شاكر عبدالعزيز
خلال مشواري الصحفي أحياناً تكون هناك نماذج مضيئة ومشرقة لابد أن أتناولها ومن هذه الذكريات الجميلة في مشوار (صاحبة الجلالة الصحافة) جاءت الفرصة التي أعد لها البنك الإسلامي للتنمية لزيارة (ست دول) من دول آسيا الوسطى التي استقلت حديثاً عن الاتحاد السوفيتي القديم وقد وجه معالي الدكتور احمد محمد علي الدعوة لمائة وعشرين من رجال الأعمال لمصاحبته في هذه الرحلة لدول آسيا الوسطى وبالفعل تم الإعداد لهذه الرحلة واستأجرت لها طائرة خاصة وبدأت الرحلة مروراً بدبي وإلى قرقيزيا – واذربيجان وتركمستان وألبانيا .. ودعوني أصف لكم هذه الرحلة التي كان في بعضها نوع من الخطورة لأنها كانت في فصل الشتاء والطائرة كانت تتعرض لبعض المطبات الهوائية خلال الرحلة وفي الطائرة فوجئنا بمعالي الدكتور أحمد محمد علي يترك كرسيه في الدرجة الأولى ويأتي إلى منتصف الطائرة ويبقى معنا ليطمئن الركاب في هذه الرحلة التي تتعرض لمطبات هوائية وارتفاعات وانخفضات شديدة.
المهم بدأنا الرحلة وكانت كلها عشرة أيام بحيث نبقى في الدولة يومين أو يوم ونصف وشاهدت العجب في هذه البلدان فهي بلدان إسلامية وأهلها شديدوا التمسك بالدين الإسلامي وهم ينظرون بتقدير إلى القادمين من المملكة العربية السعودية التي تضم قبلة المسلمين في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة .والمسلمون في هذه البلدان التي استقلت حديثاً عن الاتحاد السوفيتي والتي كان يحكمها الحكم الشيوعي المستبد يتطلعون إلى البلدان الإسلامية بشوق وتقدير كبيرين.
في هذه البلدان الستة وجدنا البساط الأحمر يفرش على أرض المطار من الطائرة إلى مدخل المطار لمعالي الدكتور أحمد محمد علي ومرافقيه الذين يعاملونه كرئيس دولة وهم يستقبلونه ويلبسونه “القلنصوة” و”العمامة” مثل ما يقدم بالفعل لرؤساء الدول وتعزف الموسيقى السلام في استقباله لانه من أتى من البقاع الطاهرة.
في البانيا قابلوني بشوق كبير ودخل معي بعض الألبان في نقاشات مختلفة لكي يؤكدون لي أن “الملك فاروق” الذي حكم مصر في يوم من الأيام “ألباني” وهم شعب طيب وفقير لدرجة أنهم يشترون “الموز” بالواحدة وليس بالكيلو.
وفي بلاد التركمستان كانت في انتظارنا مفاجأة كبيرة اعدها الاقتصادي المعروف الأستاذ عمرو الدباغ والذي بدأ الاستثمار هناك حيث اقام لنا حفل عشاء كبير حضره رئيس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين في هذه الدولة.المهم أن الحفل كان حفلاً خاصا يضم الفلكلور الشعبي والاغاني الشعبية لأهل البلد والموسيقى الوطنية والرقصات المحلية.
الرحلة كانت ممتعة وكان علينا ان نشارك في افتتاح عدد من المشاريع الاقتصادية هناك ودشن الدكتور أحمد محمد علي افتتاح عدد من المساجد في هذه البلدان الإسلامية التي استقلت مؤخراً عن الاتحاد السوفيتي وكانت رحلة العودة أوفر حظاً من رحلة السفر وعدنا ومع كل منا وفي جعبته الكثير من الذكريات والقصص الإنسانية عن هذه البلدان التي استقلت مؤخراً وتحتاج إلى دعم معنوي ومادي من البلدان الخليجية وحققت الرحلة نجاحاً ملحوظاً واكشتفت منها سر الحب المطبوع لمعالي الدكتور أحمد محمد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.