على ركوب ( النقل الجماعي ) لتنطلق من القريات وتصل للرياض بعد يوم إلا ساعات من السفر بوسيلة تعتبر في زمننا هذا مصنفة من أقل وسائل السفر راحة بل وأكثرها مرارة ؛ فعلت كل ذلك لتقف أمام مسؤول يخاطبها خلال ثلاث دقائق ويعدها بأن قضيتها سوف تـُحل وبذلك الوعد تنتهي المقابلة لتعود (الديم ) وبرحلة سفر لاتقل مشقة عن رحلة المجيء قلت عادت وقد مضي عامين على الوعد بحل قضيتها ولم يتغير شيء ؛ واليوم ما أن وصلتها الأخبار المفرحة بأن خبر ( التعيين ) سوف يكون خلال الأسابيع القادمة إن شاء الله إلا وبعثت لي برسالة وهي تقسم بأنها لاتكاد تشاهد الحروف من شدة مابكت .
ختاماً …. ومن خلال رسائلهن التي تدفقت لصندوق بريدي الإلكتروني كسيلٍ ينهمر يوماً بعد آخر بالمزيد من التساؤلات التي ذابت في علامات إستفهامها الكثير من الأشواق والمزيد من الأحزان المدفونة بل واحتقنت بــ أصوات تبحث عن موطئ قدم النور الذي طال إنتظاره من خلال ( خبر التعيين لهن بلا قيودٍ ولاشروط ودفعة واحدة ) يبقى أملهن بالسماح لأفراحهن أن تنطلق عاجلاً غير أجل.

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عتيق الجهني
[email protected][/COLOR][/ALIGN]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *