أرشيف صحيفة البلاد

راية سلام

 حنان العوفي

عندما تجد نفسك في معركة ما ولا يهمك من المنتصر فيها ، المهم أن تنتهي على أية حال ، حينها فقط تدرك أنك كبرت واكتساك الشيب ، وهذا لا يعني أنك كبرت عمرا إنما كبرت قناعةً وتسليمًا ، ستجعل شعارك هو راية السلام التي تعني أن خسارة المعركة أو كسبها لا يعنيك ،راية السلام لا تعني دوما معنى السلام ، في بعض الأوقات تعني أن الأصوات المرتفعة أثناء الخلاف تؤذينا لذلك يتحتم علينا الانسحاب ، لا أعرف من القائل” أنت لا تدرك حجم المعارك التي خضتها مع نفسي لأبدو لك بهذا السلام ” لكنني أعرف جيدا أنها حقيقة نعيشها ، راية السلام أحيانا تجعلنا نُظهر عكس ما نُبطن ، نقول خلاف ما ننوي على فعله ، تجبرنا على أن نبدو أكثر لطفًا يقول الشاعر رشيد الدهام:

” الصمت يكفي ويشفي صدر راعيه
لا صار كل الحكي ماله معاني

والقلب ما عاد تعنيه المشاريه
والعين ما عاد تغريها الأماني”

هل يبدو هذا الأمر جيدا، أم أنها خيبة تحولت لراية سلام :

” والخاطر العمس من يقدر يسليه
الناس وإلا الشعر وإلا الأغاني؟!”

تكون بين بشر تعرفهم ويعرفونك وتشعر أنك الوحيد في هذا العالم، فأنت لا تخوض معهم في أمر ، وتُسلم لهم بكل شيء:

” مدري ذكرني زمانٍ كنت ناسيه
مدري ذكرت الزمان اللي نساني”

وتبقى هناك كلمات غير متاح للنشر ، وهذا من قبيل رفع الراية.