أرشيف صحيفة البلاد

د. صالح المرزوقي لـ ( البلاد) : خادم الحرمين يؤازر كل عمل فيه خير لبلدان العالم

مكة المكرمة – أحمد الأحمدي
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة أمس الأحد، افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي للاتجاهات الفكرية، بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة الإسلامية، الذي ينظمه المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة، التابع لرابطة العالم الإسلامي، والذي يعقد بمقر الرابطة بمكة المكرمة، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، ويشارك فيه أكثر من (250) عالماً من علماء المسلمين في مختلف الدول الإسلامية والعربية والجاليات الإسلامية في الأقليات المسلمة.
وبهذه المناسبه التقت (البلاد) بفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن زابن المرزوقي الأمين العام للمجمع، وطرحت على فضيلته عددًا من الأسئلة والاستفسارات حول محاور هذا المؤتمر، والاستعدادات المتخذة لإقامته.. فكان هذا الحوار:
* فضيلة الشيخ صالح، متى بدأت الاستعدادات لإقامة هذا المؤتمر الدولي؟
– الاستعدادات بدأت مبكرة منذ عام من الآن، وقد استكملت- ولله الحمد- في منتصف هذا الشهر؛ حيث تم في البداية اختيار موضوع المؤتمر، وتحديد مسماه ومحاوره بعد ذلك، ثم اختيار المستكتبين في هذه المحاور الستة، التي ينظمها المؤتمر، كما تم التواصل مع الباحثين، وتلقي البحوث وقراءتها وتحكيمها، بعد أن تم فحصها، ومن ثم إقرار ما يستحق الإقرار منها بعد ذلك، ثم الرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله – بطلب أن يكون المؤتمر تحت رعايته – رعاه الله – وصدرت موافقته – حفظه الله- على ذلك وأصبح المؤتمر تحت رعايته – جزاه الله خيراً- ويفتتحه نيابة عنه – رعاه الله – صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور سماحة مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وعدد كبير من علماء العالم الإسلامي ومعظم أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة، ونخبة متميزة من كبار علماء العالم الإسلامي من جمهورية مصر العربية، ومن العراق، ومن الأردن، ومن الباكستان، وبنجلاديش، وماليزيا ومن أندونيسيا، ومن السودان، ومن المغرب، ومن دول مجلس التعاون الخليجي، ومن الجاليات الإسلامية في أوروبا، ومن بريطانيا، ومن فرنسا، ومن ألمانيا، ومن الفلبين، ومن علماء روسيا، والصين والهند.
(205 عالماً)
* كم عدد المشاركين في هذا المؤتمر من علماء المسلمين، وكذلك عدد البحوث التي وصلتكم، والمعتمدة منها؟
– نتوقع أن يتجاوز عدد المشاركين في فعاليات وجلسات هذا المؤتمر الدولي الهام (250) شخصية إسلامية، أو قد يتجاوزون هذا العدد، أما بالنسبة لعدد البحوث التي وصلت للمجمع منذ بدء استقبالها حتى الآن، فهي بحوث كثيرة جداً جداً، لا يحضرني عددها الإجمالي الآن بالتفصيل، ولكن البحوث التي اخترناها من بين هذه البحوث بلغت أكثر من (25) بحثاً، أو نحو هذا العدد.
( تكاثر المشكلة )
* هل انعقاد هذا المؤتمر يأتي نظراً لتفشي مشكلة الانحرافات الفكرية في بلدان العالم الإسلامي، وأهمية إيجاد حلول لهذه القضية؟
– نعم لولا تكاثر هذه المشكلة لما انعقد هذا المؤتمر الدولي الإسلامي الكبير؛ لإيجاد حلول لهذه المشكلة من عدة جوانب، لأن المشكلة لو تركت سوف تتوسع أكثر، فلا بد من اتخاذ وسائل الوقاية والعلاج. ولهذا فإن عقد هذا المؤتمر أمر له بالغ الأهمية جداً، لأنه يناقش قضية تتعلق بعقيدة المسلم، فنحن هنا عندما نناقش قضية، ونعقد مؤتمرا. لا ننظر للمملكة العربية السعودية فقط، وإنما ننظر للعالم الإسلامي ككل فيما تقع فيه من مشكلات، ومن المشكلات التي تقع حتى لدى غير المسلمين هي قضية الاتجاه الفكري المنحرف عن جادة الصواب، واستغلال الحرية للخروج أحياناً والمروق من الدين، فهناك استغلال للحرية استغلالا لا حدود له، وهناك طوائف تقيد الحرية بقيود لا حدود لها أيضاً، ولكن الإسلام وسط، وحرية المسلم أصل من أصول الإسلام، وكذلك كرامته، ولكنها حرية منضبطة، وليست حرية منفلتة؛ لذا فموضوع الانحراف، أوالاتجاهات الفكرية المنحرفة موضوع خطير جداً، له آثار على الفرد وعلى المجتمع، وعلى الدول، وعلى الشعوب وعلى الأسر، وقد يؤدي إلى التحلل من الأخلاق والتمادي في الشهوات الإباحية والجنسية إلى لا حدود؛ لذلك كما يحصل زواج المثليين والجندر وغيرها، وأيضاً الانتحار و المشاكل النفسية والاكتئاب، ويؤدي إلى المظالم وإلى الغلو والتطرف، وهذا في الدنيا لغير المسلم، ولكن بالنسبة للمسلم فالعقاب في الآخرة أشد وأنكى . فنحن وشعوراً بهذه المشكلة رأينا طرح هذه المشكلة على العلماء، لكي يبذلوا جهدهم ويستفرغوا وسعهم في إيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة؛ للوقاية منها قبل الوقوع فيها، أو معالجتها إذا وقعت.
فنحن لم نعقد هذا المؤتمر الهام، ولم نسع لعقده عبثاً ، ولكن نظراً لوجود ظاهرة الانحراف الفكري وانتشارها بكثرة في بلدان مختلفة، علماً أن موضوع الانحراف الفكري هذا أمر قديم، وليس بالجديد، حتى في عهد الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- وظهر أول ما ظهر في موضوع المنافقين، ثم المرتدين في عهد الصحابي الجليل أبي بكر- رضي الله عنه- وفي بعض العصور ولكنه في هذه الحقبة من هذا العصر رأينا أن دائرته اتسعت، وكثر انتشاره، خاصة بين الشباب الذين لم يتحصنوا بالأحكام الشرعية، وبالكتاب والسنة، وكما ذكرت لك سابقاً في بداية حوارنا . هذه المشكلة توجد حتى في غير المسلمين، ولكن في المسلمين يهمنا أكثر. ووجود هذه المشكلة في البلدان الإسلامية نشعر أنه يزداد يوماً بعد يوم، ولذلك فنحن نعمل من أجل إيقاف هذا الخطر، أو على الأقل الحد منه.
( دعم خادم الحرمين)
* كيف ترون دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وسمو أمير منطقة مكة المكرمة، لمثل هذه المؤتمرات الإسلامية الدولية؟ – لا شك أن دعم ومؤازرة خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات التي تنفذها الرابطة ممثلة في هذا المجمع، دعم كبير لا حدود له، وأمر واضح للجميع، فالملك سلمان -وفقه الله ونصره- يساند ويدعم ويؤازر كل عمل خيري إسلامي في جميع بلدان العالم، وليس في المملكة فقط، وبالنسبة للرابطة عامة والمجمع الفقهي الإسلامي التابع لها، فإنها تجد من خادم الحرمين الشريفين كل دعم وتأييد لكل عمل خير في جميع مناشطها وأعمالها، وليس أدل على رعايته- حفظه الله -لهذا المؤتمر وتوجيهه لسمو الأمير خالد الفيصل مستشاره وأمير منطقة مكة المكرمة، للقيام بافتتاح هذا المؤتمر نيابة عنه ــ رعاه الله ــ وإلقاء كلمة خادم الحرمين ، فهذا دعم واضح وجلي، ونحن نقدم خالص الشكر والتقدير والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين، وندعو له بالتوفيق والتسديد والنصر. كما أننا تعودنا من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بالدعم اللا محدود في رابطه العالم الإسلامي، وفي المجمع الفقهي، فليس هناك مناسبة إلا ويحضرها ويشارك ويدلي برأيه السديد فيها.