إنها الساعة الثامنة من يوم الأربعاء
وبين غفوات نومي أوقظني خبرٌ أفجعني
أُعلنَ لي بِصرخه ودموع ورحمه
خبرٌ ألمني
بموت جسد القيت عليه قبلة وداع قبل أن اخلد لِنومي
لم أكن اعلم
إنها آخر قبلة وآخر نظرة سؤلقيها على ذلك الجسد الطاهر
نعم إني فقدت جدي للأبد
لم يكن العزاء وافياً ولا الحزنَ كافياً
فهو مازال خالدا بيننا ولكنه بعيد
ولن أنسى أول يوم عزاء وآخر ساعة في العزاء
بِأحضان عمتي التي أوقظت حُزني المخبأ
بأنين بكاء وحسرة فقدان بدأ مشواره بذكرى وحنين له
مازال معنا وهو تحت التراب
أشياء كثيرة حاضرة بيننا له
أعين أبي مازالت تكسر قلبي
تحمل دموع تملأُ عيناه لم تخرج كافية
وكلماته تحمل عبرات طفل يتيم
قفد أمه سابقا وفقد ابيه الآن
وأيدي والدي هي من تذكرني بجدي
أيدي والدي التي كلما نظرت اليها
دعيت في جوفي يا ربي
أكرمها وطهرها واجعلها شفيعة له
يوم القيامة فهي من خدمة جدي كثيرا وكثيرا
والمنزل مظلم لا أطيق الخروج والدخول
لا أريد ان أمر من تلك الغرفة المتشبعة برائحته
وذلك السرير الذي حضنه طويلا
كلماته ضحكته تصرفاته أهازيجه وحكمته
وكل شيء فيه يتردد في ذاكرتي وبين مسامعي
جدي
ذلك الإنسان الديين هادي الطباع
وقوي الشخصية وحسن الأخلاق
ياآآه كم سنشتاق لك يا جدي
عفواً فأنا اشتقت هل لي أن أراه؟!
مازلت أريد أن أعيش معك وقت أطول
مازلنا نريد أن نخدمك أكثر
رحمة ربي عليك يا طاهر
نعم إنه مات وانتهت أيام العزاء عليه
ولكن مازال جرح فقدانه ينزف وينزف
وآلآم لا يوجد مسكن لها
لن يبرأ ذلك الجرح حتى بعد مرور سنين
سيكون معنا والأثر أكبر وأكبر
دعواتكم له بالرحمة والغفران
ودعواتكم لنا بالصبر والسلوان
احبك يا جدي
حفيدتك نوره بنت عبدالله السويلم