الأرشيف النادي

دول العالم الثالث تعاني من الجوع

هذا الزمان الذي كثرت فيه البلايا التي لازمت البشر، وجعلت كثيرا من دول العالم الثالث الذي اشتد أنينه ووجعه نتيجة لهذه الآفات التي راح ضحيتها الملايين تعزى بالدرجة الأولى لأسباب وعوامل كثيرة كان على رأسها انحباس الامطار في مواسم خيرها وعطائها مما ادى الى حدوث كارثة انسانية بسبب التصحر، الذي بلغت نسبته \" %\"٧٠ من الاراضي الصالحة للزراعة .
.\"uncef \" بليون \" دولار حسب احصائية اصدرتها الأمم المتحدة لمكافحة التصحر ٤٢ \" مليون \" وأكثرهم يعيشون في قارة افريقيا . وبلغت خسارة الدول المتصحرة أكثر من ٢٥٠ \" وكان عدد المتضررين في العام ما يعادل والمتضررون هم الطبقة الفقيرة التي تعتبر المطر مصدر رزقها واستمرار حياتها، وانحباسه المتكرر عرضهم لآثار الجوع والمرض، واصبحت ويلاته الخانقة تطوق معيشتهم ومما زاد سوء احوالهم سوءاً، الحروب العاصفة الأهلية منها والدولية وما نتج عنها من فتك ودمار وتخريب وهلاك راح ضحيتها الآلاف الآلاف من الابرياء وأكثرهم نسبة – الاطفال والشباب – بناة المستقبل ورواده والذي كان المجتمع يعول عليهم طموحات بناءة لو سنحت لهم الحياة والفرص بعيش كريم ورعاية سليمة لأصبحوا فرسانا لبرامج التنمية، كالتعليم والبحوث والصحة والبناء، وقدموا لأوطانهم عصارة معرفتهم وقدراتهم . لكن كيف يمكن أن تتحقق تنمية حقيقية للعالم ما دام شبح الحروب وكوارثها المهيمن على سطح الكرة الارضية، وحجب مساحة واسعة لتنمية بشرية ضاعف من تعقيداتها عجز الدول وحكوماتها عن مواجهة هذه التحديات، بالاضافة الى تحكم الدول الكبيرة في اقتصاد العالم لامتلاكهم الثروات الهامة التي تساهم في معيشة الافراد ولقمة عيشهم .
ونتيجة لهذه السيطرة الجائرة تم انتزاع القرار من أكثر دول العالم بكل انواعه – الاقتصادي والسياسي وغيره – حتى تآكلت الطبقة الوسطى وتشكلت طبقتان ، طبقة فقيرة لا تملك ثروات ولا غنى، وغنية تملك كل شيء .
اصبحت الفقيرة عاجزة عن تسديد الديون المترتبة عليها، وخدمة هذا الدين، وسرعان ما انزلقت بين فكي الفاقة والجوع، وتشرنقت المشكلة بقساوة الارتفاع المتوالي والمتسارع لجميع متطلبات الحياة، كان من أهمها النفط والمواد الغذائية التي لا سبيل
للفرد بامتلاكها .
لذا، كان لا بد للدول العربية من وضع خطة استراتيجية فاعلة يشارك فيها الجميع لبناء \" التكامل الاقتصادي \" ، فيما بينهم . فغالبية الدول العربية تمتلك من الثروات الطائلة والهامة ما تغطي حاجات شعوبهم، وستصبح قادرة على تجاوز المحنة وتلبي على الأقل كافة الضرورات الهامة لعيش كريم خال من المتاعب الصحية والنفسية المعقدة، والتي لا حول للفرد عليها ولا قوة .

[ALIGN=LEFT]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/ALIGN]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *