جدة – منى مراد
اشاد الدكتور علي بن عمر بادحدح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز المشرف العام على موقع اسلاميات بمبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعوته لحوار الاديان الاديان والثقافات الذي سيقام في نيويورك بهدف تعزيز الحوار بين الاديان والثقافات من اجل نشر قيم الامن والسلام.
وقال د. بادحدح إن «السعودية الدولة الإسلامية الرائدة التي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين وموضع قبلتهم ومشاعر حجهم، وقد قامت على التحالف بين الدولة والدعوة منذ تأسيسها بالتعاون بين الأمير محمد بن سعود (الدولة)، والشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب (الدعوة)، وارتبط نظام حكمها بالإسلام مرجعية حاكمة في ظل القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومن هنا فإن دعوتها لحوار الأديان تأتي صورة عملية لبيان الحقائق في نظرة الإسلام للحوار مع الآخر، والتعاون لمصلحة الإنسانية، والسماحة الرافضة للعنف والإرهاب الإجرامي غير المشروع، وتؤكد من خلال المبادرة لا المدافعة ومن خلال المبادأة لا رد الفعل أننا نريد للعالم والبشرية الخير وندعو إليه ونتعاون عليه».
كما وصف د. علي دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بالـ \" مميزة \" وقال: «ما يميز هذا الحوار التدرج والوضوح، وذلك حين بدأ الحوار الإسلامي الجامع في مكة المكرمة لتوحيد الرؤية الإسلامية تجاه الحوار». مشيرا إلى أن «الحوار الحالي أهدافه متصلة بالمشترك الإنساني الذي يمكن التعاون فيه مع اختلاف الديانات والثقافات».
وأوضح د. بادحدح أن «الحوار منهج إسلامي ومبدأ دعوي يقوم على العرض والتعريف، ويعزز بالتفصيل والتدليل، ويمارس بالحكمة والحسنى» مؤكدا في الوقت نفسه أن «الحوار الواسع له أصله المنهجي في القرآن الكريم، وأساسه التطبيقي في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث التقى نصارى نجران فحاورهم، ولقي اليهود في المدينة وعاهدهم، وخاطب الملوك والأمراء على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم، وهذا الحوار المتجدد اليوم ينبغي أن يستفيد من هذه الجذور الفكرية». مشيرا إلى أن «دعوة خادم الحرمين للحوار تستلهم روح الشريعة الإسلامية، وتعلن روحه الحضارية، وسماحته الاجتماعية».
وأضاف أن حرية الاعتقاد التي سمح بها الإسلام في قوله تعالى (لا إكراه في الدين) يثبت حرية الاعتقاد دون تصحيحها، وبالتالي فإنه يعترف بوجودها والتعامل معها. مضيفاً أن «الدولة الإسلامية عبر تاريخ طويل ضمت رعايا من مختلف الديانات فأعطت الحقوق لهم، وحفظت حريتهم، وثبتت أسس التعايش السلمي والتعاون الحضاري». معتقدا أن «هذه المبادرة فرصة لتوضيح تلك الحرية، وإعلانه وإثباته وتغيير الصورة النمطية، والرسالة الإعلامية التي تصف الإسلام بالمصادرة والمصادمة لكل ما يخالفه. ثم تتجاوز ذلك الى الاتهام بالعنف والدموية والارهاب.
كما أكد دز بادحدح ان الدين الاسلامي يعترف بالديانات السماوية معتبرا أن \" الحوار في صميم الديانات الاخرى ليس هو الهدف ولا موضع التركيز، وكثير منن التجاررب السابقة التي خاضت في هذا الميدان لم تحقق فائدة، ومعلوم ان اي حوار لابد ان يبدأ بالاعتراف بالآخر، والاسلام واتباعه يعترفون بالديانات السماوية ، ويؤمنون بانبياء الامم السباقة لهم ، وهذا ما ليس موجودا لدى اكثر الاخرين \"مشيرا الى أهمية مثل هذه الحوارات ومدى تحقيقها النتائج \"إذا صدقت النوايا وكان هناك توجه الى ترجمة التوصيات الى مبادرات عملية\"
واضاف د. بادحدح أنه \" حتى الآن لم يصل الامر الى ان يكون هما عاما لرجل الشارع في العالم، لأن المبادرة في بدايتها ولم يلمس عموم الناس أثرها، ولكن التغطية الاعلامية ومقولات الرموز والشخصيات البارزة دينيا واجتماعييا ربما تكون بداية للفت النظر والمتابعة لهذا الحوار ومخرجاته، وربما تكون بداية نظرة ايجابية تجعل الناس يترقبون نتائج وآثار ايجابية ملموسة تتعلق بحياتهم ، بحيث يشعرون بالسلم بدل الحرب، والصحة بدل المرض، والتعاون بدل التعارض وهكذا\".
وحول جدية هذا المؤتمر عن سابقه من مؤتمرات اوضح د. بادحدح أن \" مؤتمرات حوارات الاديان في السابق كانت تصدم بعدم الاعتراف، وفيها تعرض لحقائق الاديان السماوية، ونحن نعلم ما وقع من التحريف في كتب الديانات السابقة للاسلام، وطبيعة الكهنوت والمرجعية المطلقة دينا لدى الكنيسة ، والاحتكار والتفضيل العنصري لدى اليهودية ، وكل هذه عوامل تمنع من وجود تقدم، لأن الحقيقة في الحوار تحتاج الى شجاعة الاعتراف بالاخطاء والانحرافات والاقرار بالحق الثابت، والادلة قائمة ومتوافرة على حفظ اخر كتب الله \"القرآن\" من التحريف والتبديل، وختم النبوات بمحمد صلى الله عليه وسلم\".