أرشيف صحيفة البلاد

رحل سريعاً وترك لى وردته الحمراء

ذهبت إلى محطة القطار فى المساء، وصل القطار بعد دقائق معدوده
ركبت القطار، واسندت راسى على المقعد، أغمضت عيناى لثوانٍ معدودة
سمعت صوت اقدام تقترب، شعرت أن أحدهم سيأتى، آتى شاب وجلس على المقعد المقابل لى
كان شاباً وسيماً، ملامحه هادئه، يبدو فى العقد الثالث من العمر، وضع بجانبه وردة حمراء ..
نظرت إليه ثم شعرت اننى منهكه، فأغمضت عيناى من جديد
مضى بعض الوقت، ثم سمعت صوتاً يقول ..
( اننى احب الحديث إلى الغرباء )
فتحت عيناى ونظرت إلى الشاب الجالس امامى وقلت له
– هل تتحدث إلى ؟
نظر إلى وهو يبتسم وقال لى
– نعم اننى اريد ان اتحدث معك هل تسمحى لى ببعض الوقت ؟
نظرت إليه بتعجب وقلت له
– نعم تفضل ماذا تريد ؟
قال لى
– اننى اشتاق إليها كثيراً واقضى ساعات طويله سيراً على قدمى لأراها صدفه مثلما رأيتها أول مره ..
نظرت إليه باستغراب فشعر باستغرابى وابتسم ابتسامه هادئه وقال لى
– بالطبع أنتِ لا تعرفين عن أي شيء أتحدث
قلت له
– فى الحقيقه اننى لا أفهم شيئاً !
قال لى
– لقد كانت حبيبتى، كنت أحبها كثيراً، رأيتها ذات مره صدفه تعبر الشارع أمامى شعرت ان شيئاً ما يتحرك فى قلبى شعرت لأول مره بالحب ولكنى لم أعرف من تكون،كانت رائعه الجمال ملامحها رقيقه هادئه، مرت أمامى سريعاً وتمنيت أن أراها من جديد لأخبرها كم أحببتها فى دقائق معدودة ..
جلست استمع إليه بأهتمام ثم صمت قليلاً وعاد ليكمل حديثه
– لم أراها من جديد ومازال قلبى يحبها، أحببتها لدقائق كانت هى كل العمر، أحلم بلقاء يجمعنى بها، لا أعرف من تكون ولا أعرف اسمها بل أعرف انها حبيبتى !
صمت قليلاً ثم قلت له
– انه شيئاً لا يصدق، كيف تحب فتاه لا تعرفها !
قال لى
– اننى أحببت روحها التى سكنت روحى، وأعيش على أمل ان أخبرها كم أحببتها !
قلت له
– وان لم ترها من جديد ؟
– سيكفينى اننى يوماً أحببتها !
وساد الصمت قليلاً ثم قال لى بهدوء يجب ان انصرف الآن
قلت له
– مهلاً .. ما أسمك اننا لم نتعرف على بعضنا البعض
ابتسم وقال لى
– ان هذه الوردة أروع من كل كلمات التعارف بيننا، نحن الآن أصبحنا نعرف بعضنا البعض، لقد وهبتينى عمراً من السعاده عندما رأيتك صدفه، ووهبتك عمرى فى وردة حمراء .. وداعاً !
ورحل سريعاً وترك لى وردته الحمراء ..