إعداد: محمود العوضي
يترك بعض الأشخاص علامة فارقة في حياة الناس، حتى بعد رحيلهم عن الحياة، تكون ذكراهم باقية في الأذهان، لكن الإنكليزي جيرماين ديفو فعل ذلك بطريقة لا تُمحى فيزيائياً، إذ خلّد ذكرى أحد أصدقائه الراحلين بطريقة ستظل ملازمة له طوال حياته.
وكانت العلاقة بين ديفو وبرادلي لوري محور حديث الصحافة والمجتمع في بريطانيا، حتى رحل لوري عن الحياة بعد صراع شرس مع نوع نادر من مرض السرطان، وهو الذي كان أحد مشجعي سندرلاند، وكان ديفو أيقونته ولاعبه المفضل. وبعد أن خسر لوري المعركة بشرف وتُوفي في يوليو 2017، قرر مهاجم سندرلاند السابق وبورنموث الحالي، الحصول على وشم باسم لوري على ذراعه اليمنى، إذ كانت العلاقة بينهما وطيدة للغاية قبل رحيل الفتى البالغ من العمر ستة أعوام عن الحياة.
وكانت الصداقة القوية قد بدأت في سبتمبر 2016 حينما استضافت (القطط السوداء) فريق إيفرتون في البريمييرليغ، حين نزل الطفل إلى أرضية الملعب كتميمة، فالتهبت أكفّ الجميع بالتصفيق في الدقيقة الخامسة من المباراة.
وفي ذلك اليوم، هتف جمهور الفريقين “هناك برادلي لوري واحد” قبل أن ترتفع لافتة عملاقة في (ملعب النور) تحمل رسالة واحدة هي “نحن معك يا برادلي”، وظهر الطفل بعد المباراة متأثراً للغاية وهو يقول “كان ذلك رائعاً. التقيت جيرماين ديفو، لاعبي المفضل. كما أن الجميع ردد اسمي. شكراً لكم جميعاً”.
وبعد ثلاثة أشهر، تجدد اللقاء بين الصديقين الحميمين خلال مواجهة سندرلاند وتشلسي، وقاد لوري فريقه الذي كان يشجعه بجنون نحو التعادل مع تشلسي، إذ انبرى لتنفيذ ركلة جزاء على حارس البلوز وقتها- البوسني أسمير بيغوفيتش- وتمكن بالفعل من إحراز الهدف الذي اختير يومها الأفضل بين الأهداف التي تم تسجيلها في ديسمبر 2016. واستمر الدعم للفتى الباسل بعد أيام معدودة أيضاً حين منح تروي ديني مهاجم واتفورد الفتى بطاقة خاصة بمناسبة أعياد الكريسماس تحمل توقيع جميع زملائه في الفريق.
وفي فبراير 2017 بدا أن علاقة ديفو ولوري أصبحت أقوى، وهو ما ظهر من خلال الصورة التي نشرها المهاجم الإنكليزي عبر حسابه على شبكة (تويتر) الاجتماعية، قبل أن يصطحب ديفو رفاقه في (القطط السوداء) أثناء زيارة للوري في المستشفى حيث استكان الفتى للنوم بين ذراعي نجمه المفضل.
وحملت الأشهر التالية نبأً سعيداً للوري بعد أن تألق ديفو بشدة مع فريقه، ما منحه استدعاء لمعسكر منتخب (الأسود الثلاثة)، بل إن المهاجم أدخل قدراً أكبر من السعادة على قلب صديقه الصغير بتسجيله أهدافاً دولية أيضاً. لكن العلاقة المؤثرة كانت قد وصلت إلى نهايتها بعد أشهر حين فارق لوري الدنيا وظهر ديفو باكياً خلال مراسم تأبينه، وأكد في اليوم التالي “كان أفضل أصدقائي. كان فريداً من نوعه. أحب كرة القدم. أحبني وأحببته. لم يكن بوسعي تقديم شيء له سوى صداقتنا”.