أرشيف صحيفة البلاد

ذكرياتي مع حرس الحدود

ابراهيم المدني

 

لاتزال ذاكرتي تحتفظ بذكريات جميلة عن قطاع حرس الحدود من خلال التعامل مع عدد من القياديين والضباط في هذا القطاع الحيوي في المملكة وبدأت علاقتي مع القياديين في عام 1413هـ وفي تلك الفترة كان اللواء غازي البشر قائداً لقطاع حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة وكان مدير العلاقات النقيب عبدالله بن محفوظ وهو الان عميد متقاعد وفي ذلك العام التقيت لاول مرة باللواء غازي البشر وكان من الضباط المتميزين بدماثة الخلق اضافة لمهنيته العالية وحسه الامني القوي وكان حريصاً على التعاون مع وسائل الاعلام وخاصة الصحافة.
وكنت مع الزميل الاستاذ عبدالله الصقير من عكاظ والزميل الاستاذ محمد النوساني من المدينة نشكل فريقاً اعلامياً يحرص على التعريف بنشاطات حرس الحدود وجهوده في حماية الوطن من خلال الحدود البحرية وتقديم الخدمات لمرتادي البحر من مختلف شرائح زوار جدة.
وكان اللواء غازي البشر يحرص على لقاءنا باستمرار وخاصة قبل موسم الاجازات وفي تلك الفترة كانت الانشطة السياحية البحرية متعددة ومتنوعة ففي السنة الواحدة تقام على الاقل من 3 – 5 فعاليات تشمل سباق الدبابات البحري وتنظيف الشواطئ وقاع البحر في المناطق التي يقل العمق فيها عن 200م الى غير ذلك من الفعاليات والتي كانت تجذب الناس للبحر وساهمت مع زملائي في الصحف الاخرى في ابراز دور حرس الحدود.
في كل الفعاليات والانشطة التي يشارك فيها وهو ما نفتقده في هذه الفترة. عموما كانت السنوات التي شغل فيها اللواء غازي البشر قيادة حرس الحود بمنطقة مكة المكرمة مليئة بالعمل السياحي فشواطئ جدة تستقبل الزوار بالفعاليات والمسابقات والانشطة التوعوية المتنوعة وبعد تقاعده اختفت كل تلك المظاهر وكأنها مرتبطة بشخصه وليس بجهاز حرس الحدود ولا اعرف ما هي الاسباب الحقيقية لاختفائها وعدم جدية القيادات التي تولت المسؤولية من بعده في استمرار تلك الانشطة واتمنى ان تعود هذه الانشطة السياحية فهي جاذبة للزوار وفيها متعة للمشاركين. كما اتمنى تفعيل دور العلاقات العامة في هذا القطاع فلم نعد نشهد نشاطاً ملحوظاً بعد تقاعد اللواء البشر وانتقال بن محفوظ لمنطقة جازان فالضباط الذين استلموا المسؤولية من بعدهم اكتفوا بالعمل الروتيني المحدود وينتظرون من الصحافة ان تقوم بكل شيء دون ان تقدم لهم التسهيلات المطلوبة والمعلومات التي يحتاجون لها وهذا يحتاج لأشخاص يهتمون بالجانب الاعلامي ويمنحونه الجهد الذي يستحقه. والله من وراء القصد.