جدة- البلاد
بعد معاناة طويلة مع المرض.. وبعد محطات فنية متميزة.. رحل الفنان الكبير سراج عمر مساء يوم أمس وترك في ذاكرة المسيرة الفنية المحلية قصة ذلك الشاب الذي انطلق من مسرح الإذاعة والتلفزيون ليكبر مع طموحات تجسدت في حياته ركائز موهبة انطلقت إلى عالم الموسيقى والتلحين والأداء.
فكان الوطن هو ذلك الهدف في بداية المشوار من خلال منصة سراج عمر حيث كانت أنشودة بلادي.. بلادي. ميلاد المنصة الفنية لفنان أبدع من خلالها في ذائقة الكلمة التي صاغها الشاعر اللبناني سعيد فياض. فكان أداء سراج ولحنه لتلك المقطوعة قد شجع على اختيارها للسلام الوطني حتى تم تغييره بالمقطوعة “سارعي للمجد” من كلمات إبراهيم خفاجي وطارق عبدالحكيم، يرحمهما الله.
سراج عمر الذي عاش بهدوء على وتر الحزن والألم والوحدة. ورحل بهدوء شاطئ البحر الذي يحب أن يراه دون مد وجزر من زوايا الشجن. لحن لطلال مداح .. أغنية مقادير.. إضافة إلى العديد من الروائع ومنها: الله يرد خطاك.. ويا حبيبي آنستنا. في حين قام بأداء العديد من الأغاني بمفرده في صناعة مختلفة كان يرى أن العود هو سيد الرسائل الإبداعية في الايصال دون ضجيج بقية الأدوات الموسيقية كما فعل في أغنيته الشهيرة “لا تجرحيني”.. وأغراب التي تنقلت بين العديد من الفنانين بعد طلال مداح. وذلك بنفس الطريقة التي طافت (مقادير) في أشهر ألحانه أكثر من مكان. ليكون له بالأمس آخر مشاويرالحياة. يرحمه الله رحمة واسعة. وأسكنه فسيح جناته. هذا وسوف يتم دفن جثمان الراحل فجر اليوم في مقبرة الرويس ويقام العزاء بمنزله هناك في الحي الذي تعايش معه مكاناً وإنساناً ومن ذاكرته ودع الحياة في تلويحة المقادير.