الأرشيف شذرات

رحلة مع الحبيب

في دمعتينِ
إلى الحبيبِ مُسافرٌ ..
قلبي بُراقٌ والهوي مِعراجي
أمضى إلى طُهرٍ
يُبدّدُ ذلّتي
نهرُ الذنوبِ مُدججُ الأمواجِ
ما إنْ ذكرتُ نسيمَ طيفِ محمدٍ
نورٌ شفيفٌ
يعتلى أدْراجي
يا بنت وَهبٍ
قدْ حملتِ بنورهِ
ولكم أرِقْتُ بليل ظلمٍ ثاجِ …
في ليلةٍ
حَطّ الوصالُ حمالَهُ
ضوءٌ وأشرقَ في سَما الحلّاجِ
كم مِن خطايا..
تسْتبدُّ بمضغتي
ترتادُ لونَ الحبِ لاستدراجي
قُل هاكَ
تخذلنا الحياةُ بعهرِها
فمتى تَعفُّ النفسُ عن إحْراجي …
هذا الظلامُ
نبيتُ تحت ضروسه
ذئبٌ يسنُّ النابَ .. بين نِعاجِ
كمْ مرةٍ
قَدّ الغيابُ صدورَنا
سهوًا يُحلّقُ والجراحُ تُناجي
وتطاولتْ كلُ الذنوبِ ..
بنصلها لتقدّني
وتقطعتْ أوداجي …
بين ابْتهالتِنا
وبين ذنوبِنا
تنْضو القلوبُ بجمْرةِ الإنْضَاجِ…
كم ضِقتُ مِنْ جهرِ الحياةِ بقبحها
فـ فررْتُ أهْجرُ
صحْبةَ الحجَّاجِ
والرقص في تلكَ الديارِ كأنّه
رقصُ الذّبيحِ
على هشيمِ زجاجِ ؟
كنّا ظلامَ الغافلين
قُلوبُنا ليلٌ طغى ..
مِنْ سكرةِ الأبواجِ
أشتاقٌ عند الصّحو ..
عند النّومِ ..
حتّى نالني مِنْ ضوءِه الثجّاجِ
روحي ترقُّ
أمامَ حضرةِ ذكرهِ
نورٌ وطافَ بظلِ طرْفٍ ساجِ
رَقَّـتْ قلوبُ الذاكرينَ بحبِه
ضاق الخيالُ
بصنعةِ النُّسّاجِ …
أشقى الفؤادَ حنينُه ..
وحنينُه في القلبِ داءٌ
لا أرومُ علاجي
يا أيّها الأُمّي
أنتَ علومُنا
نَجمٌ تبختر في سما الأبراجِ
يا من تزورُ البيتَ ..
عشق محمدٍ
نبضٌ يدقُ بـقلب كلِ مُناجِي
ضَاءَ الجَنَانُ ..
وَحنَّ عند بعادِه
للقُا الحبيبِ بجنّةِ الحُجاجِ …وشمٌ بقلبي
قدْ أعادَ رخاءَه
سرُّ الرّشادِ برحلةِ المعراجِ
ولقولهِ سحرٌ ..
وسحرٌ وامضٌ
ألقٌ يُشعُّ على الفؤادِ الدّاجي
زيّنتُ طفليَ باسم أحمدَ
واسمه درٌّ
ويحْلو في جبينِ التّاجِ
ياليته يلقى بنور حبيبنا
بعضُ المحامدِ
منْ هُدًى وهّاجِ …
مولاي ..
كم تحنو عيونُ مَحبتي
لأخيطَ منها سُترتى وسِياجي
ربّاه
جفّتْ في القلوبِ نَضارةٌ
ربّاه جئْتُ بقلبِ طفلٍ لاجي
مُتنسّكٌ بالحبِّ ..
نَهْرُ سفيْنتي دَمْعٌ جرى ..
رباه هل مِنْ نَاجِ ؟
إنّي زهدْتُ الأرْضَ
منْذُ أتيْته ..
قلبٌ سما يلْتفُّ بـ الدّيباجِ …
أشْتاقه
( لبّيكَ ) ..
كمْ ترْوى الْفؤادَ الْعاشقَ الْمُلْتاعَ بالإدلاجِ
ماذا أرومُ ؟!
وفى الجروحِ تألقتْ ..
روحُ الحبيبِ تُضئُني كـ سراجِ
فلكمْ أرقْتُ بشوْقهِ
بدْرٌ عَلا ..
وبِنوْرِه عَرَفَ الهَوى مِنْهاجي
إنّي أتوقُ الى الحبيبِ
لكم سُقيتُ منَ الذّنُوبِ
بملْحِها الْأجّاجِ
هبة عبد الوهاب
مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *